حروف باسمة

سوالف

تصغير
تكبير

يُحكى أن أحد المتنفذين في حقبة من الزمن، كان يملك قصراً وبجواره قطعة من الأرض يقام عليها كوخ تسكنه امرأة فقيرة، فأشار اصدقاء صاحب القصر عليه ان يدفع لتلك المرأة مبلغاً مجزيا من المال كي يستحوذ على كوخها من أجل ان يتوسع في بناء قصره... فذهب اليها يساومها وقدم لها اموالا كثيرة، فرفضت ان تبيع بيتها، فهددها بأن يشكوها الى القاضي كي يحجز عليها لانها رفضت أموالا طائلة في بيت قيمته اقل من تلك الأموال، فأطلقت صوتها مدوياً، اذا كنت ستحجر على عقلي فإنني سأشير إلى القاضي أن يحجز على عقلك لأنك ستشتري بيتاً وتدفع فيه أموالاً أكثر من قيمته بأضعاف.
منطق سليم وعقل راجح... لا بد وأن تقدر الأمور وتوزن بالتمحيص والفكر. وكم من قصة تشابه هذه القصة نسمعها او نشاهدها؟ كم من أناس نصبوا على أناس وأخذوا أموالا طائلة واستحوذوا على بيوت شاهقة من دون وجه حق نتيجة لخدعة او حيلة او شداخة* نصبوها فوقعت فريستهم فيها... ويلهم من عذاب الله.
قصص كثيرة تترى من حولنا نسمعها وربما نشاهدها أيضاً، تدمع العين وتخفق القلب وتعذب الوجدان، هذه قصة صرف الأدوية للمرضى الوهميين او المتوفين بأساليب عديدة وطرق مختلفة غاب فيها الضمير.


فعسى أن يفكر المهتمون بوزارة الصحة بوسائلهم التقنية المختلفة وبتقصي الحقائق للعثور على المجرمين وبيان أسمائهم حتى يتعرف الناس على عديمي الضمير.
قصص عجيبة انما هي فريدة بل هي غريبة، قصة الذين ينادون بإلغاء شرط «الآيلتس» الذي يوجب اجتياز الطلاب المقبولين في الابتعاث إلى الخارج اختبارا للقدرات في اللغة الانكليزية ويهددون بالمساءلة السياسية إذا لم يلغ هذا الاختبار.
لماذا؟ وما هدفهم؟ وما مواصفات مخرجات التعليم في أذهانهم؟
كلما محصت القدرات للطلاب قبل ابتعاثهم وزودوا بمفاهيم لغوية، تزداد حصيلتهم كي ينخرطوا في ميدان العلم وهم قادرون على التحصيل من دون تعثر.
عجيب امر هؤلاء الذين ينادون بإلغاء هذا الاختبار!
والدنيا كلها تنادي بالاستزادة من العلم، والامم المتقدمة هي التي تهتم بأبنائها وتطور التعليم وتضع الاختبارات التي تعمل على صقل طلاب العلم، حيث يشقون طريقهم بقوة وثبات ولا يرجعون خاسرين، لان اللغة هي التي حالت دون ان يشقوا طريقهم.
كم هي عيبة تلك القصة... قصة الطفلة مايا التي ولدت من دون اطراف وصنع لها والدها أطرافا من علب الصفيح المحشو بالقطن والقماش... انها من الحالات المأسوية الكثيرة في سورية.
وقصص غريبة وعجيبة لاطفال ونساء ورجال في اليمن يعانون من ويلات الحر والظلم والاستبداد. وكذلك ملايين الاطفال في اصقاع العالم لهم قصص متعددة في مجال العلم والصحة والتغذية.
نسأل الله ان يفرج هموم جميع المكروبين ويفتح افاقاً من الأمل حتى تنجلي الغبرة ويصفى الجو ويقذف بالظلم وأنواعه وصنوفه وأشكاله وارناقه المختلفة في مكان سحيق ويوفي الله الصابرين أحسن الجزاء.
سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري
سأصبر حتى ينظر الله في أمري
سأصبر حتى يعلم الصبر
إنني صبرت على شيء أمرُ من الصبر
وما أحسن الصبر الجميل مع التقى
وما قدر المولى على عبده يجري.
____________
* شداخة: هي المصيدة

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي