حوار / «دفاعنا عن الاتفاق النووي مع إيران لا يعني موافقتنا على سياسة طهران الخارجية»

وزير الشؤون الخارجية الألماني لـ «الراي»: على الحياد في الأزمة الخليجية وندعم بشدة وساطة الأمير

تصغير
تكبير

لا ننحاز لأحد وجل ما نهتم له رؤية مجلس التعاون قوياً وموحداً

مفاوضات تشكيل الحكومة الألمانية أخرت افتتاح سفارتنا رسمياً في الكويت

شركة ألمانية ستنفذ مشروع معالجة المياه
في منطقة أم الهيمان

علاقاتنا مع إسرائيل
 لن تؤثر على علاقاتنا مع دول الخليج والدول العربية

الكويت شريك مهم لألمانيا وسيكون لنا تعاون كبير معها في مجلس الأمن

اجتماع حوار ثانٍ مع إيران في روما بعد أيام لمناقشة «الباليستي» وتأثيره
على الإقليم

إحضار «الأسد»
 إلى طاولة الحوار مسؤولية إيران وروسيا

الإسلام جزء من ألمانيا والمسلمون جزء من شعبنا والديانة لن تؤثر على احترام أحد

فيما كشف وزير الدولة للشؤون الخارجية الألماني نيلز أنين، أن السبب الرئيسي لزيارته إلى الكويت كان بهدف معرفة الوضع الراهن للأزمة الخليجية، أكد «دعم بلاده لمبادرة سمو الأمير لإزالة التوترات القائمة بين دول مجلس التعاون»، مشدداً على «عدم إنحياز ألمانيا لأي دولة خليجية معينة، وحرصها في المقابل على رؤية مجلس تعاون خليجي قوي وموحد».
ونفى أنين في حوار مع «الراي»، تأثر علاقات بلاده مع دول الخليج والدول العربية الأخرى، على خلفية علاقاتها مع إسرائيل، مؤكداً«موقف برلين الداعم لحل الدوليتين وإقامة دولة فلسطينية مجاورة لإسرائيل».
وبخصوص، تأخر افتتاح السفارة الألمانية رسميا لدى الكويت، أوضح أن «التأخر جاء بسبب المفاوضات المتعلقة بتشكيل الحكومة في ألمانيا والتي دامت لـ6 أشهر»، مضيفاً أن «البحث مستمر عن الفرصة الملائمة للافتتاح الرسمي قريبا بالتنسيق مع الجانب الفرنسي».
واشار أنين  إلى أن بلاده تدعم الاتفاق النووي مع إيران «طالما هو جيد وقوي، حيث تم الاتفاق على أساس منع إيران من أن تصبح قوة نووية»،  وقال: «موقفنا تجاهه واضح جداً وسنحميه وندافع عنه، وإذا رغبت أميركا بوضع شروط إضافية عبر الحوار، سنكون سعداء بمناقشة جميع الأفكار، ولكن دفاعنا عن استمرار الاتفاق النووي لا يعني موافقتنا على سياسة إيران الخارجية».
في ما يلي نص الحوار:

?  ما هو الهدف من زيارتكم إلى الكويت؟
- زيارتي جاءت للتعبير عن عمق العلاقات بين بلدينا ولمعرفة الوضع الحالي للأزمة الخليجية، حيث بحثت مع نائب وزير الخارجية خالد الجارالله هذا الملف، وأكدت له دعمنا وبشدة لمبادرة سمو الأمير لإزالة التوترات بين دول مجلس التعاون، وأن ألمانيا لا تنحاز لدولة خليجية معينة، وإنما جل اهتمامها رؤية مجلس تعاون قوي وموحد، كما تطرقنا للحديث عن علاقاتنا الاقتصادية في ظل وجود فرص كثيرة لتطويرها، و نحن راضون بشكل كبير على تطور علاقاتنا مع الكويت ومازال هناك الكثير لنفعله أيضا.
?  هل تشمل زيارتكم دول أخرى في المنطقة؟
- نعم زرت الإمارات وسلطنة عمان.
? متى ستفتتحون السفارة الألمانية رسمياً في الكويت؟ ولماذا كل هذا التأخير؟
- نعم صحيح، التأخير جاء بسبب مفاوضات تشكيل الحكومة الألمانية التي دامت نحو 6 أشهر، وفور عودتي إلى برلين سأقدم تقريري عن هذه الرحلة لوزير الخارجية، كما سنبحث عن فرصة بالتنسيق مع وزير الخارجية الفرنسي للحضور معا إلى الكويت وافتتاح سفارتينا رسميا قريبا.
? كيف رأيتم الدور الكويتي في مجلس الأمن؟ وكيف يمكن أن يتم التعاون مع ألمانيا المرشحة للحصول على مقعد غير دائم في المجلس العام المقبل؟
- سيتم هذا التعاون إن شاء الله، وكما تعلمون أن الحصول على المقعد يتم عبر الانتخاب، ونرى أن الكويت شريك مهم لنا وهذا يمهد بكل تأكيد لتعاون كبير بيننا في المجلس، لاسيما مع وجود ضرورة لتحقيق التوافق السياسي والاستقرار بالتوازي مع إنهاء الأزمات الإنسانية، ونحن نشارك الكويت هذه الرؤى، وندعم مقترحاتها ومبادراتها الأممية.
? إلى أي مدى يؤثر قرار البرلمان الألماني في شأن يهودية إسرائيل، على علاقاتكم مع الدول العربية؟
- لسنا قلقين من هذا، جميع أصدقائنا العرب وخصوصاً الكويت يعرفون أن ألمانيا لديها علاقات قوية وتاريخية مع إسرائيل لأسباب كثيرة، واحتفل البرلمان الألماني، أخيراً، بالذكرى الـ70 لتأسيس إسرائيل، لكن هذا لن يغير من موقفنا الداعم لحل الدوليتين، وهذا موقف واضح جدا ولا نخفي شيئا عن أحد، ومن خلال عملي لسنوات عدة في المجال السياسي خاصة في هذا الإقليم، لم تشكل مواقفنا عقبة أمام التواصل مع جميع أصدقائنا في المنطقة، كما أننا لا نرى بأن علاقاتنا مع إسرائيل ستؤذي أو تؤثر على علاقاتنا مع دول الخليج أو بقية الدول العربية.
? بعد الزيارة الأخيرة للمستشارة أنجيلا ميركل إلى الولايات المتحدة، هل تتوقع تغييراً في الموقف الألماني تجاه الاتفاق النووي مع إيران، أم أنكم ستواصلون تنفيذه؟
- نحن ندعم هذا الاتفاق طالما هو جيد وقوي، حيث تم الاتفاق على أساس منع إيران من أن تصبح قوة نووية، وهذا المبدأ متوافق عليه من قبل المجتمع الدولي وتم بدعم وتصويت من مجلس الأمن، لذلك موقفنا تجاهه واضح جداً وسنحميه وندافع عنه، وإذا رغبت أميركا بوضع شروط إضافية عبر الحوار، سنكون سعداء بمناقشة جميع الأفكار، ولكن دفاعنا عن استمرار الاتفاق النووي لا يعني موافقتنا على سياسة إيران الخارجية، وعلينا التحدث مع طهران في شأن تدخلها في الشؤون الداخلية لبعض دول المنطقة مثل، لبنان وسورية واليمن والعراق، لذلك سياستنا قائمة على الدفاع عن الاتفاق بالتوازي مع مواصلة الحوار مع إيران على أسس معينة تتعلق بسياستها تجاه دول الإقليم، حيث سنعقد اجتماعاً ثانياً لهذا الحوار بعد أيام في روما لمناقشة ملف الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تؤثر على استقرار الإقليم.
كيف رأيتم التوافق بين الكوريتين في القمة الأخيرة؟
- كان شعورنا رائعاً برؤيتنا للزعيمين الكوريين وهما يتصافحان ويبتسمان، لكني سعيد شخصيا برؤيتهما يتحدثان مع بعضهما وبإعلان زعيم كوريا الشمالية وقف التجارب النووية، لكنني متفائل وقلق في نفس الوقت ولدينا أسبابنا لهذا القلق، فألمانيا أحد الدول التي ما زالت تحتفظ بعلاقات ديبلوماسية مع كوريا الشمالية ولدينا سفير في بيونغ يانغ، و ننتظر القمة التي ستجمع بين الرئيسين الأميركي والكوري الشمالي.
? قتل عدد من الإيرانيين في هجوم نفذته إسرائيل على سورية، أخيراً، توعدت على إثره طهران بالرد، هل تتوقعون نشوب حرب في المنطقة؟
- هناك حرب في سورية منذ 7 سنوات، وما يقلقنا انتهاكات حقوق الإنسان هناك واستخدام الأسلحة ضد المدنيين، وهذا فظيع للغاية، وكما تعلمون أن إيران وروسيا هما الداعمتان لنظام الأسد، وتقع عليهما مسؤولية كبيرة في إحضار الرئيس السوري إلى طاولة الحوار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها، ولا أستطيع التعليق على الهجوم الأخير كوني كنت مسافراً ولم أعلم به سوى من التقارير الصحافية.
? ما هي التحديات التي تواجه الاتحاد الأوروبي حاليا لاسيما بعد خروج بريطانيا؟
- الحفاظ على الاتحاد الأوروبي موحد وقوي سياسياً اقتصادياً، هذه أحد أهم أولويات الحكومة الألمانية حالياً، ونأسف في شأن قرار بريطانيا بالانسحاب والذي يعتبر قراراً سيئاً لكلا الجانبين، نحن حققنا بعض التقدم في المشاريع المهمة مع الجانب البريطاني كالحدود والاتحاد الجمركي، إضافة إلى أمور عدة مدرجة على جدول الأعمال لم تحل بعد، و سنبقي على التعاون مع اصدقائنا البريطانيين في العديد من القضايا ومنها الأمن القومي وحلف الناتو.
? كيف أثرت تصريحات وزير الداخلية الألماني الأخيرة، والذي اعتبر أن«الإسلام ليس من الثقافة الألمانية»، على 7 ملايين مسلم في ألمانيا؟
- إن جميع من يعيش في ألمانيا يعلم جيدا أن الحكومة تدافع عن حقوق الجميع وتؤمن بالديموقراطية للجميع، وكما قال رئيسنا السابق كريستيان وولف «إن الإسلام جزء من ألمانيا اليوم والمسلمون جزء من شعبنا وأصبح نوعا ما من ثقافتنا وطالما أنهم يعيشون في بلادنا ويقبلون قوانيننا فالديانة لا تشكل أي تأثير على احترام أي أحد، نحن لسنا دولة عنصرية بل جمهورية ديموقراطية».
? هل لديكم رسالة ترغبون بتوجيهها للكويتيين؟
- ألمانيا دولة مفتوحة للأعمال، وعلمت من سفيرنا في الكويت أن هيئة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص الكويتية اختارت تحالف شركات بقيادة (واسرتكنيك جي.ام.بي.اتش) الألمانية وعضوية شركة انترناشونال فاينانشال ادفايزر لتنفيذ وتوسعة مشروع محطة أم الهيمان، ورسالتي هي أنك تجد في بعض الأحيان منافسا يقدم أسعارا أقل، لكنه لن يكون بنفس مستوى التكنولوجيا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي