عندما سُئل الكاتب والروائي إحسان عبدالقدوس عن تعريفه لبنات الطبقة الراقية اختصر تعريفهن بـ«بدمعتين وابتسامة واحدة».
تستطيع التعرف على رقي الطبقة التي تنتمي لها من سلوكها المحدود، ومحدود يعني كل شيء له حدود لا تستطيع اختراقها أو تجاوزها، فمهما بلغت حجم الخسارة أو الفقد أو الكارثة لا يصدر منها أكثر من دمعتين أو أربع دمعات على الأكثر فـ«اللطم والصويط مش لبنات الذوات ولا الصوت العالي» لأن أصواتهن لا ترتفع بل بالكاد تسمع أو لا تشوف أسنانهن إلا نادراً، فغير مسموح لهن بـ «الكعكة والضحك» مثل عامة الناس، لذا لا تشك في ثقل دمك إذا استظرفت أمامهن.
الرقي سلوك نقيض للمبالغة وضريبته قيوده، فالطبقة الراقية لا تضحك كما يضحك الناس ولا تبكي كما يبكي الناس، لكنها بالتأكيد تلبس كما يلبس الناس، وربما يلبس الناس لبسا أكشخ منها، فهي «تكشّخ» لبسها ولا تنتظر أن «يكشّخها» لبسها، فالرقي «مو جنطة ارميز وجوتي شانيل»، الرقي سلوك وأهم سلوكيات الناس الراقية عدم التدخل في خصوصيات غيرهم أو التكبر عليهم، فالتواضع للكبير والتكبر للوضيع، والراقي لا يجرح ولا يحرج أحداً، و«عمر اللقافة» ما كانت سلوكاً راقياً مثلها مثل الردح متمثلاً في الصوت العالي واللسان الطويل، ما يجسد مقولة «كوني جميلة واصمتي». فكثير من الجميلات كن جميلات حتى نطقن، فكان عباس المقاول أرقى منهن بكثير، والرقي «سنع» و«السنع مو انچ تركبين سيارة فارهة وتشيلين جنطة ماركة». أُسلوب التعامل والمعاملة والملافظ هي اللي تثبت سنعچ وتربيتچ»