OFFSIDE
احترامه... واجب
أقل ما يقال في الفرنسي أرسين فينغر إنه أفضل مدرب في تاريخ نادي أرسنال الانكليزي لكرة القدم.
وعقب اعلانه الرحيل، ثمة غصة فرضت نفسها، ليس فقط على عشاق «المدفعجية»، أكانوا من الداعمين له أو لم يكونوا، بل أيضاً على خصومهم، خصوصاً ان فينغر بات علماً من أعلام الـ «بريمير ليغ».
كثيرة هي «الصور» الراسخة في البال عن المدرب الفرنسي خلال نحو 22 عاما في الدوري الممتاز، بعضها ايجابي وبعضها سلبي، غير ان الخيبة الأكبر تعود الى العام 2006 عندما كان قاب قوسين او ادنى من وضع ارسنال على قمة اوروبا قبل ان ينتفض برشلونة الاسباني في نهائي دوري الابطال ويحوّل تخلّفه امامه من هدف الى فوز 2-1.
لا شك في ان ابن الـ 68 سنة كان يستحق لقباً قارياً، غير انه اكتفى بثلاثة ألقاب على مستوى الدوري المحلي، وسبعة في كأس انكلترا بينها ثنائيتان في 1998 و2002.
قاد فينغر فريقه اللندني في 823 مباراة في الدوري الممتاز محققاً 473 فوزاً مقابل 151 خسارة، وكان الأجدى ان يرحل عن النادي قبل سنوات خصوصاً أن الاصوات المنادية بذلك بلغت مستوى غير مسبوق في الآونة الأخيرة نتيجة العجز في فرض الذات خلال 14 عاماً متتالية على النقطة الأعلى من منصة التتويج للـ «بريمير ليغ»، بالاضافة الى ان النادي يستعد اليوم لتفويت المشاركة في دوري الابطال للموسم الثاني على التوالي.
تحت قيادة فينغر، وتحديداً في السنوات الخمس الأخيرة، كان أرسنال محدوداً على مستوى حسن اختيار لاعبيه والفلسفة العامة للأداء، ورحيله اليوم، يعتبر أفضل الخيارات بالنسبة الى النادي.
يقول المهاجم السابق لأرسنال جون هارتسون والذي كان حاضراً في المباراة الاولى لفينغر مع الفريق: «الكرة الانكليزية والدوري الممتاز مدينان له بالكثير. تليين العضلات قبل المباريات والتدريبات. التخلص من حمض اللاكتيك. العدو لمدة 20 دقيقة قبل التمارين. كل ذلك لم يكن موجوداً في ملاعبنا. ارسين جلب كل هذه الأفكار الحديثة، وفتح الباب امام وصول العشرات من المدربين من خارج الجزيرة البريطانية».
اما اللاعب السابق لمانشستر يونايتد غاري نيفيل، فرأى أن «فينغر بنى أقوى فريق واجهتُه في الكرة الانكليزية. فريق العام 1998 كان مثيراً. اعتقد أن الاشادة الكبرى تتمثل في الاعتراف بأنه اعتمد كرة جعلتنا نغيّر اسلوبنا لدى مواجهة رجاله. وبالتالي يحتاج وداعاً يليق به ومن قبل الجميع».
سيبقى فينغر في ذاكرة أرسنال والدوري الممتاز، خصوصاً انه بصم على حقبة مميزة امتدت منذ الاول من أكتوبر 1996. ولا خلاف على ان مسألة «قبول» هذا المدرب من عدمه بالنسبة الى متابعي اللعبة تبقى نسبية وقائمة على اعتبارات عدة، غير ان احترامه هو بلا شك واجب على الجميع.
@SOUSPORTS