نسمات

«حجابي... به تحلو حياتي»!

تصغير
تكبير

تذكر موسوعة ويكيبيديا مفهوم الدولة المدنية بأنها دولة تحافظ وتحمي كل أعضاء المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم القومية أو الدينية أو الفكرية، ثم تذكر بأن هناك مبادئ عدة ينبغي توافرها في الدولة المدنية، والتي إن نقص أحدها فلا تتحقق شروط تلك الدولة، أهمها أن تقوم تلك الدولة على السلام والتسامح وقبول الآخر، والمساواة في الحقوق والواجبات، ومن أهم مبادئ الدولة المدنية ألا يخضع أي فرد فيها لانتهاك حقوقه من قبل فرد آخر أو طرف آخر، فهي الدولة التي تطبق القانون وتمنع الأطراف من أن يطبقوا أشكال العقاب بأنفسهم.
بحسب هذا التعريف فإن الكويت هي دولة مدنية كما يصفها البعض، وهي تختلف عن الدولة الدينية التي تنتهك الحقوق المدنية للآخرين باسم الدين!
لكن المشكلة هي في الاستخدام الخاطئ لذلك المصطلح حيث يوظفه البعض لمهاجمة كل من يتكلم عن الدين والشريعة الإسلامية، وينسى بأن الدستور الكويتي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدين الاسلامي، حيث ينص على أن الكويت دولة إسلامية وأن الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع، كما تنص المذكرة التفسيرية للدستور على أن المشرع ملزم بالأخذ بأحكام الشريعة ما وسعه ذلك كثير من القوانين الكويتية مبنية على أحكام الشريعة مثل قوانين الميراث وولاية العهد وغيرها!


إن الشعب الكويتي بشكل عام منسجم مع الدين الاسلامي ويؤيد جميع الخطوات التي تتخذها حكومته لتطبيق الشريعة الاسلامية، بل ويطالب بالمزيد من التطبيق.
إن تصريحات بعض نواب الشعب كردة فعل على الإعلان الذي نفذته وزارة الأوقاف حول الحجاب: «حجابي... به تحلو حياتي»، واعتباره من الحملات المشبوهة التي تخدم تيارات معينة، وقوله بأنه يمس الحريات الشخصية، وان الدين سماحة ولا بد من الترغيب والترهيب، ومطالبة البعض بإجراء دراسة قبل الإعلان، كل ذلك لا يتعدى «زوبعة في فنجان» ولا يؤثر على الوضع العام، بل ان غالبية الشعب الكويتي قد استبشرت بذلك الاعلان وطالبت بالمزيد منه، حتى غير المحجبات من النساء اللاتي استبشرن بالطريقة الحضارية التي تم تنفيذ الاعلان بها!
وينطبق على ذلك الاعلان المثل العربي: «أرادوا انتقاد الورد فلم يجدوا غير وصفه بأنه أحمر الخدين».
نتمنى من نوابنا الذين يعتقدون بأن لديهم الصلاحية في إدارة شؤون البلد أن يكفوا عن حركاتهم المعوجة وأن يرفعوا أيديهم عن فرض الوصاية على الناس أو توجههم إلى ما يريدونه منهم، ونتمنى عليهم ألا يصادروا قناعات الشعب الكويتي في التمسك بدينه ونشر الفضيلة!
لقد كنا نتمنى منهم أن يوجهوا جهودهم للتصدي لتيار «الفاشينستات» الذي بدأ ينمو بقوة في الكويت ويسعى لتشويه الصورة الحقيقية للمرأة المسلمة بدلاً من مهاجمة الفضيلة والحجاب والضغط على الوزراء والمسؤولين في الدولة للوقوف معهم في حملاتهم الفاسدة!

العوض... ولا القطيعة!
ضربة موفقة نفذتها القوات الأميركية والبريطانية والفرنسية ضد المجرم بشار الاسد دمرت بموجبها ثلاثة مواقع يشتبه بأن النظام يستخدمها لتصنيع واستخدام المواد الكيماوية!
ومع أن الضربة لا تمثل إلا أقل القليل من طموحات الشعوب المسلمة بتأديب ذلك النظام وشل قدراته على العدوان على شعبه أو الانتصار للحق، لكننا ذكرنا سابقا بأن مثل ذلك العقاب هو خطوة طيبة في إيقاف ذلك العدوان المتكرر على الشعب السوري المسكين، وأنها رسالة الى روسيا وايران اللتين شاركتاه في تنفيذ العدوان بأن العالم لن يلزم الصمت على جرائمهم المتكررة!
نتمنى أن نشاهد ضربات مشابهة لتلك الضربة على تلك الأنظمة المجرمة لينعم العالم بالأمن والأمان.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي