نسمات

متى يحين دورنا للتوحد؟!

تصغير
تكبير

ترى الدكتورة هدى جنات بأن الصين هي اللاعب الرئيسي في التقارب بين الكوريتين الذي أذهل العالم، فقد ضغط ترامب على كوريا الجنوبية من أجل شراء منظومات دفاعية بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة تحت ذريعة حمايتها من أي هجوم كوري شمالي، كما طالب كوريا الجنوبية بدفع فاتورة الوجود الأميركي على بلادها، فما كان من الصين التي تعتبر الحليف الأساسي لكوريا الشمالية إلا أن تحركت بقوة لإقناع حليفها بالتقارب مع كوريا الجنوبية، وبذلك تمكنت من تحقيق ذلك الاتفاق التاريخي بين الكوريتين وإنهاء نزاع دام 65 عاماً وقتل فيه خمسة ملايين كوري أغلبهم من المدنيين!
لكن ليست الصين وحدها هي التي أقنعت كوريا الشمالية بما فعلته، ولكن التهديد الواضح لترامب بتدميرها إن هي تمادت في تحدي العالم، وقبلها إدراك كيم جونغ اون بأن ذلك التسابق المجنون في امتلاك القوة لن يفيد بلده في وقت استطاعت كوريا الجنوبية أن تبلغ أسباب القوة وتكون عاشر بلد في العالم في مجال الصناعة والتقدم التكنولوجي، بينما كوريا الشمالية قد أصبحت سجناً مغلقاً لا حظ لها في التقدم والحرية، وشعبها يعاني من الحصار القاتل.
السؤال التقليدي الذي يسأله كل العرب: لماذا لا نقتدي بالكوريتين ونضع حداً لخلافاتنا السخيفة التي جعلت العالم كله يستخف بنا؟!


فإذا كانت بيننا خلافات، فإنها لن تكون بنفس خلافات الكوريتين، بل إنها تافهة بمقياس الأمم!
وهل المطلوب هو أن نكون نسخة واحدة في كل شيء قبل أن نتوحد، وماذا عن المصالح المشتركة التي تجمعنا؟!
لقد أصرّ سمو أمير الكويت على أن يسبح منفرداً عكس التيار ولم يتراجع عن مبادئه الراسخة في ضرورة إنهاء الخلاف بين الاخوة في الخليج مهما بدت مستحيلة، وبذل خطوات جادة لتأليف القلوب ووحدة الصف، ومع أن الجهود المبذولة لم تؤتِ ثمارها بعد، لكن هذا هو الطريق الصحيح الذي يجب أن تبذله دولنا لأن الوحدة هي شيء مقدس يجب ألا نتخلى عنه تحت أي ظرف من الظروف، وهي عقيدة راسخة فرضها الله تعالى علينا، وليست خياراً نفعله متى شئنا ونرفضه متى شئنا!
إن الواجب هو أن نقتدي بأميرنا وأن نصفي خلافاتنا متمسكين بعقيدتنا الواضحة، وأن يكون أمير الكويت قدوة لنا، والواجب هو عدم الانسياق وراء المؤزمين الذين لا يهمهم إلا إثبات خطأ غيرهم وصحة ما يعتقدونه، فليس لنا خيار إلا الوحدة والتعاون!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي