العرضان اختتما فعاليات «الكويت الدولي للمونودراما» وأعقبهما تكريم الفرق
«سعاد» فقدت أحلامها في سنة «الهدامة» و«سأبحر»... صراع بين الحقيقة والوهم
بين عرض «سعاد» التي ضاعت أحلامها في سنة الهدامة، وعرض «سأبحر» حيث أستاذ التاريخ المنطوي يسقط في هُوة أوهامه الخيالية، أسدل مهرجان «الكويت الدولي للمونودراما» الستار على فعاليات دورته الخامسة التي تواصلت على مدى ستة أيام، وانتهت أول من أمس بتكريم الفرق المشاركة.
ففي آخر ليلة من عروض المسرحيات حرص القيمون على المهرجان على تكريم الفرق المشاركة بمنحهم شهادات تقدير ودروعاً تذكارية، على أيدي شخصية المهرجان جاسم النبهان، وكل من مؤسس ورئيس المهرجان جمال اللهو، وحسين المفيدي وأحمد التتان... وكانت الفرق قدمت عشرة عروض مسرحية خلال الأيام الماضية، ما بين كويتية وخليجية وعربية ودولية، صاحبتها ندوات تطبيقية، وورش فنية وثقافية أغنت المهرجان.
«سعاد» انهدمت أحلامها
... سنة الهدامة
بدأت فعاليات الليلة الأخيرة من المهرجان بالعرض المسرحي الكويتي «سعاد»، لفرقة الجيل الواعي، والمسرحية من تأليف وإخراج وتمثيل فاطمة الطباخ... والعمل جمع بين الماضي والحاضر، في تناول أحداث تراثية تناغمت معها الديكورات والموسيقى، والعمل سلط الضوء على معاناة الزمن القديم ما قبل اكتشاف النفط، متمثلةً في سنة «الهدامة» بمخاطرها وآثارها على الإنسان الكويتي، وخصوصاً المرأة، منتقلاً إلى الحقبة الراهنة ومشيراً إلى الحداثة وتأثيراتها ومتغيراتها، التي مهما أراحت الإنسان تظل هناك متاعب من نوع ما تثقل كاهله، إذ تزدحم المشاعر لدى سعاد (بطلة المسرحية)، التي تتذكر والدتها وماضيها الجميل الصادق، وتبحث عن هوية ضائعة يسيطر عليها الماضي، وهي امرأة تبحث عن مزايا الماضي والحاضر معاً، وهي التي بكت وضحكت في آن واحد، وبرغم أن أحلامها في الحياة بسيطة فإنها لم تجد أمامها سوى الخذلان والتخلي من الجميع، حتى صديقتها التي سرقت زوجها، لتنهدم أحلامها تحت وطأة سنة الهدامة!
الفنانة فاطمة الطباخ جسدت الشخصية بكل جدارة، ساعدتها الحبكة الفنية، والقصة الإنسانية البحتة... كما كان الديكور والموسيقى عنصرين داعمين لنجاح العمل.
وأعقبت العرضَ ندوةٌ نقاشية أدارها الفنان إبراهيم الشيخلي، وحضرتها ممثلة العمل فاطمة الطباخ التي رحبت بالجهود المبذولة من الجميع، مفصحةً عن سعادتها بالمشاركة في هذا المهرجان، بعملها «سعاد» مع فرقة الجيل الواعي، ومشيرةً إلى انها فرحةٌ بأنها قدمت أولى تحاربها في كتابة نص مسرحي.
في السياق ذاته امتدح الحضور النص المسرحي الذي اعتبروه إعلاناً بولادة مؤلفة مسرحية، بجانب الطريقة الإخراجية والبعد الإنساني، كما أثنوا على الإضاءة التي عكست الحالات النفسية للممثلة.
«سأبحر»... العرض الختامي
العرض البحريني «سأبحر» كان هو ختام العروض المشاركة، وكان من أداء الفنان حسن محمد، وتأليف وإخراج جمال الصقر والعمل ضم قضية أزلية تواجه الإنسان في كل مكان وزمان، وهو حلم الشاب الطموح إلى تجاوز الواقع، لكن بعضهم يسلك طريقاً عقلانياً ومنطقياً، فيما آخرون يجنحون إلى الخيال والوهم!
تحكي المسرحية حالة خريج جامعي يميل إلى الانطواء، ويحلم بأن يكون مدرساً في مادة اختارها بحب وتفوق بها وهي علم التاريخ، ما يجعله يبحر بأحلامه كي يرى نفسه كيف سيكون في أول يوم عمل، وكيف سيكون شعوره حين يحقق الحلم، ويقف في صفوف المدرسة، ولكنه بين حلم حميل وواقع خجول، يتوهم نفسه بطلاً قومياً وينغمس في الأحلام، ويجد نفسه مشابهاً لشخصية صلاح الدين الأيوبي.
ديكور المسرحية والموسيقى والإضاءة أسهمت في إنجاح العمل، ومساعدة العرض على توصيل رسالته.
أما الندوة التطبيقية فقد أدارها الكاتب عثمان الشطي، بحضور المؤلف والمخرج جمال الصقر، والممثل حسن محمد، وأشاد المتداخلون بما يقدمه المسرح البحريني من أعمال تحمل الجانب الإنساني والاجتماعي.
ومن جانبه أثنى شخصية المهرجان الفنان القدير جاسم النبهان بالممثل حسن محمد، وقدرته على تجسيد أفكار المسرحية.
وفي مداخلة ختامية من المؤلف والمخرج جمال الصقر قال: «أشكر اللجنة المنظمة للدورة الخامسة لمهرجان الكويت الدولي للمونودراما على اتاحتها الفرصة لنا كي نشارك بعرضنا (سأبحر)، كما أشكر الحضور على كلماتهم الإيجابية في حق العمل».