لبنان أنهى بنجاح انتخاباته «العالمية»
مع انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات النيابية في لبنان التي انطلقتْ على مرحلتيْن من دول الانتشار، تنهمك القوى السياسية اليوم في غرْبلة الأرقام التي سجّلتْها أول مشاركة للمغتربين في الاستحقاق الانتخابي و«البناء» عليها وصولاً الى الأحد المقبل، موعد فتْح صناديق الاقتراع في عموم «بلاد الأرز».
وبدا لبنان أمس موزّعاً على 33 بلداً - وجزيرة غوادلوب - تَسجّل 70355 ناخباً للاقتراع فيها (خصص لهم 200 قلم اقتراع) و«كتابة التاريخ» بتصويتهم «العابر للبحار» الأوّل من نوعه والذي عكَس قراراً بأن يكون «صوت» الاغتراب مسموعاً في الوطن الأم الذي ينتشر على امتداد القارات الـ 6 عبر أكثر من 3 أضعاف عدد سكانه من اللبنانيين والمتحدّرين من أصل لبناني.
وكما في الدول العربية الست التي اقترع اللبنانيون فيها يوم الجمعة، فإن جولة يوم أمس جاءت «مطبوعةً» بمزاجٍ مشابه لناحية «الإقبال» الذي راوح بين الجيّد والمقبول وبعض الشوائب غير «الصارخة» التي أتت غالبيّتها بفعل إما سوء تنسيق بين وزارتيْ الخارجية والداخلية وإما كنتيجةٍ طبيعية لتجربة «أوّل مرة».
وإذا كانت «جُمعة الدول العربية» أديرتْ من بيروت وفي السفارات والقنصليات في البلدان المعنية بحرفية عالية، فإن الجغرافيا المترامية لـ «إحدى الدول الأجنبية» جعلتْ التحدي أكبر على الدوائر المختصة كما ماكينات الأحزاب والقوى السياسية التي وجدتْ نفسها أمام «انتخاباتٍ عالمية» وَزّعتْ معها مندوبيها على الدول الـ 33 وجزيرة غوادلوب، فيما كانت غرفة العمليات «المدججة» بالتقنيات العالية في «الخارجية» تتولى متابعة وقائع اليوم الانتخابي في هذه البلدان التي «التقتْ» على الشاشة العملاقة في بيروت التي عاينتْ عبر «العدسات» مراكز الانتخاب وأقلام الاقتراع.
ومن منتصف ليل السبت - الأحد بتوقيت بيروت، موعد فتْح أول صندوق اقتراع في استراليا (في سيدني وبريسباين وميلبورن ثم اديلايد بعد نصف ساعة فـ بيرث الثانية فجراً)، حتى موعد قفْل آخر صندوقة عند الثامنة من صباح اليوم بتوقيت بيروت (في لوس انجليس)، تَوزّعتْ العيون على نسبة الإقبال في الدول الـ 33 و«غوادلوب».
وفيما فتحت صناديق الاقتراع في 24 بلداً بين السادسة والعاشرة صباحاً بتوقيت بيروت وفي الدول الأخرى بين الواحدة والخامسة بعد الظهر (بتوقيت العاصمة اللبنانية)، وإذ شكّل المسيحيون نحو 55 في المئة من مجمل الناخبين الـ 70355 مقابل نحو 45 في المئة للمسلمين، شخصتْ الأنظار على «دول الثقل» الانتخابي وتحديداً أستراليا ثم كندا، فالولايات المتحدة وفرنسا وصولاً الى ألمانيا ودول افريقية مثل الغابون وأبيدجان ونيجيريا وساحل العاج التي اعتُبرت ذات «وزن» شيعي.
واذ ناهزتْ نسبة الاقتراع في أستراليا 55 في المئة (6602 مقترع) وسط تقارير أفادت أن أحزاباً مسيحية مثل «القوات اللبنانية» يفترض ان تكون الأكثر استفادة من هذا «البلوك الانتخابي» في دوائر عدة ولا سيما الشمال الثالثة، فإن الترقب ساد للنسبة التي سترسو عليها الانتخابات في كندا كما الولايات المتحدة التي فُتحت صناديقها عند الثانية بعد الظهر (بتوقيت بيروت)، علماً ان 80 في المئة من الناخبين الذين تسجلوا للتصويت فيها هم من الطوائف المسيحية، وسط إثارة مخاوف تحكّمت بأبناء الطائفة الشيعية الذين احتجبوا عن التسجل خشية المساءلة القانونية والملاحقة في حال صوتوا لـ «حزب الله» الذي غاب مندوبوه عن العديد من الأقلام في أكثر من دولة في ظل إما تصنيفه «إرهابياً» وإما «العين الحمراء» عليه سياسياً.
وبينما بدا الفتور سيّد الموقف في فترة النهار في دول أوروبا، فإن الملاحظات التي تقاطعتْ الماكينات عند تسجيلها في غالبية الدول التي سادتها فرحة كبرى بين الناخبين الذين وصفوا 29 ابريل بأنه «عرس لطالما انتظرناه»، تركّزت على بطء في عملية الاقتراع، وغياب أسماء عن لوائح الشطب ووجود أسماء منقولة من مدينة الى أخرى، اضافة الى بعض الأخطاء التقنية البسيطة.