وجع الحروف

إضاءات بمناسبة عيد الفطر

تصغير
تكبير

وقعت عيني على إضاءة بعثها الصديق ماهر التميمي، فوجدت فيها موضوعا أكتب حوله هذا المقال، خصوصا بعد مناسبة عيد الفطر السعيد العزيزة على قلوبنا، وذلك لما لها من معان كبيرة قد يتناساها البعض مع فرحة العيد والمناسبات الآخرى.
تقول الأولى: «ليس كل من تعلم الأحرف يجيد الكلام... فالجميع يكتب? والقليل يقرأ? والبعض يفهم، ومن ساءت أخلاقه طاب فراقه ومن حسنت أخلاقه طاب وصاله، فلا تقلل من شأن أحد من الناس? فالناس معادن والكمال لله وحده ولا تجاهر بعيوب الناس? وعيبك مدسوس، ومن يدخل مدخل السوء يتهم ومن يصاحب قرين السوء لا يسلم، فأرقى الناس هو أقلهم حديثا، وأتقى الناس هو أحسنهم ظنا بالناس».
والإضاءة الثانية مني: «أنت تبقى محاسبا على كل حرف تنطق به أو تكتبه، وإن كذبت مرة ومرتين حتى تتعود على الكذب، ستصبح عادة الكذب متأصلة فيك وسيهجرك من حولك فحاول أن تصدق القول. قد تعتقد أن الكذب والوشاية وسوء الظن مخرج، لكن هل فكرت في المخرج عندما تقف عند رب عادل يعلم ما تخفيه الأنفس».


عندنا مرضى عزيزون على قلوبنا، بعضهم خارج البلاد ومنهم والدي الذي نسأل الله أن يشافيه ويعافيه ويعيده هو وكل مسلم مريض معافى بإذن الله، ولدينا موتى، وأحبة لنا قل التواصل معهم فهل نرفع الأيادي بدعوة صادقة لهم وهل نحسن تطبيق التواصل الاجتماعي لنصبح مجتمعا متآخيا يحب كل فرد منه الآخرين.
لذلك? كتبت في (تويتر) ملتمسا العذر ممن أخطأت في حقه عن غير قصد أو قصرت من دون عمد أو تجاهل، قد يراه البعض من باب «تقليل من شأن» ألا إنهم أحبة لنا لكنها تبقى المشاغل وظروف الحياة هي من أوجدت هذا التقصير.
لنلتمس العذر من أحبابنا ونقترب باحترام من كبارنا ونبرّ بوالدينا ونعطف على صغارنا ونبحث عن البسطاء ممن أرهقتهم تكاليف الحياة، لعلنا نسعدهم ونرسم الابتسامة على وجوههم، وهذه مهمة مؤسسات المجتمع المدني وجميع فعاليات ورجال الكويت الكرام.
إن كنت تسكن في بيت كبير، فغيرك في شقة بالكاد يحصل على قيمة الإيجار، احمد ربك واشكره.
إن كنت في وظيفة، فغيرك ينتظر دوره لعله يستطيع الصرف على من يعيل.
إذا كنت تستطيع مد يدك ملتقطا لقمة من الطعام اللذيذ? فغيرك مربوطة أجهزة الإنعاش الطبية حوله وكثير منهم يبقى في غيبوبة إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، ناهيك عن ملايين من إخواننا المسلمين شُرّدوا من منازلهم وأرعبتهم أصوات الانفجارات وكثير منهم بلا مآوى!
المراد... إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس? فتذكر قدرة الله عليك.
نحتاج أن يفهم أصحاب القرار السبب وراء تكرار نقل معاناة من يحضروا لنا عارضين مشاكلهم، وكثير من الحالات المشابهة معروضة ومعلومة، يعود سببه إننا أدنينا القيادات بناء على مستوى الولاء أو حسابات أخرى، مما جعل البعض يبحث عن من يحتمي به.

الزبدة:
لنتمعن في أحوالنا ونأخذ من الصدق منهجا وحسن السلوك سبيلا لتحسين علاقاتنا، وسامح قدر ما تستطيع فأنت تصديقا لقول العزيز الكريم الحكيم الغفور العادل في محكم تنزيله: «وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت».
خافوا من أفعال المترفين وقربوا من يخاف الله فينا ويرحمنا من وسائلهم التي أوقعت الضرر البليغ في البلاد والعباد، وهنا نتوقف عند قوله تعالى: «وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا».
اتعظوا من إخوان لنا تحت التراب. اتعظوا من بلاد كان أهلها في عيش رغد ولم يحمدوا النعم التي حباهم الله بها وهاهم الآن يعيشون دمارا غير مسبوق.
مختصر القول... أصلحوا الأنفس والسلوك الفردي وأحسنوا الاختيار من قيادات ونظم وتطبيق عادل للقانون، وحتى الظن نحتاج أن نحسنه ولا نعتمد ما يصلنا إلا بعد التحقق منه... عيدكم مبارك وتقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير... الله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي