حروف باسمة

حادث وحديث

تصغير
تكبير

الأحاديث تتنوع وتختلف في مضامينها وتتشكل صورها وتتعدد نبرات أصوات قائليها، فهي تنم عما يهدف له المتحدث. والحوادث تترى وتتنوع وكل يوم يمر على الانسان لا بد وأن يرى من خلاله حادثاً يدعو الى التأمل وتشير صوره الى مشاهد كثيرة يستبصر من خلالها المرء معاني وصورا يستخلص منها عبرة أو حقيقة أو عظة...
من الحوادث التي شاهدناها اخيراً، اعتصام الطلبة، ماذا يبتغون من اعتصامهم؟ وما يهدفون اليه من خلال هذا الاعتصام؟
ألديهم قدرات لا يجدون من يرعاها أم لهم ميول فقدوا من ينميها أم يمتلكون مواهب لا يجدون من يساعدهم على شق طريقهم لتنميتها...


عجيبة حوادث هذه الايام؟!
اعتصام 150 طالباً امام مكتب وزير التربية وزير التعليم العالي معالي الدكتور حامد العازمي يطالبون بأمور ثلاثة:
أولها: إلغاء قرار تدوير مديري الثانويات في اختبارات الصف الثاني عشر.
ما علاقة الطلاب بلوائح ونظم الوزارة؟
إنه لوقت واسع فسيح متوافر لهؤلاء التلاميذ والذين يزجونهم في هذه القضايا. فلو انصرف التلاميذ الى الجد والاستذكار وعملهم الاساسي لكان اجدى نفعاً. ولو انصرف الذين حرضوهم على الاعتصام، في التفكير بالرسالة المنوطة اليهم وهي التربية والتنشئة والتنمية الحقة، لكان خيراً لهم واكثر نفعاً للآخرين.
والمطلب الثاني لهؤلاء الطلاب: لائحة الاختبارات الجديدة لا تعجبهم ولا يرغبون فيها ولا يريدونها ولا يريدون احداً ان يتعقب مستخدمي الهواتف والسماعات واجهزة الغش في لجان الاختبارات... يودون ان يترك الحبل على الغارب وتزداد مأساة التعليم وتزداد الضحالة في مستوى التعليم والتعلم.
أما المطلب الاخير: اختبار «الايزو» الذي لا يكلف الطالب اكثر من 5 درجات كي يتم قبوله في الجامعات.
هل هؤلاء الذين اعتصموا تؤرقهم قضية تحول دون تقدمهم أو ازدهار مسيرتهم التعليمية أو لا يمتلكون روافد اساسية في عملية التعليم والتعلم او ينقصهم توجيهاً او ارشاداً او توافر معرفة.
عجيب أمر هذه الدنيا؟!
كل شيء اختلف فيها وصار الانسان كأنه في بحر متلاطم الامواج نتيجة لأهواء شخصية ومآرب خاصة لا تنم عن تفكير يهدف الى تنمية المجتمع وازدهاره.
عزيزي القارئ، اما الحديث فهو ذكرى القريش، انه ومضة جميلة من ومضات تراث هذه الديرة الطيبة يحتفى بها في اليوم الثلاثين من شعبان، وهو في الشهر الوافي وفي يوم واحد فقط ولا يحتفى به في الشهر الهافي.

ذكرى جميلة
كان يتجمع في غداء ذلك اليوم أفراد الاسرة وبعض الاهل والجيران على سفرة الغداء ويضعون مأكولات شهية ومختلفة ومتنوعة مما كتب الله لهم وهم شاكرين لله على نعمه الذي بلغهم الشهر الفضيل، وهم يبتهلون الى بارئهم جل وعلا بأن يجعل صيامهم مقبولاً ويبارك قراءتهم وتدبرهم لكتابه الكريم، ويجعل دعاءهم مستجاباً في ان ينزل عليهم الخير والرحمة، ولا يكون الاحتفال بالقريش كما يحتفى به في هذه الايام قبل وقت طويل من اقتراب اخر يوم من شعبان وذلك باقامة الولائم في اوقات العمل... قريشاً طيباً لجميع الذين يفعلون هذا التراث الجميل.
وما لنا إلا ان نقرأ ما قاله الاديب عبدالله سنان يرحمه الله...
ومموش قابلته في جلسة
فوق السماط وحولهُ دقوسُ
فسألتهُ من أين جئت إلى هنا
والعهد إن غداءهم مجبوسُ
قال الذي اتفقوا على تقديمه
ملخبط معفوس
فأتوا بقنجات كبار
فوقها حشو وربيان له محموسُ
صافحته بالخمس ثم رفعته لفمي
اقبلهُ وبي تهويسُ
لو أطعمت بلقيس منهُ لقمةً
لتشوقت لخوالهِ بلقيس

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي