صندوق الصفات / «كنتُ شخصاً» مجنوناً ومتسرِّعا
سعد رمضان لـ «الراي»: الوسط الفني في لبنان... «كلُّه عُقد»
كل منا يحمل في داخله سلسلة لا تنتهي من الصفات... وهي تتراوح بين السلب والإيجاب، لكنها جميعاً ترسم خريطة علاقاتنا مع الآخرين، وتحدد المسافات التي تفصل بيننا وبينهم!
«الراي» التقت جمْعاً من أهل الفن والإعلام، وفتحت معهم صندوق صفاتهم، وشاركتهم التنقيب عن المزايا والمساوئ، وما الذي يودون الاحتفاظ به من صفاتهم؟ وما الذي يفضّلون التخلي عنه؟ وكيف يرون أهم صفاتهم؟
تستضيف هذه الزاوية اليوم الفنان اللبناني سعد رمضان:
? هل لديكَ صفة تتمنى التخلص منها؟
- حُسن الظن بالآخرين. فأنا مثلاً كنتُ أعتقد أن كل الناس يحبونني ويفرحون لنجاحي ولِما أصبحتُ عليه اليوم، ولكن تبيّن لي أنهم لا يحبونني جميعاً. أي أنني أظنّ أن كل الناس يحبونني، وتفكيري ليس في مكانه لأنه اتّضح أن ليس الجميع يحبونني، بل هناك مَن يكرهني ويكره الخير لي. وهذا الأمر ينسحب على كل شيء، وليس على المجال الفني وحده.
? وما الصفة التي تودّ أن تضيفها إلى صندوق صفاتك الشخصية؟
- هناك صفات كانت تنقصني، واشتغلتُ عليها إلى أن صارت في شخصيتي، بينها الشعور بالمسؤولية والصبر اللذين اكتسبتُهما من خبرتي في الحياة.
? صفة كانت لديك... لكنها رحلتْ عنك تدريجاً أو سقطتْ فجأة؟
- كنتُ شخصاً «مجنوناً» ومتسرّعاً ولا أفكر بعقلي واليوم أصبحتُ عاقلاً.
? وما الصفة التي تودّ أن تتوافر في شخصٍ ما مقرب منك في المجال؟
- عدم الغيرة. أتمنى ألا تغار حبيبتي.
? صفة لا تفضّلها في مَن حولك أثناء أيّ عمل فني؟
- لا أحب المسافات والحواجز الموجودة بين الفنانين اللبنانيين، وهذا الأمر لا نلمسه مثلاً في مصر. إذ من الممكن أن نسمع فناناً مصرياً يشيد بأغنية جميلة لزميلٍ له في الوسط، بينما الوسط الفني في لبنان كله عُقد، حتى إننا نجد فناناً لا يمكن أن يسجل «لايك» لزميل له إذا لم يبادر الأول إلى خطوة مماثلة. وفي مصر يمكن أن نسمع أغنية ناجحة لفنان مصري بصوت فنان آخر، بينما يظن المغني اللبناني أنه إذا فعل ذلك فإنه يعطي زميله صدقية.
? وما الصفة التي لاحظتَ أنها ازدادتْ عند الناس أخيراً سواء كانت جيدة أو سيئة؟
- ألاحظ أن قلّة الحياء زادت. كلّ شيء إلى تَراجُع، ولم تعد هناك قيم ومبادئ.
? صفة تعلّمتَها وتأثرتَ بها من إنسان آخر؟
- تعلّمتُ صفات كثيرة من أشخاص كثر خلال وجودي في الفن طوال 10 سنوات. كما تعلمتُ الصبر والتأني، وأن الصدق لا يصبّ في مصلحة الإنسان دائماً. أنا لا أحب الكذب لأن مَن يكذب إنما يكذب على نفسه أولاً، والكذب لا بد أن ينكشف مهما طال الزمن. كما وجدتُ أن التواضع مهم جداً. وفي رأيي أن الأمر الذي جعل الناس يحبونني أكثر من فني وشكلي هو تواضعي وتعاملي معهم بطريقة جيدة.
? من دون ديبلوماسية... صِف نفسك مُسْتَحْضِراً أبرز صفاتك؟
- أنا شخصٌ متصالح مع نفسه، لا أحسد أحداً وأتمنى من الله عزّ وجلّ أن يرزق الناس ويرزقني. أنا إنسان قنوع وأقول الحمد لله على كل شيء، على صحتي ووجود أهلي من حولي، والبيتُ الذي كنتُ أحلم به امتلكتُه. ومع أني أعتبر أنني ما زلتُ في بداية الطريق، أحمد الله على كل ما وصلتُ اليه. فأنا غنيتُ في دار الأوبرا المصرية مع أوركسترا مؤلفة من 50 شخصاً حيث قدّمتُ أعمال عبدالحليم وأعمالي الخاصة، وعدتُ وكررتُ التجربة في فرنسا، وسأقدمها مجدداً في إطار مهرجانات ذوق مكايل الدولية.
? ما الصفة التي ترى أنك مدين لها بما وصلتَ إليه حالياً؟
- أدين لوالدي بصفات عديدة منها صفة الرجل الشرقي والنظام، لأنه كان يعمل في السلك العسكري. كما تعلمتُ منه أن التعب هو الطريق الأفضل لتحقيق الذات والأحلام والطموحات. مثلاً أنا أتابع دراستي الجامعية لأنني أحب أن أطوّر نفسي بدَل البقاء على ما أنا، مع أنني أملك أشياء كثيرة.
? وما الصفة التي عَرّضَتْكَ يوماً لخطر كبير؟
- طيبة القلب، فأنا لا أعرف أن أخبئ شيئاً لأنني أعتقد أن الناس سيفرحون من أجلي، ولكن تبيّن لي أن البعض منهم لا يتمنّون لي الخير.