السفينة التي تبحر بالبحار لا تستطيع أن تنجو أو تصل إلى هدفها من دون طاقمها... وإنْ تُركت في عرض البحر من دون طاقمها، فإن فرصة نجاتها ضئيلة، وكذلك بحارتها بحاجة إليها ليصلوا إلى هدفهم لينجوا من الغرق.
وبسبب الأوضاع التي نمر بها، ولأننا دائماً نردد أننا الآن نمر بمرحلة مفصلية، ولا نعلم متى ستنتهي هذه المرحلة، لذلك يبدو أن أفضل موضوع للطرح منعاً للتأويل هو الطبخ.
إذاً لنتكلم عن الطبخ... فلكي نقوم بإعداد الطعام لأي مناسبة فإن المهمة تتوزع...
فيجب أن يذهب البعض إلى السوق لإحضار المواد الأولية للطبخة مثل الخضراوات واللحوم، ومن يذهب يواجه معضلة وهي أن عليه إحضار أجود الأنواع بأفضل الأسعار، ومن يحضر هذه المواد من السوق يجب أن يحضرها في الوقت المناسب، أي لايحضرها مبكراً جداً فتذبل، وألا يتأخر.
بعد ذلك يجب أن نجهز هذه المواد...نغسلها... ننظفها جيداً ونقطعها بالطريقة الصحيحة... وكل ما سبق يجب أن ينجز في الوقت المناسب، ثم بعد ذلك نبدأ في إعداد الطعام، وتوقيت البدء في إعداد الطعام مهم جدا، فليس من الحكمة تجهيز الطعام مبكراً، وكذلك ليس من الذكاء التأخرفي إعداده... فمسألة الوقت المناسب لإعداد الطعام تختلف باختلاف الطبخة، حرصاً من الطباخ على تقديمها بأفضل طريقة وأحلى طعم.
وفي الوقت الذي يعمل فيه الجميع لعمل ما سبق، هناك من يعد طاولة الطعام ويجهز المكان ويقوم بدعوة المعازيم، وتعطير المكان، أي أن الجميع يعمل كفريق واحد لإنجاح العزومة.
وعندما تُبنى المشاريع في منطقة جنوب السرة...مشاريع عملاقة، وبعد الانتهاء منها نبدأ بالتفكير في إنجاز البنية التحتية من شوارع وطرق، وبعد الانتهاء من بناء هذه المشاريع تأتي مسألة يصعب فهمها، فحتى إن كانت مشاريع الطرق والأنفاق والجسور التي أُعلن عنها تبدأ رائدة، فإن مسألة البدء فيها في هذا التوقيت يجعل مساءلة من قام بتأخيرها واجبة، فليس من الحكمة أن تبدأ في إعداد كميات هائلة من الطعام والمعازيم لا يستطيعون الوصول إلى مكان العزيمة.
إن ما حصل درس يجب أن يستوعبه الجميع، درس يجب أن نستفيد منه لمنع تكراره، والأهم محاسبة من تسبب في هذا التأخير.
وكما بدأنا ننتهي لعل هناك من يستوعب، فالسفينة بحاجة لطاقمها لتنجو و تكمل الإبحار، وطاقمها والبحارة والمسافرون بحاجة لهذه السفينة لينجوا.