نائب وزير الخارجية نوّه أمام «وزاري» منظمة التعاون الإسلامي بدعم البلاد ومساعداتها الإنسانية للتخفيف من معاناة الروهينغا

الكويت تترجم ثقة العالم الإسلامي بها في مجلس الأمن بإعطاء هواجسه أولوية خاصة

u0627u0644u062cu0627u0631u0627u0644u0644u0647 u0645u062au0631u0626u0633u0627u064b u0648u0641u062f u0627u0644u0643u0648u064au062a u0641u064a u00abu0627u0644u0648u0632u0627u0631u064a u0627u0644u0625u0633u0644u0627u0645u064au00bb
الجارالله مترئساً وفد الكويت في «الوزاري الإسلامي»
تصغير
تكبير

خالد الجارالله:

- سنعمل على إحياء  عملية السلام  في الشرق الأوسط  وفق المبادرة العربية  وقرارات الشرعية الدولية 

- الحل السياسي  في سورية سبيل  وحيد لتسوية شاملة  تحقق تطلعات الشعب  الشقيق وفق قرارات  مجلس الأمن 

- الكويت تدين استهداف السعودية بصواريخ بالستية طالت قبلة المسلمين وزعزعت أمن واستقرار المملكة 

- الإسلام يواجه تشويهاً غير مسبوق من مجاميع إرهابية توشحت بردائه ومارست أعمالها الإجرامية البشعة

كونا- أكد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله أن «الكويت التي حظيت بتأييد الدول الإسلامية لنيل مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن، ستعمل وبكل جهد لإيلاء هواجس عالمنا الإسلامي أهمية خاصة بإعطائها الأولوية لمواجهتها، بالتعاون مع الدول الصديقة في المجلس، في مسعى يهدف إلى تبديد تلك الهواجس ومواجهة التحديات، وتعزيز دور مجلس الأمن في صيانة الأمن والسلم الدوليين».
وقال الجارالله، في كلمة الكويت أمام أعمال الدورة الـ45 لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي الذي عقد أمس في العاصمة البنغلاديشية دكا، تحت شعار «القيم الاسلامية من اجل السلم المستدام والتضامن والتنمية»، قال إن «الكويت، ومن خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن، تحمل على عاتقها السعي الجاد بالتعاون مع بقية الأعضاء لإحياء مبادرة السلام العربية في شأن القضية الفلسطينية، وتحريكها في مسعى لإيجاد تسوية شاملة تنهي هذا الصراع وتعيد للعالم أمنه و استقراره»، مشيرا إلى أن «مسيرة السلام في الشرق الأوسط مازالت متعثرة بسبب تعنّت إسرائيل وإصرارها على تحدي الإرادة الدولية وعدم تطبيق قرارات مجلس الأمن، وندعو في هذا الصدد إلى ضرورة حمل إسرائيل على القبول بالسلام وإقامة الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».
وأضاف «ينعقد اجتماعنا اليوم ومحيطنا الإسلامي يواجه أحداثاً متصاعدة وتحديات جسيمة وأزمات وكوارث طاحنة تتطلب منا بحثاً مستفيضاً ونقاشاً موسعاً لمواجهتها، فمازال ديننا الإسلامي الحنيف بتعاليمه السمحة يواجه تشويهاً غير مسبوق من قبل مجاميع إرهابية توشحت بردائه ومارست أعمالها الإجرامية البشعة وعلى الرغم مما حققه العالم أجمع من انتصارات ضد تلك المجاميع والتنظيمات الإرهابية، إلا أن خطرها لا يزال ماثلاً أمامنا يهدد أمننا والعالم أجمع ويقوّض استقرارنا ومستقبل أجيالنا، الأمر الذي يتطلب استمرار مساعينا ومضاعفة جهودنا بالتعاون مع المجتمع الدولي للقضاء على هذه الآفة الخطيرة. كما أننا مطالبون اليوم في البحث في سبل تعزيز عملنا الإسلامي المشترك لنتمكّن من مواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي يواجهها عالمنا الإسلامي، فجسامة التحديات وعظم المخاطر تتطلب عملاً وجهداً مشتركاً لمواجهتها».


وتابع «تدخل أكبر كارثة إنسانية يشهدها عالمنا اليوم عامها الثامن ممثلة بالأزمة السورية، بما سجلته كأكبر مجتمع لاجئين ونازحين في العالم وعشرات الآلاف من القتلى والجرحى ناهيك عن الدمار الهائل الذي لحق بذلك البلد الشقيق. لقد كان للإفلات من العقاب دور كبير في الاستمرار بممارسة أبشع الانتهاكات لقرارات مجلس الأمن وقوانين حقوق الإنسان. وانطلاقاً من مسؤولياتنا الدولية والإسلامية والإنسانية فقد عملنا من خلال عضويتنا غير الدائمة في مجلس الأمن بالتعاون مع السويد باستصدار القرار 2401 الذي يهدف إلى حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لهم وإنهاء الحصار، وسيستمر عملنا في المجلس حتى نتمكّن بمشيئة الله من المساهمة بالتعاون مع بقية الدول الأعضاء في إنهاء هذه الكارثة. وأؤكد هنا بأن الحل السياسي في سورية هو السبيل الوحيد للتوصل إلى تسوية شاملة تحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ولا سيما القرار 2254 وبيان جنيف1 لعام 2012».
وحول الوضع في اليمن قال الجارالله «أؤكد إدانة الكويت واستنكارها لاستهداف المملكة العربية السعودية الشقيقة بصواريخ بالستيه طالت قبلة المسلمين مكة المكرمة وزعزعة أمن واستقرار المملكة العزيزة وروعت الآمنين فيها، وأشيد في هذا الصدد بجهود دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لمعالجة الأوضاع الإنسانية في اليمن الشقيق». وفي ملف العراق قال «نتمنى للأشقاء في العراق النجاح في انتخاباتهم النيابية المقبلة التي ستعقد أواخر الشهر الجاري متمنين أن تعكس نتائجها تمثيل كافة مكونات الشعب العراقي صيانة لوحدته وتماسكه استعداداً لمرحلة إعادة البناء حيث سعدنا في دولة الكويت بتنظيم مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق والذي نجح في حشد الدعم الدولي لإنجاح هذه العملية».
وختم الجار الله كلمته بتقديم «الشكر إلى الأصدقاء في بنغلاديش على ما يبذلونه من جهود لدعم وإغاثة لاجئي الروهينغا الذين يواجهون اعتداءات وحشية وتصفية عرقية، وأؤكد في هذا الصدد دعم الكويت لأشقائنا لاجئي الروهينغا، حيث بادرنا ومن خلال عضويتنا غير الدائمة في مجلس الأمن بتنظيم زيارة للمجلس برئاسة مشتركة بين الكويت وبريطانيا وبيرو، للوقوف على أوضاع هذه الأقلية المنكوبة، وتسليط الضوء على معاناتها، حيث قدمت بلادي الدعم اللوجيستي لإتمام هذه الزيارة خلال الفترة 28 إبريل إلى 1 مايو 2018، ليؤكد المجلس رفض المجتمع الدولي للممارسات الوحشية التي تتعرض لها هذه الأقلية، كما قدمت الكويت مساعدات إنسانية للتخفيف من معاناتهم، وستستمر الكويت في دعمها لهذه الأقلية».
ويترأس الجارالله وفد الكويت المشارك في اعمال الدورة التي تستمر حتى اليوم الاحد، ويضم الوفد كلا من مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب الوزير السفير ايهم العمر، ومساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية الوزير المفوض ناصر الهين، والقنصل العام لدولة الكويت في جدة ومندوبها الدائم لدى منظمة التعاون الاسلامي وائل العنزي.
وفي الجلسة الافتتاحية قالت رئيسة الوزراء البنغلاديشية الشيخة حسينة ان «العالم الاسلامي الذي يمثل خمس سكان العالم ويمتلك اكثر من ثلث الموارد الاستراتيجية العالمية وعددا من الاقتصادات الصاعدة ليس لديه اي سبب للتخلف». واضافت «التنمية حق من حقوقنا والازدهار الاقتصادي في متناول ايدينا والتقدم الاجتماعي في حدود امكاناتنا لذلك يجب علينا اعادة تصميم استراتيجيتنا للعمل الاسلامي المشترك».
وتطرقت حسينة الى اهمية متابعة دورة التنمية السريعة في برامج المنظمة للقضاء على الفقر والجوع ومعالجة المتطلبات الانسانية فضلا عن متابعة الاجراءات الجماعية لتنفيذ برنامج عمل المنظمة لعام 2025. ودعت الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي الى «ترسيخ الثقة في العقيدة الاسلامية الاساسية وازالة العقلية الطائفية ووقف استخدام الدين كأداة لتقسيم المجتمع او الوصول الى اهداف سياسية ضيقة». واكدت اهمية «حل قضايا الامة الاسلامية بشكل سياسي دون اعطاء اي من المنتقدين مجالا للتدخل او التشويش وضرورة عيش دول المنظمة حياة مستنيرة من الوعي الذاتي».
واوضحت ان «جميع الاختلافات في الآراء والافكار بين مختلف التيارات في دول العالم الاسلامي يمكن حلها من خلال المناقشات والحوار المنفتحين»، مشيرة الى ان «سفك الدماء غير ضروري ولا نفع له في تسوية القضايا».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي