مَنْ عاش بالحيلة مات بالفقر

تصغير
تكبير

«مَنْ عاش بالحيلة مات بالفقر»... مثل دارج في الخليج وبعض الدول العربية بألفاظ مختلفة، وفي ما يبدو أنه قديم جدا. قال ابن القيم (توفي 751هـ) في إغاثة اللهفان(358/1): (وقد شاهد الناس عيانا أنه من عاش بالمكر مات بالفقر). وله أصل في الشرع، فقد قال تعالى: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) سورة فاطر، آية 43.
في الغالب عندما يَظلم المرء تجده يغلف الموضوع بغلاف شرعي أو عادات وتقاليد أو نحو ذلك، ليكسب الناس في صفه، وتجد كثيرا ممن يقف بجانبه، ف«الطيور على أشكالها تقع».
وفي الوقت نفسه عندما يُؤخذ منه ما لا يستحق، يظهر للناس أنه ظُلم ويغلف الموضوع بغلاف شرعي أو عرفي أيضا، ويظهر التمسكن و«يا دهينة لا تنكتين».
فعلى سبيل المثال: هذا يسرق ويقول: «لا تلوموني... المال السايب يعلم السرقة». وعندما يُسرق أو يُظلم يقول مهددا ومتوعدا: «كما تدين تدان، والجزاء من جنس العمل».
وآخر يضرب الناس ويعتدي عليهم ويقول مبررا: «أريد مصلحتهم، فضرب الحبيب مثل أكل الزبيب». وعندما يُضرب أو يُظلم يقول مذكرا بالله: «الظلم ظلمات يوم القيامة».
وآخر أراد التخلص من ابنه أو ابنته فيقول: «زوجوه يعقل». وبعد الزواج حصل الطلاق فكانت المصيبة مصيبتين، وكما قالوا في الأمثال السورية: «قلت أزوج بنتي وأفتك من بلاها، ارجعت لي وأربعة وراها»!
وآخر يقتل ويمثل بالجثث ويقول: «إلّي يرشني بالماي أرشه بالدم». وعندما يُقتل أحد أقاربه يقول غاضبا: «بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين».
وآخر يسب ويشتم ويلعن ويقول «من سبك حبك». وعندما يُسب يقول: «فلان الفاسق سبني وشتمني! فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق»!
وآخر يتخلص من موظف عنده حقدا وظلما، ويقول: «قال النبي صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم». وعندما يُجازى بتأخير ترقية أو ربما يُفصل لخلل في عمله يقول: «قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق».
ليس العتب على الظالم أو مَنْ يدّعي أنه مظلوم، وإنما العتب ممن تأخذه العاطفة بالكلام المعسول. وتذكر دائما أن هناك مَنْ كلامه جميل جدا، ولكن أفعاله سيئة جدا. قالوا: «الحكي حكي سلاطين والفعل فعل شياطين».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي