حوار / «الدعاوى القضائية بالنسبة إلى الإعلامي أوكسجين وحياة»
هشام حداد لـ «الراي»: هناك مقدِّمون سيتساقطون... تباعاً
- حلولي الأول عربياً في استفتاء هو نتيجة جهد وإصرار وصبر و... فشل
- نسبة المشاهدة لبرنامجي تتجاوز «هيدا حكي» بأربعة أضعاف ولا مجال للمقارنة
يحظى الإعلامي اللبناني هشام حداد بشعبية واسعة في الوسطين الإعلامي والشعبي، وهو يُعتبر الرقم واحد في لبنان في مجاله، حتى إن استفتاء أجرتْه إحدى المجلات العربية أكد تفوُّقه عربياً في العام 2017 على الإعلامي المصري عمرو أديب.
حداد الذي يطلّ حالياً عبر شاشة تلفزيون «LBCI» من خلال برنامج «لهون وبس»، تحدّث إلى «الراي» عن العوامل التي تسهم في نجاحه، معتبراً أنه قريب من الناس، لا يكذب ولا يتملّق، ولا يدّعي شيئاً، وموضحاً أن الفشل والتجارب أوصلاه إلى ما هو عليه اليوم.
حداد ينطلق بدءاً من يوم غد الخميس على الشاشة نفسها في برنامج سياسي أسبوعي رباعي الحلقات يتناول الانتخابات النيابية، وفي اللقاء تحدّث عن موضة ترشح عدد من الإعلاميين اللبنانيين إلى الانتخابات، مؤكداً أنهم سيفشلون جميعاً، وكاشفاً أن الكثيرين عرضوا عليه أن يترشح هو أيضاً ولكنه رفض، لأن هذا الأمر لا يعني له شيئاً، وموضحاً أنه يفضّل أن يكون في مرتبة أعلى من مرتبة النواب.
? ماذا يعني أن تؤكد بعض الاستفتاءات على مستوى العالم العربي، كما المتابعة الكبيرة على المواقع الإعلامية، أنك الإعلامي رقم واحد عربياً؟
- هذا الأمر يُفْرِحني، وهو يعني أن ما وصلتُ إليه هو نتيجة جهد وتعب وإصرار وسهر وإرادة وصبر... وفشل أيضاً. لكنه فشلٌ أوصلني إلى النجاح بعدما مررتُ بتجارب كبرى. وأعتقد أنني نلتُ ما أستحقه.
? ما الذي يميّزك عن غيرك؟
- عفويتي وتلقائيتي. فأنا لا أدّعي شيئاً لا أملكه، ولا أتملّق أو أنمّق كلامي، بل أقول ما يجول في رأسي، وكذلك ما يحب أن يقوله الناس.
? ألا ترى أن هذا الأمر ألحق بك الأذى في بعض النواحي؟
- كلا.
? ولكن هناك دعاوى قضائية رُفعت عليك؟
- فليكن. الدعاوى بالنسبة إلى الإعلامي هي أوكسجين وحياة، وليست مدعاةً لأن يسكت أو أن يتوقف عن الكلام. وهي تؤكد أنه يؤثّر في الناس.
? في العام الماضي كانت المنافسة على أوجها بينك وبين عادل كرم، هل ترى أن هذه المعادلة سقطت هذه السنة؟
- منذ العام الماضي بدأتْ الأمور تتضح بشكل جليّ، ولكنها كانت في حاجة إلى أن تتأكد وتترسّخ أكثر. ولو تحدّثنا بلغة الأرقام فستكون المنافسة محسومة لمصلحتي منذ العام الماضي، ولو لم يكن الأمر كذلك لما كانوا تكلّفوا واستعانوا بمقدِّم مُسانِد، وهذا دليل تَراجُع.
? تقصد أنهم احتاجوا إلى مقدّميْن كي يتمكّنوا من منافستك؟
- على ما يبدو أنهم يحتاجون إلى 5 أشخاص.
? ,هل تمكّن برنامج «هيدا حكي» من منافستك وتحقيق التوازن؟
- أبداً. النتيجة مهينة. برنامجي على مستوى نسب المشاهدة يتجاوز برنامج «هيدا حكي» بأربعة أضعاف، ولا مجال للمقارنة.
? ما رأيك في الاستفتاء الذي أكد تفوّقك على الإعلامي المصري عمرو أديب؟
- مثل هذه المقارنات والاستفتاءات ظالِمة للجميع. في الأساس أنا وعمرو أديب لا نقدّم النوع نفسه من البرامج. الإعلامي ليس «علبة»، وأنا وعمرو أديب كلٌّ منا مختلف عن الآخر في نوع البرنامج الذي يقدّمه، وله أسلوبه الخاص بالتقديم.
? هناك مذيعون يعتمدون على نجومية ضيوفهم كي يجذبوا المُشاهِد، بينما أنت تشدّ المُشاهِد إلى شخصك وليس بسبب ضيفك. فهل ترى أنك تتميّز عن كل الآخرين من هذه الناحية؟
- هذا هو الخطأ الذي يقع فيه الجميع. هم يستضيفون ضيوفاً من فئة معينة، وعندما تتم استضافتهم جميعاً، الشيء الذي يبقى هو شخصية المقدّم المملّة.
? وهل المملّون كثر؟
- طبعاً.
? من المذيع الذي تجده الأكثر إثارة للملل؟
- لن أسمي. ولو لم يكن هناك مذيعون مملّون لَكانوا نجحوا جميعاً.
? وكيف تفسر سبب استمراريتهم على الشاشة؟
- لن يستطيع 3 أو 4 مذيعين محبوبين على الشاشة أن يغطّوا 6 أو 7 أيام أسبوعياً. وإذا ضربنا هذا الرقم بثلاث أو أربع محطات، فهذا يعني أن هذه الشاشات تحتاج إلى 35 مقدّماً، ولا يعقل أن يكون كل هؤلاء بالمستوى نفسه، ولا شك في أن هناك تفاوتاً بين مذيع وآخر «منهم المهضوم ومنهم غير المهضوم».
? لعل الأمر الأكثر أهمية في تجربتك الإعلامية أن الناس يتابعون برنامجك أياً كان ضيفك؟
- الناس، بعقولهم وقلوبهم، يحبون متابعة الإعلامي الذي يشبههم، القريب منهم، غير الكاذب وغير المتملِّق والذي لا يساير السياسيين. أما الباقون، فسيتساقطون الواحد تلو الآخر.
? ولن يبقى سوى هشام حداد؟
- أبداً. بل لن يبقى سوى هذا النوع من المقدّمين.
? وكم يوجد مقدّمون مثلك؟
- هم موجودون. هناك مالك مكتبي وجو معلوف وغيرهما.
? ستُتهم بأنك اخترتَ مذيعَين من المحطة نفسها التي تطلّ أنت على شاشاتها؟
- غير صحيح. فمثلاً يعجبني وليد عبود وأجد أسلوبه لذيذاً كما هناك طوني خليفة الذي يتكلم بلغة الناس.
? ما رأيك في ترشح طوني خليفة للانتخابات النيابية؟
- بيجنن.
? هل أنت معه؟
- نعم.
? ما رأيك بهجمة الإعلاميين على الانتخابات النيابية؟
- عندما يخسرون جميعاً سيهدأون.
? تحكم عليهم بشكل مسبق؟
- لأن اللوائح التي يختارون الترشح فيها ليست مناسبة، ولا تتناسب مع جهدهم الشخصي.
? ألم تفكر في الترشح للانتخابات؟
- لم يبقَ أحد إلا وعرض عليّ الترشح للانتخابات ولكنني رفضتُ، لأن هذا الأمر لا يعني لي شيئاً. نحن في مرتبة أعلى من مرتبة النواب. ليس لأنني مهمّ، بل لأن كل الناس يحبونني وفي حال أصبحتُ نائباً ستحبني فئة واحدة منهم فقط.
? هل تجد أن هناك مَن غرّر بالإعلاميين؟
- «فكَّروا فيها شي»! (يقصد النيابة).
? ما سبب سخريتك من زميلتك في الـ «أم تي في» جيسيكا عازار حين قلتَ إنها لا تفقه شيئاً في السياسة بعدما أعلنت ترشحها للانتخابات النيابية؟
- الوسط الإعلامي معروف. ليس عيباً، هي تقرأ أخبار عبر جهاز «تيلي برومبتر». برنامجي انتقادي ساخر وأنا لا أتوجّه إلى أحد على المستوى الشخصي، وهناك أشياء يمكن قولها وأخرى لا يمكن قولها.
? وهل ترى أنهم سيفقدون صدقيّتهم كإعلاميين عندما يعودون إلى الشاشة؟
- بل سيتحولون من إعلاميين ناجحين إلى مرشّحين خاسرين. وهم سيستمرّون مرشّحين خاسرين مدى الحياة حتى لو عادوا إلى الشاشة.
? هل تعتبر أن ترشّحهم للانتخابات خطوة ناقصة؟
- الإطلالة التلفزيونية تكون مبنية على شعبية معيّنة لدى المشاهدين، ومَن يستمر على الشاشة فهذا يعني أن الناس يريدونه، ولكن عندما يخسر في الانتخابات فهذا يعني أن الناس لا يريدونه وهذا الأمر يعدّ فضيحة له، ويعني أن الناس لم يعودوا يريدونه حتى على الشاشة، لأن مَن يأتمن الإعلامي في بيته، يفترض أن يأتمنه على تمثيله النيابي.
? هل تعتقد أن طوني خليفة سيندم لأنه ترشّح أيضاً للانتخابات؟
- لا أعرف ما إذا كان سيشعر بالندم، ولكنه لن ينجح في الانتخابات النيابية، لأنه في لائحة مصباح الأحدب التي تملك نسبة حظوظ لا تتعدى الـ 1 في المئة في طرابلس. وفي حال توافر لها الحظ، فإن الصوت التفضيلي سيكون من نصيب مصباح الأحدب وليس طوني خليفة. وهذا يعني أنه سيخسر.
? وهل يمكن أن تترشح للانتخابات النيابية، لأنه يبدو واضحاً حبك للسياسة؟
- كل شيء وارد. أحب السياسة كثيراً، وهي غرامي وكل حياتي. أنا أتنفس سياسة.
? هل يمكن أن تتجه إلى السياسة بعدما تملّ من الإعلام؟
- هما لا يتعارضان، شرط أن يدرس الشخص حركته وظروفه جيداً.
? هل نفهم أنك لا تريد أن تدخل المعترك السياسي حالياً، لأنك غير راضٍ عن الأجواء السياسة في لبنان؟
- لا علاقة للجوّ السياسي. مَن يخُض معركته، يجب أن يخوضها حتى النهاية، ولكن يجب التحضير لها جيداً. هناك عوامل عدة تؤدي دوراً عند الإقدام على خطوة مماثلة، وليس محبة الناس فقط، وإن كانت مهمّة جداً.