قال الشيخ جابر المبارك قبل صعوده الى منصة الاستجواب: «مع علمي وعلم الجميع بهدف هذا الاستجواب ودوافعه إلا أني مستعد لمناقشته»!
هل هنالك كلام ابلغ من هذا الكلام في بيان أن الاستجوابات التي اضاعت الكويت ما يقارب الـ 24 ساعة في مناقشتها بالأمس هي استجوابات هزلية ولها دوافعها المعروفة مهما كانت جدية مقدميها أو دوافعهم!
استجواب وزير النفط وزير الكهرباء المهندس بخيت الرشيدي الذي حل أولاً قد طرح أموراً كثيرة وناقش خللاً واضحاً في مسار البلد، ولكن كان واضحاً بأن الوزير لا دخل له في كل ذلك، بل ركز على الخلل خلال سنوات طويلة من مسيرة وزارة النفط، وقد ذكر الرشيدي ذلك عندما قال إنه لم يمض على تسلمه للمنصب أكثر من مئة يوم فكيف يحاسبونه على أمور تتطلب عشر سنوات من أي وزير لفهمها واستيعابها واتخاذ القرار فيها؟!
بل إن النائب رياض العدساني كان أكثر صراحة ووضوحاً عندما قال إن بعض النواب قد انكشفوا في استجواب وزير النفط، وقال إن المسؤول الأول في النفط هو الشيخ جابر المبارك لأنه هو رئيس المجلس الأعلى للبترول، واستغرب من يطلب طرح الثقة بالوزير ولا يفعل ذلك مع المبارك!
وبالرغم من الأسلوب الهزلي الذي شاهدناه في استجواب الرشيدي، إلا أن عشرة نواب قد وقعوا على طلب لطرح الثقة بالوزير في 15 مايو المقبل!
أما استجواب الوزيرة الصبيح، فقد كان مخفياً عن الجميع، إذ إنه حدث في صباح يوم الأربعاء بينما الجميع نائمون، وتناول مواضيع لا نعلم ما هي، لكنها انتهت إلى توقيع عشرة نواب ورقة عدم التعاون مع الوزيرة!
وحاول النائب المستجوب إخفاء صفة الطائفية عن استجوابه، ولكن كان واضحاً بأن الأهم عنده هو الاحتجاج على حل جمعية الثقلين من وزيرة الشؤون، وقد كانت الفرصة مواتية للوزيرة لكشف أسرار تلك الجمعية المشبوهة، إذ قالت إن جمعية الثقلين قد جمعت أموالاً كثيرة لا نعرف مصدرها وحولت أموالاً لنشاطات في الخارج لا نعرف في أي بلد، وهذه الأعمال بحد ذاتها تكفي لحل أي جمعية، فنحن لا نعيش في مجتمع الغاب حيث تعم الفوضى والتخبط، ونحن لا نسمح لكائن من كان أن يتدخل لحماية من يكسرون القوانين ويعيثون الفساد في البلد!
رئيس مجلس الأمة أشاد بالاستجوابات وبيّن أن الوزيرين سينجوان من طرح الثقة، ولكن يظل السؤال الذي طرحه رئيس مجلس الوزراء عن أهداف هذه الاستجوابات ودوافعها، ولا نملك إلا جواباً واحداً، وهو أن هذه الاستجوابات هزلية وتدل على المستوى الذي وصلت إليه مسيرتنا البرلمانية والله المستعان!
إذا أردت أن تطاع...
وزارة الداخلية تؤكد أن شهر يونيو المقبل هو آخر موعد للعمل بالجوازات القديمة، لكن كل من حاول الدخول على موقع الداخلية لحجز موعد لتجديد الجواز قد فوجئ باستحالة الحصول على أي موعد - على الأقل إلى أواخر شهر يوليو - فهل الوزارة جادة في قرارها أم أنها تتبع لعبة التخويف من هجوم الذئب لكي تخوّف شعبها وتدفعهم إلى المبادرة لتجديد جوازاتهم؟! وماذا ستفعل مع اضطرار الآلاف من المواطنين إلى التخلف بسبب نظام وزارة الداخلية؟!