رحلة بلا عودة
هل يمكنك أن تصرخ في وجه العالم لتخبره أنه لم يكن يوماً مُنصفاً؟
وأن تدفع بوجهه كل أبواب ماضيك وحاضرك... وتُعيد ترتيب حروفك وأشواقك النافرة.
هل أمعنت النظر في بئر الظروف؟ وما تُخفيه عن مدّ إبصارك ثم تقذفه في دروبك دون خشيةٍ من ذنبٍ أو لائمة.
عيناك المُستلقية حدقتاهما على شواطئ الشكوى... استنفد جفناهما كلّ قوارب الصبر والمغفرة.
وعادت واستسلمت وأرخت أستارها.
لم يعُد لهم في الأفق صورة وظلالهم مازالت في الروح مستوطنة.
القدر الذي اختطفهم من بين أيدينا وألقاهم في محيط الذكرى صرعى?... لا ندري على مَن نبكي؟
أعلى أرواحنا في غياب اهتمامهم أم على أطيافهم الراحلة؟
وتُعيد عليك الروح لحناً أنغامه تخبرك أننا على نفس الدرب نبقى وأنّ خطواتنا تبثّ عدّها التنازلي...
طالت الرحلة أم قصرت؛ نهايتها من بعيدٍ آتية.