ترى الدكتورة هدى جنات بأن الصين هي اللاعب الرئيسي في التقارب بين الكوريتين الذي أذهل العالم، فقد ضغط ترامب على كوريا الجنوبية من أجل شراء منظومات دفاعية بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة تحت ذريعة حمايتها من أي هجوم كوري شمالي، كما طالب كوريا الجنوبية بدفع فاتورة الوجود الأميركي على بلادها، فما كان من الصين التي تعتبر الحليف الأساسي لكوريا الشمالية إلا أن تحركت بقوة لإقناع حليفها بالتقارب مع كوريا الجنوبية، وبذلك تمكنت من تحقيق ذلك الاتفاق التاريخي بين الكوريتين وإنهاء نزاع دام 65 عاماً وقتل فيه خمسة ملايين كوري أغلبهم من المدنيين!
لكن ليست الصين وحدها هي التي أقنعت كوريا الشمالية بما فعلته، ولكن التهديد الواضح لترامب بتدميرها إن هي تمادت في تحدي العالم، وقبلها إدراك كيم جونغ اون بأن ذلك التسابق المجنون في امتلاك القوة لن يفيد بلده في وقت استطاعت كوريا الجنوبية أن تبلغ أسباب القوة وتكون عاشر بلد في العالم في مجال الصناعة والتقدم التكنولوجي، بينما كوريا الشمالية قد أصبحت سجناً مغلقاً لا حظ لها في التقدم والحرية، وشعبها يعاني من الحصار القاتل.
السؤال التقليدي الذي يسأله كل العرب: لماذا لا نقتدي بالكوريتين ونضع حداً لخلافاتنا السخيفة التي جعلت العالم كله يستخف بنا؟!