شيء... من قدرة الله تعالى
نحن- سائر البشر- خلقنا ضعفاء هذا رأي خالقنا فينا؟ مهما بلغنا من قوة جسدية أو مادية أو معنوية أوغيرها (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة) الروم 54 (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فاذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج) الحج 22.
هل رأيت كيف يحاصر الضعف الإنسان من كل مكان؟ هل لاحظت في الآيات الأولى كم تكررت كلمة الضعف، وهذا يدل على ان الإنسان يغلب عليه الضعف أكثر من القوة؟ ويكفي بأن الأمر ينتهي بالضعف والشيبة؟ وفي الآية الأخرى يبين لنا الله جل وعلا قدرته على الخلق والايجاد بأنه قد خلق الإنسان أولا من تراب وهو أبونا آدم عليه السلام، وباقي البشر من نطفة، وبعد ذلك من علقة في الرحم، ثم من مضغة كاملة أو ناقصة، أسقطت قبل تمام الخلق.
وذلك لكي تستدلوا بها على ابتداء الخلق ثم اعادته، وبعد ذلك تأتي الولادة بعد مدة محددة، طفل صغير يعمرإلى كمال القوة مابين الثلاثين والأربعين، ومنكم من يأتيه الأجل قبل ذلك، وآخرون يعمرون إلى سن متقدمة جدا فيصيبهم الهرم والخرف، فتضعف ذاكرتهم وينسون كل ماضيهم، قال عكرمة: من داوم على قراءة القرآن الكريم لا يصاب بهذه الحالة؟ ولا ننسى نداء زكريا عليه السلام حين قال (رب اني قد وهن العظم مني ) مريم 4 وذلك لأن العظم هو آخر مخزون لقوت الإنسان، فيه ما زاد عن حاجة الجسم من الطاقة.
فاذا لم يتغذ الجسم بالطعام، يمتص من هذا المخزون من الشحوم والدهون، ثم من العضل ثم من نخاع العظم، وهو آخرمخزون للقوت في الجسم، فهذه آية معجزة من سورالقرآن الكريم، ثم يضرب الله سبحانه وتعالى مثلا على ذلك في الأرض التي نعيش عليها حيث تكون يابسة قفراء فاذا أنزل عليها المطرارتفعت وازدادت، وأنبتت من الخضراوات والثمارالشيء الكثيرالجميل المنظر، وهذا دليل قدرة الله سبحانه وتعالى على احياء الموتى يوم القيامة؟ وبعث من في القبور؟ صورة من أحداث تجري في الدنيا وأمثالها يوم القيامة، اللهم أحينا مسلمين، وأمتنا مسلمين، وابعثنا مسلمين.