بحضور جاك لانع ومعجب الزهراني

«ظل الشمس» لطالب الرفاعي... تفتتح «ساعة مع كاتب»

تصغير
تكبير

في بادرة ثقافية جديدة لمعهد العالم العربي في باريس، تهدف إلى تقديم المبدعين والكتّاب العرب إلى الملتقى الفرنسي والعالمي بشكل متجدد، جاءت فكرة مشروع «ساعة مع كاتب»، وهو برنامج ثقافي، يستضيف من خلاله المعهد الوجوه الفكرية والأدبية والفنية العربية، في ساحة حوار مفتوح تنظمه إدارة الثقافة والإعلام في المعهد وبالتنسيق مع مكتبة المعهد. جاء هذا البرنامج لمزيد من التواصل والتقارب بين الثقافتين العربية والفرنسية من جهة، وبين المتلقي الفرنسي والأجنبي في باريس من جهة ثانية. ولقد كان الافتتاح الأول لهذا البرنامج بلقاء الروائي الكويتي طالب الرفاعي، بمناسبة إطلاق الترجمة الفرنسية لروايته «ظل الشمس».
وبغية إعطاء البرنامج مزيداً من الأهمية، وقع الاختيار على الإعلامية ليلى قدور، مذيعة أخبار القناة الفرنسية الأولى، لتدير الحوار مع الروائي الرفاعي، بوجود مدير دار «أكت سود» ناشر الرواية الأستاذ فاروق مردم بيه. وبحضور رئيس المعهد جاك لانع ومدير المعهد الدكتور معجب الزهراني وسعادة سفير دولة الكويت في باريس الأستاذ سامي السليمان، إضافة إلى عدد كبير من الروائيين والكتّاب العرب من بينهم: علي المقري، وأنعام كججي، وإيمان حميدان، والشاعر عيسى مخلوف والدكتور محمد مخلوف والناقد أسعد عرابي، وعدد من الأدباء الفرنسيين وجمهور غفير ملأ أرجاء المكتبة.
أشارت الإعلامية ليلى قدور في بداية اللقاء إلى إعجابها الكبير بالرواية، موضوعاً ولغةً، وأنها انتقلت بها لأجواء جديدة عن المجتمع الكويتي لم تكن لتعرفها. ولقد قامت ممثلة مسرح بقراءة مشاهد من الرواية، ثم تحاورت الإعلامية قدور مع طالب الرفاعي، وبترجمة فاروق مردم بيه، عن سبب اختيار موضوع الرواية ليكون معاناة وظروف عيش العمالة الوافدة في الكويت، وكذلك وجود الروائي طالب الرفاعي باسمه الصريح كأحد شخوص الرواية، إضافة إلى كون المرأة شكّلت هاجساً ضاغطاً في الرواية، بعد مجيء بطل الرواية حلمي إلى الكويت، ووقوعه ضحية لأحد تجار الإقامة، خاصة وظروف العمل في المواقع الإنشائية في أجواء قاسية جداً. وأخيراً أسلوب الرفاعي في كتابة الرواية داخل الرواية.
من جهته عبّر الروائي طالب الرفاعي عن سعادته، بترجمة ونشر روايته عن دار «أكت سود» التي تُعد أهم دار نشر للأدب العربي في فرنسا وأوروبا، وهي الرواية الثانية التي تترجمها له الدار، بعد ترجمة روايته الأولى «في الهنا». كما قدم الشكر لإدارة المعهد لاستضافته الكريمة في انطلاق برنامجها الثقافي الجديد. وأشار إلى أن ترجمة الرواية عموماً، ولأي كاتب عربي، باتت تمد جسراً مهماً ومؤثراً مع القارئ الآخر، وحيثما كان. ثم ذكر أنه كتب روايته «ظل الشمس» بين عامي 1996-1998، بعد عمل استمر لفترة 15 عاماً في المواقع الإنشائية، مما أتاح له فرصة التعرف عن قرب عن معاناة وألم مجاميع من العمالة الوافدة إلى الكويت، سواء كانت عربية أو أجنبية. وأوضح إلى أن طريقته في الكتابة وفق مدرسة «التخييل الذاتي»، أملت عليه أن يكون بشخصه وتجربته الحقيقيتين في الموقع كأحد أبطال العمل. كما نوّه إلى أن ظروف العمل الشاقة بالنسبة للمهاجر، تلاحقه حيثما كان سواء جاء إلى بلد نفطي أو انتقل إلى أوروبا أو كند أو استراليا. خاصة وعلاقة ذلك بما يجري في بعض أقطار الوطن العربي من تهجير مؤلم لأعداد كبيرة من المواطنين العرب.
وفيما يخص مستويات كتابة الرواية، أشار الرفاعي إلى أن هناك أكثر من مستوى للكتابة، يتمثل الأول في مستوى الحكاية ويتمثل الثاني في كتابة الرواية أثناء القراءة بالنسبة للقارئ، وأنه حرص على أن تكون هناك مسافة بينه وبين شخصية طالب داخل العمل. كما أنه سافر إلى صعيد مصر، للتعرف على البيئة التي جاء منها بطل الرواية، وعرض الرواية على الشاعر عبدالرحمن الأبنودي قبل نشرها، والذي أعجب بها وكتب لها مقدمة شعرية، كما قام الروائي جمال الغيطاني بنشر الرواية مسلسلة في جريدة «أخبار الادب». وبعدها قام الرفاعي بتوقيع نسخ من الرواية لجمهور الحضور.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي