أبعاد السطور

الجهاز المركزي ووزير التربية

تصغير
تكبير

قال الرئيس التنفيذي للجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية صالح الفضالة، خلال لقاء صحافي إن «الجهاز أنشئ بدعم من القيادة السياسية والحكومة»، مؤكداً انه «مخطئ من يظن اننا لن نحل قضية البدون جذرياً»، ومشدداً على أن «إحصاء 65 يثبت الاقدمية لكنه لا يعطي الجنسية».
عفواً أخ صالح الفضالة، الجهاز تم إنشاؤه عام 2010 ومنذ ذلك التاريخ إلى هذه اللحظة، لم يحل الجهاز مشكلة الأخوة البدون، لا جذرياً ولا حتى ربعها، بل تفاقمت مشكلاتهم، وتعقدت معيشتهم، وأصبحوا يلاحقون ويُضيّق عليهم هنا وهناك، بل أن بعضهم لم يتمكن من العمل بسبب الجهاز!
ومن ناحية إحصاء 65، ما دام أنه يثبت الأقدمية لديكم، فلماذا لا يتم تجنيس من يحمله من الأخوة «البدون» إن كان مستحقاً؟


وأضاف الفضالة في اللقاء: «زمن الهويات الأمنية القديمة الخضراء انتهى ولا خيار امام المتلاعبين سوى تعديل وضعهم او العودة لاوطانهم»، مشيراً إلى انه «في حال اظهار الجواز ستقدم كل التسهيلات لمن أبرز جوازه».
أقول، يا ليتها بقيت على الهويات الخضراء حيث كانت حالتهم أحسن، لأن الأخوة «البدون» من خلال تلك البطاقات الخضراء كانوا يستطيعون قضاء بعض حوائجهم الضرورية.
وأوضح الفضالة ان «الدولة تتكفل بالتعليم لفئة المقيمين بصورة غير قانونية في المدارس الحكومية بالمجان اسوة بالمواطن، كما يدعم الصندوق الخيري تعليم هذه الفئة في المدارس الأهلية والخاصة، حيث تتحمل الحكومة كل التكاليف». نعم هذا الأمر الإيجابي المهم، جاء بدعم من الدولة لا من الجهاز، بل إن مشكلة التعليم لم تطرأ على أبناء «البدون»، إلا في عهد إنشاء الجهاز!
 كما أشار الى ان «هناك 92 ألفاً من البدون تحت رعاية الجهاز المركزي، ولولا الغزو الغاشم لوصل عدد البدون في الكويت إلى 440 ألفاً». أنا لا أعرف ماذا يعني أن 92 ألفاً من «البدون» تحت رعاية الجهاز المركزي! هل مثلاً أن الجهاز المركزي يصرف لهم مرتبات شهرية... أو يدفع عنهم إيجارات السكن؟ أو أنه يسدد عنهم فواتير الكهرباء والماء والأكل والشرب؟ ثم كيف عرف الجهاز المركزي أنه لولا الغزو العراقي لبلغ عددهم في الكويت، 440 ألفاً؟ كيف حسبها وكيف أحصاها؟
 يقول الشاعر:
هذا الذي لم يدر يوما على خَلَدي
واضيعة الحق فيك اليوم يا بلدي
هذا العجاب الذي ما خلتني أبداً
أني أراه إلـى أن ينتهي أمدي
إيهٍ كويتُ وهل ترضين ما صنعوا
أفديك بالروح والأموال والجسد

بالنهاية أتمنى فعلاً أن يتم إنهاء مشكلة اخواننا «البدون» بشكل جذري، لا أن تمضي السنون وحالهم يزداد سوءاً عاما تلو عام، وأن يكون الجهاز المركزي مصدر سعادة لهم لا مصدر خيبة أمل كبيرة!
***
وزير التربية وزير التعليم العالي د. حامد العازمي، يستحق فعلاً الشكر والثناء عليه، لما يقدمه ويسعى إليه من تميّز ملحوظ جداً متعلق بمنظومة التعليم بشكل عام، من خلال القرارات الإيجابية التي يصدرها بعد دراسة وعناية واستشارة. شكراً معالي الوزير وكان الله في عونك على حمل الأمانة، وسدد خطاك نحو الخير والنجاح الدائم.

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي