6 دول عربية دشّنتْ اقتراع المغتربين واحتلّتْ «الرادار» الانتخابي في بيروت

لبنانيو الكويت... مشاركة انتخابية خجولة تحوّلت عرساً ديموقراطياً

تصغير
تكبير

عون فاخَر بـ «حرفية» إدارة الجولة الأولى من اقتراع المنتشرين

«الدولة» حضرتْ إلى «الخارجية» وباسيل طَمأن أن «العفاريت» لن تقوى على الصناديق

خير: تحية شكر للسلطات الكويتية على ما قدمته من تسهيلات لأبناء الجالية وتأمين محيط السفارة

الحدث التاريخي بما شهده من حفاوة أردنا أرشفته في ذاكرة جميع المغتربين


6 دول عربية بينها الكويت كانت أمس على «الرادار» الانتخابي وشاشاته في بيروت، التي رَصدتْ لحظةَ بلحظةٍ مسار أول انتخاباتٍ في تاريخ لبنان يَقترع فيها المنتشرون في أماكن وجودهم في الخارج، في سابقةٍ أريد منها إشراك «الجناح المغترب» في الحياة السياسية جنباً الى جنب مع «الجناح المقيم» الذي يتوجّه في 6 مايو المقبل الى صناديق الاقتراع لاختيار 128 نائباً في البرلمان.
والى جانب الرمزية «التاريخية» لاقتراع المغتربين الذي تُستكمل جولتُه الثانية غداً في 34 بلداً أحنبياً، فإن فتْح الصناديق في كل من مصر والكويت والسعودية والإمارات وقطر وعُمان شكّل إشارة الانطلاق الفعلية لانتخابات 6 مايو التي تكتسب أهمية خاصة كونها الأولى التي تجري منذ 9 سنوات ووفق قانون يُعتمد للمرة الأولى في لبنان ويقوم على النسبية (في 15 دائرة)، وتترتّب على نتائجها تداعياتٌ سياسية ترتبط بالتوازنات داخل السلطة كما بالتموْضع الإقليمي لـ «بلاد الأرز».
من السادسة صباحاً وحتى الحادية عشرة بتوقيت بيروت، بدا وكأن الدولة اللبنانية «انتقلتْ» الى مقرّ وزارة الخارجية الذي تحوّل غرفة عمليات «مربوطة» لحظة بلحظة عبر كاميرات تبثّ مباشرة من داخل أقلام الاقتراع الـ 32 التي توزّعتْ في 8 مراكز انتخابية داخل السفارات والقنصليات في الدول الست التي كان تَسجّل للاقتراع فيها 12615 لبنانياً من أصل 82970 على مستوى الدول الـ 40 التي توافرتْ فيها شروط شمولها بـ «انتخابات المَهجر».
وعلى وقع «فرحةٍ» عاشها لبنان المقيم بربْطه غير المسبوق بلبنان المغترب الذي لم يكن حتى الأمس القريب أكثر من «حبل سرة» اقتصادي يرفد الوطن الأمّ بمليارات الدولارات سنوياً، عبّر كبار المسؤولين في الدولة عن اعتزازهم بهذا «العرس» الذي جرى طوال فترة الاقتراع رصْدُ نسبةِ الإقبال عليه (كانت ناهزت 40 في المئة قرابة الثالثة والنصف بعد الظهر بتوقيت بيروت)، باعتبار انها تؤشر من جهة الى الجدوى الفعلية لشمول المنتشرين بعملية اختيار النواب الـ 128 (سيُخصص للمنتشرين ابتداء من 2022 ستة نواب لتمثيلهم)، ومن جهة أخرى الى «الثِقل» الذي ستشكّله «بلوكات الاغتراب» في تحديد اتجاهات نتائج انتخابات 6 مايو وخصوصاً في الدوائر التي جذبتْ العدد الأكبر من المسجّلين كما في الشمال المسيحي (دائرة البترون - بشري - زغرتا - الكورة) الذين شكّلوا (12337 ناخباً) ما نسبته 14.87 من مجمل الذين تَسجلوا في الدول الأربعين.
فمن مقرّ الخارجية، أعرب الرئيس اللبناني العماد ميشال عون عن اعتزازه بإنجاز انتخاب المغتربين، مشيداً «بالحرفية العالية التقنية والبشرية في إدارة العملية الانتخابية» ومنوّهاً تحديداً بالتقنية التي اتُبعت لمراقبة سير الانتخابات في الدول العربية عبر الشاشات وفق نظام خاص استُحدث وأتاح تحديداً دقيقاً وسريعاً لنسبة الاقتراع داخل كل قلم اقتراع كانت تجري «مراقبته» من على الشاشة العملاقة في «الخارجية» التي زارها أيضاً وزير الداخلية نهاد المشنوق لمتابعة سير اليوم الطويل الذي أشرفت عليه لجنة مشتركة من الوزارتين وإن كانت «الخارجية» هي صاحبة الإشراف المباشر في «دول الانتخاب».
وعلى امتداد «الشاشات المفتوحة» بين لبنان والدول العربية الست، بلغتْ بيروت أصداء بعض الشكاوى التي عبّر عنها ناخبون وتركّزت على عدم ورود بعض الأسماء على لوائح الشطب رغم كون أصحابها تَسجّلوا الكترونياً ضمن المهلة المحدّدة، الى جانب إشاعة ان بعض الأقلام شهدتْ إضافة عدد من الأسماء بخط اليد على تلك اللوائح، فيما كانت الملاحظة الاكثر تداولاً عدم قفْل المظاريف التي توضع فيها الأوراق المطبوعة سلفاً (بعد التصويت) بالشمع الأحمر، وسط إثارة البعض خشية من التلاعب بالتصويت في طريق العودة بالصناديق الى بيروت لحفْظها في مصرف لبنان إيذاناً بضمّها الى عمليات الفرز يوم 6 مايو.
ولم تتأخّر هذه الملاحظات في الحصول على أجوبة شافية من المعنيين قطع دابرها، عبر تأكيد ان الإضافة بخط اليد حصلت على لائحة أحد المندوبين وليس على لوائح الشطب، وان سبب عدم قفْل المغلف الخاص بالتصويت او لصْقه مردّه الى الخشية من تمزق ورقة الاقتراع عند فتحه، قبل ان يتولى وزير الداخلية تأكيد ان العملية «لم يشبها أي خطأ».
وكان وزير الخارجية أكد: «عندما تابعتُ أول ناخب يصوّت شعرتُ بنحو 14 مليون مغترب (لبنانيون ومتحدّرون من أصل لبناني) يشكلون الغنى الحقيقي لبلدنا»، مشدداً على «أهمية نسبة المشاركة للمقترعين في الخارج، ولبنان كلّه فرح بهم لأنهم جزء أساسي منه ويمثلونه في الخارج ويشاركون في صنع مستقبله».
ورداً على سؤال، أوضح «ان الدولة تعاقدت مع شركة البريد السريع DHL وهي مسؤولة في شكل كامل عن صناديق الاقتراع بعد تسلّمها ونقلها الى المطار حيث يتسلمها فريق شُكّل من وزارتي الداخلية والخارجية تمهيداً لنقلها الى مصرف لبنان»، متسائلاً «كيف يمكن التشكيك باللعب في الصناديق، وكل مغلّف (تُجمّع فيه المظاريف من كل بلد) سيكون مختوماً بالشمع الأحمر وموضوعاً في صندوق بلاستيكي مُقفل وبدوره موضوع أيضاً داخل كيس من الخيش ومختوم بالشمع الأحمر؟»، مضيفاً: «العفاريت فقط قادرة على الوصول الى الصناديق».
وفي الكويت، لم تحل نسبة التسجيل الخجولة لأبناء الجالية اللبنانية في الانتخابات، للمرة الأولى في تاريخ الديموقراطية اللبنانية، والتي بلغت 1878 مسجلاً في الاقتراع، قياساً إلى عدد الجالية الذي يتجاوز 50 ألفاً، دون أن يحولها المقترعون إلى عرس ديموقراطي، نصبوا له حلقات الدبكة التقليدية، في مظهر تسامى عن الخلافات الحزبية والمناطقية والطائفية، وانتصاراً لصندوق الانتخاب في حسم الخلافات والتباينات.
وقال القائم بالاعمال اللبناني لدى الكويت السفير ماهر خير، ان جميع اللبنانيين بالخارج كانوا بانتظار قانون السماح لهم بالمشاركة في العرس الانتخابي وصناعة مستقبل وطنهم السياسي، وقد أصبح لافتا ان الحلم أصبح حقيقة، وهذا ما ظهر من السعادة البادية على وجوه جميع المشاركين في الانتخابات حتى الآن. وقد ظهر هذا جليا من خلال تفاعلهم وحضورهم من الصباح الباكر بعد ليلة عاصفة شهدتها الكويت، ليس لها مثيل، للمشاركة في العملية الانتخابية.
وعن الزينة التي عمت أرجاء السفارة وطرق الاستقبال الجميلة وأماكن الانتظار المتوافرة للمقترعين، قال «كون هذه المناسبة كانت منتظرة وحلما لدى جميع اللبنانيين منذ سنوات، حيث كان الحديث عن السماح للبنانيين في الخارج بالاقتراع منذ سنوات، ولم يتحقق سوى الآن، وللمرة الأولى في تاريخ لبنان، ارتأت السفارة ان تعكس فرحة الجميع بهذا القانون، عبر الاغاني الوطنية وانتشار الاعلام، وايضا حتى لا يشعر اللبناني المشارك في الانتخابات بالملل خلال الانتظار، بل ان رحلته في الانتخابات من منزله الى السفارة ومن ثم الى صندوق الاقتراع كانت ممتعة، حتى يرتبط هذا الحدث التاريخي بعقله، بما شهده من حفاوة استقبال، لأرشفة هذا الحدث في ذاكرة جميع المغتربين».
وعن سبب قلة عدد المسجلين في الكشوف الانتخابية بالنسبة لعدد الجالية، قال «هذا نظرا لانهم تفاجأوا بتنفيذ القانون الذي انتظروه منذ سنوات عديدة، وقد سبق لمعظمهم التسجيل في الانتخابات السابقة، ولكنهم لم يتمكنوا من الادلاء بأصواتهم، نظرا لعدم اقرار القانون، وهذا السبب وراء عدم تسجيل نسبة كبيرة ممن يحق لهم التصويت، بحسب رأيي».
ولفت إلى ان الأصوات بعد إغلاق الصناديق سيتم جمعها حسب كل دائرة انتخابية، وترسل إلى وزارة الخارجية في لبنان.
وقدم خير «التحية والشكر للسلطات الكويتية على ما قدمته من تسهيلات لأبناء الجالية اللبنانية، وتأمين محيط السفارة، وهذه ليست غريبة على الكويت التي لم تقصر يوما في هذه الامور».

أكثر من 70 في المئة


بلغ عدد المقترعين في الكويت حوالي 1300 من أصل 1878 سجلوا للمشاركة في الانتخابات النيابية، بنسبة مشاركة تجاوزت 70 في المئة.


مطران الأرمن


 قال مطران الأرمن ومسؤول الكنيسة الأرمنية في الكويت، ان «هذه المناسبة جميلة، كونها للمرة الاولى التي يسمح لنا كلبنانيين في المهجر، ان نشارك في العملية الديموقراطية والانتخابات، فهذا واجب على كل لبناني داخل وخارج لبنان، ليكون له دور في رسم السياسة المقبلة في لبنان».
 ووجه رسالة الى أبناء الشعب اللبناني كافة، قائلا «لتكن هذه الانتخابات فرصة لتحقيق التوافق بين جميع الأطراف اللبنانية، بغض النظر عمن سينجح في هذه الانتخابات، فهذه هي طموحات جميع الشعب اللبناني».


حزب واحد


أكد المواطن اللبناني البيروتي فادي حوا لدى إدلائه بصوته في الكويت أن «الأجواء اليوم عكس الأجواء في لبنان كون جميع المشاركين باختلاف توجهاتهم السياسية والمذهبية تجمعوا في مكان واحد وكأنهم حزب واحد وهو لبنان الحبيب، حيث إن جميعنا في المهجر عائلة واحدة».
وأشاد بالقانون الجديد للانتخابات على الرغم من وجود ملاحظات عليه إلا أنه كان الأفضل حيث مكنهم من ممارسة حقهم في رسم سياسة لبنان المستقبلية، مبديا إعجابه بهذا الإقبال الرائع كونها المرة الأولى التي يسمح للبنانيين في الخارج ان يشاركوا، موضحا أن «في الانتخابات المقبلة وبحسب القانون الجديد، سيكون للبنانيي الخارج 6 نواب يمثلونهم في مجلس النواب».

أمطار الخير


أعرب محمد مساعد الذي حضر مع زوجته وطفلتيه للتصويت في السفارة اللبنانية لدى الكويت، عن شعوره بأنه في لبنان ولم يغادره بسبب هذه الأجواء التي تشابه ما يحدث في لبنان خلال فترة الانتخابات، مشيرا إلى أن هذا القانون مكنهم من ممارسة حقهم الدستوري دون الحاجة للسفر، مضيفا أن«أمطار الخير التي هطلت على الكويت جاءت متزامنة مع هذه الانتخابات مما يبشر بالخير».

أجواء جميلة


أشاد اللبناني تيسير نورالدين بالأجواء الجميلة المصاحبة لهذا العرس الديموقراطي في السفارة لدى الكويت وتنظيمه، مبديا عتبه من عدم تسجيل الكثير من أبناء الجالية بهذه الانتخابات، لقصر الفترة التي تم السماح خلالها بالتسجيل.


6 دول عربية استضافت انتخابات الجاليات اللبنانية


لم تمْنع بعض الشوائب الهامشية التي أثيرت في «اليوم الماراثوني» من إبداء مختلف الأطراف السياسين ارتياحهم لمسار عملية الاقتراع، وسط تقديرٍ لسلطات البلدان الست التي «استضافت» الجولة الاولى من انتخابات 2018 وقدّمت كل التسهيلات، من الكويت التي تسجّل فيها 1878 ناخباً توزعوا على خمسة أقلام اقتراع في مركز انتخابي واحد داخل السفارة، والإمارات (5166 توزعوا على 13 قلماً في مركزي اقتراع في دبي وأبو ظبي)، السعودية (3186 تَوزّعوا على 8 أقلام في مركزيْ اقتراع في الرياض وجدة)، قطر (1832 تَوزّعوا على 4 أقلام في مركز انتخابي واحد في الدوحة)، عُمان (296 تَوزّعوا على قلم اقتراع واحد في مركز واحد في مسقط) ومصر (257 تَوزّعوا على قلم واحد في مركزٍ واحد).

70 ألفاً يقترعون غداً في 34 دولة أجنبية


تتجه الأنظار الى انتخابات غد التي تجري في 34 دولة أجنبية تسجّل للاقتراع فيها 70355 ألف ناخب، أكثرهم في أستراليا 11.826 ناخباً، ثم كندا 11.443، فالولايات المتحدة 9999، وألمانيا 8357، وفرنسا 8342، وساحل العاج 2345، والبرازيل 2113، والسويد 1910، وبريطانيا 1824، وفنزويلا 1497، ونيجيريا 1263، وبلجيكا 1053، فيما الدول الباقية سُجل في كلّ منها أقل من ألف ناخب.

ميشال عون وحسن نصر الله اقترعا في الدوحة


توقّفتْ وسائل إعلام لبنانية أمس عند مفارقةٍ طبعت انتخابات المنتشرين في الدول العربية الست امس وتحديداً في الدوحة، حيث أفيد عن اقتراع ميشال عون وهو أحد الناخبين في دائرة بعلبك - الهرمل، وأيضاً الناخب حسن نصرالله عن دائرة بنت جبيل مرجعيون- حاصبيا.

رامز القاضي... نجم التغطية

لفت مراسل قناة «الجديد» اللبنانية رامز القاضي بنشاطه الكبير الحاضرين في انتخابات السفارة في الكويت، حيث لم يهدأ ووجد منذ فتح باب الاقتراع في السابعة صباحاً، متنقلاً تارة بين أقلام الاقتراع داخل مبنى السفارة، وتارة بين الناخبين في حديقة السفارة، مستفسراً وسائلاً وموَجهاً للحاضرين، فكان نجم التغطية الإعلامية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي