في البال... «معجزة» و«ريمونتادا»

No Image
تصغير
تكبير
  • الإياب سيكون «نارياً» بعد أن تحققت نتائج قد يعتبرها البعض حاسمة

في العام 2004، حوّل ديبورتيفو لا كورونيا الاسباني تخلفه امام ميلان الايطالي 1-4 ذهاباً على استاد «سان سيرو» الى تأهل مدوٍّ الى الدور نصف النهائي من دوري ابطال اوروبا لكرة القدم، إثر فوزه اياباً وبرباعية نظيفة على استاد «ريازور».
وفي العام الماضي، تحققت «السابقة»، اذا صح التعبير، على استاد «كامب نو» عندما تغلب برشلونة الاسباني إياباً على باريس سان جرمان 6-1، قالباً تخلفه أمامه برباعية نظيفة ذهاباً على استاد «بارك دي برانس»، وخاطفاً مقعده في الدور ربع النهائي.
لا شك في ان «الواقعتين» المذكورتين تمثّلان في المقام الأول استثناءً مثيراً في بطولة لطالما تمسكت بالواقعية في مقاربة من يستحق المضي قدماً في سياقها ومن لا يستحق. كما تمنحان الفرق الطموحة عيّنة عن ان الاستسلام لنتيجة سُجلت ذهاباً في دور إقصائي، وإن تمّ امام خصم من «الحجم الكبير»، لا ينبغي به ان «يقتل» الأمل في إمكان عودة.
ويشهد، اليوم وغدا، 4 مواجهات تدخل في اطار جولة العودة من الدور ربع النهائي لـ «تشامبيونز ليغ»، فهل يجوز استحضار «معجزة ديبورتيفو» و«ريمونتادا برشلونة» في ضوء النتائج المسجَّلة ذهاباً؟
بنظرة واقعية، لا يبدو أن الاياب سيكون «نارياً» بعد ان تحققت نتائج قد يعتبرها البعض حاسمة في سباق التأهل ذهاباً.
ريال مدريد الاسباني، حامل اللقب آخر موسمين، بات منطقياً في نصف النهائي بعد تقدمه على يوفنتوس الايطالي العريق على «أليانز ستاديوم» في تورينو بثلاثية نظيفة.
ويدرك مدرب «الملكي»، زين الدين زيدان تماماً بأن المسابقة تشكل خشبة خلاص بالنسبة الى فريقه في موسم صعب ابتعد فيه مبكراً عن الصراع على الالقاب المحلية.
سيكون التتويج بدوري الابطال للمرة الثالثة توالياً أروع تعويض للنادي العريق، وسينسخ من خلاله انجازي اياكس الهولندي المتوّج في 1971 و1972 و1973 وبايرن ميونيخ الالماني (1974 و1975 و1976).
لم تعد المسابقة القارية تقلق «ريال» كما كان عليه الحال قبل تتويجه بـ «العاشرة» في 2014 اذ بات يتسلّح، اليوم، بالروحية اللازمة، ليس فقط لولوج نصف النهائي بل لانتزاع اللقب 13 في تاريخه.
في المقابل، لم يعطِ الـ «يوفي» اي مؤشرات في جولة الذهاب عن قدرته في اجتراح «المعجزة» في «سانتياغو برنابيو»، ويبدو انه سيكتفي مجدداً بالزعامة المحلية مع العلم ان مدربه ماسيميليانو اليغري حصل على فرص عدة للعودة بـ «السيدة العجوز» الى قمّة اوروبا إلّا انه كان يصطدم دائماً، إما بالثنائي ريال مدريد وبرشلونة او بالعملاق بايرن ميونيخ، وهو السيناريو الذي يعيشه في الموسم الراهن.
واذا كان الـ «ريال» احد الاضلاع الاربعة المؤكد حضورها في المربع الذهبي، فإن برشلونة سيكون في الموعد ايضاً بعد تقدمه على روما الايطالي 4-1 ذهاباً.
لقد حظي الارجنتيني ليونيل ميسي وزملاؤه بقرعة سهلة مع كامل الاحترام والتقدير لروما الذي لن يتوجب عليه ان يضرب كفاً بكف خروجه المتوقع من دور متقدم ما كان يتوقع ان يبلغه لدى انطلاق الموسم.
ولا شك في ان ثمة الكثير للقيام به في روما قبل تهديد «القوى العظمى» على الرغم من عبقرية المدرب اوزيبيو دي فرانشيسكو.
ويبقى تتويج برشلونة باللقب الاوروبي السادس امراً وارداً وطبيعياً في ظل التألق المطرد لميسي والاستقرار الذي فرضه المدرب ارنستو فالفيردي وافرز لقباً مؤكداً في الـ«ليغا» وآخر ربما في الكأس المحلية، حيث بلغ النهائي.
بايرن ميونيخ، الذي حظي بالقرعة الاسهل لوقوعه امام اشبيلية، لم يستغل الظرف تماماً. صحيح انه فاز ذهاباً 2-1 خارج ارضه، الا انه ابقى الباب مفتوحاً امام خصمه للعودة في «اليانز ارينا» بعد ان سبق له الاطاحة بمانشستر يونايتد الانكليزي من دور الـ16.
ليس لاشبيلية، بقيادة المدرب الايطالي فينتشنزو مونتيلا، شيء ليخسره وسيلعب من دون ضغوطات فيما سيكون بايرن مطالباً بتحسين الصورة التي ظهر عليها ذهاباً.
ولا خلاف على ان حسم الفريق البافاري للقب الدوري الالماني للمرة السادسة توالياً، جاء في وقته كونه سيمنح المدرب يوب هاينكيس فرصة للتركيز أكثرعلى التحدي القاري.
وليس من باب المخاطرة التسليم بأن «بايرن» بات في نصف النهائي، نظراً الى معطيات تاريخية وفنية لا يمتلك منها اشبيلية إلّا النذر القليل.
وربما كان يحق لمشجعي مانشستر سيتي الانكليزي ان يأملوا بـ «إمكان عودة» في الاياب بعد الخسارة امام «ابن البلد» ليفربول بثلاثية نظيفة ذهاباً، الا ان سقوط رجال المدرب الاسباني جوسيب غوارديولا، على ارضهم في الدوري امام «الجار» مانشستر يونايتد 2-3 اعطى مؤشرات بأن الفريق يعاني معنوياً ودفاعياً بدليل ولوج 6 اهداف شباكه في غضون مباراتين.
وفي حال مقاربة اللقاء من منظار انكليزي، فإن عودة «سيتي» ممكنة، خصوصاً ان التاريخ يؤكد بأن الصراع بين اندية الجزيرة البريطانية لطالما حفل بنتائج غير متوقعة.
وفي حال مقاربة المباراة من باب قاري، فإن ليفربول سيتأهل ولا مجال امام مدربه يورغن كلوب لاضاعة فرصة تحقيق المفاجأة الثانية بعد الاولى التي تمت على يد المدرب رافايل بينيتيز عام 2005، عندما قاد الـ «ريدز» الى تتويج خامس في دوري ابطال اوروبا على حساب ميلان الايطالي في مباراة مجنونة شهدت عودة الفريق الانكليزي من تخلف بثلاثية نظيفة في الشوط الاول الى تعادل 3-3 في الثاني ومن ثم فوز بركلات الترجيح.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي