جنوب السرة يا «بلدي»!

تصغير
تكبير

انفض سامر انتخابات المجلس البلدي 2018، واختار الناخبون من اختاروا، وأُعلنت أسماء الفائزين الذين وصلوا إلى منابر يُسمَع منها صوتهم، وباتوا حلقة وصل بين المواطنين والجهات التنفيذية في الدولة، لكن تبقى لنا بعض الملاحظات المتعلقة بمناطق جنوب السرة، والتي نود أن تؤخذ في الاعتبار، وأن يكون لها حظ من التمحيص والدرس، من أجل أن تعم الفائدة!
أولا: بعد صدور المرسوم الرقم 94 لسنة 2018 الخاص بضم المناطق الجديدة إلى الدوائر الانتخابية للمجلس البلدي، جرى ضم ما يقرب من 6 آلاف ناخب من مناطق السلام، والصديق، وحطين، والشهداء، والزهراء (جنوب السرة) إلى الدائرة السادسة التي تضم أبرق خيطان، وخيطان الجديدة، والفروانية، والفردوس، وضاحية مبارك العبدالله...
وأنا أستغرب حقيقة من التباعد الجغرافي للمناطق، بل ومن القفز على مناطق تقع جغرافيّاً بين مناطق هذه الدائرة، مثل العمرية والرابية والعارضية؛ خصوصا أن هذا التوزيع يختلف تماما عما عليه الدائرة التي تضم مناطق جنوب السرة في انتخابات مجلس الأمة! لذا نأمل إعادة النظر في هذه التقسيمة، لتكون وفق القرب الجغرافي!


ثانيا: إن هذه التوزيعة جعلت سكان مناطق جنوب السرة أقلية في دائرتهم، حيث إنهم يمثلون ما يقارب 12 في المئة من ناخبي الدائرة السادسة، وهذا يجعل مطالباتهم ثانوية نسبة إلى بقية مناطق الدائرة، خصوصا أن جنوب السرة منطقة جديدة ولديها كثير من المطالبات، بحكم أن المجالس البلدية السابقة لم تغطها ولم تتابعها؛ لعدم وجود ممثل لها، على خلاف بقية المناطق في الدائرة السادسة.
ثالثا: يعاني سكان جنوب السرة عددا من المشكلات التي تحتاج إلى أن يلتفت إليها أعضاء المجلس البلدي والجهاز التنفيذي للبلدية، أهمها مشكلة الاختناق المروري، خصوصا على المداخل والمخارج إلى الشوارع الرئيسية. ومعالجة هذه الأزمة تحتاج إلى تضافر كل الجهود من الأشغال والبلدي والداخلية.
ثم إن هناك مشكلة أخرى لا تقل أهمية، بل يمكن القول إنها أحد مسببات المشكلة الأولى، ألا وهي زيادة عدد القسائم الاستثمارية التي تزيد من نسبة الوحدات المؤجَّرة في المنطقة، مما يؤثر على تحمل البنية التحتية، ويزيد من كثافة استخدام الطرق المرورية!
كذلك هناك حاجة إلى الاهتمام بالمرافق العامة، من الحدائق ومراكز الشباب والمماشي الرياضة... إلخ، أسوة ببقية المناطق في الدولة، وضرورة العمل من أجل استصدار التراخيص اللازمة، وتخصيص المساحات المناسبة لهذه الأنشطة.
هذه هي بعض المطالبات والاحتياجات الضرورية التي ينتظرها أهالي مناطق جنوب السرة من أعضاء المجلس البلدي، فهل تجد هذه المطالبات آذاناً صاغية، وهمماً تسعى إلى إنجازها، والقيام بأدوار جديدة تغيّر واقع من يمثّلون إلى الأفضل؟!
إن معركة الانتخابات انتهت، ولا تجوز الراحة بعدها من أي طرف، حتى ممن لم يحالفهم التوفيق. أمّا الفائزون فعليهم أن يشمروا عن سواعد الجد، وأن يعوا أن أمامهم واجبات ليست بأيسر مما مرّوا به أثناء المشهد الانتخابي، وأن المأمول منهم كثير جدا، وأن العمل الحقيقي بدأ منذ إعلان فوزهم بمقاعدهم.
 نسأل الله التوفيق للجميع لخدمة هذا الوطن العزيز ونفع مواطنيه.

Nasser.com.kw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي