يخطئ مَنْ يظن أن السياحة تشترط أن يكون الجو رائعاً والمناظر جميلة، ولا تحدث إلا في الصيف أو تتطلب اشتراطات معينة، والتخلي عن بعض القيم الدينية. فقد كانت في الكويت سياحة وترويح مع جوها الحار ومجتمعها المحافظ، أيام العم المرحوم صالح شهاب، الذي أسس الترويح السياحي وأعد برامج تعتمد على الكفاءات والمواهب الكويتية، واستغلال الفرق الشعبية والفنانين الكويتيين، من مسرحيين ومغنيين، بل واستضاف أنشطة فنية من دول عديدة، وأوجد لدينا سياحة ترفيهية قليلة التكلفة على المواطنين والمقيمين.
واليوم يمكننا أن نعيد تلك السيرة بكل نجاح، فلدينا الحدائق العامة التي لا مثيل لها في دول الجوار، وكذلك صالات للعرض ودار للأوبرا تقام بها الاحتفالات والبرامج الغنائية وتسجل لحساب إحدى القنوات الغنائية الفضائية المعروفة. ويمكننا الطلب من هذه الشركة أن تجعل الدخول لهذه الاحتفالات بأسعار رمزية ومعقولة وتقوم فرقنا المسرحية بجولات على دول الخليج، ونحن أولى من دول الجوار بأبنائنا، إذا دعمت الدولة العروض وهيأت المسارح للعرض فيها، ناهيكم عن الفرق الشعبية العديدة وبعض الفنانين المحبوبين، ويا ليت تعاد الروح لفرقة التلفزيون التي جابت العالم بأكمله، وشدت انتباهه للفن والثقافة الكويتيين.
ويمكن أن تُقدم هذه العروض والاحتفالات في المجمعات التجارية وسوق المباركية والعديد من الأماكن المناسبة بعيدا عن حرارة الجو، فليس لدى كل الكويتيين لا القدرة المالية ولا الظروف الاجتماعية تسمح لهم بالسفر كل عام، فالبعض لدى أبنائه كورسات صيفية والبعض لا يستطيع لسبب أو آخر.