تركي العازمي / البساط الأحمدي!

تصغير
تكبير
السكوت لا يعني الخضوع لأمر الواقع وقبول تداعياته... السكوت يعني التأمل الذي يعطي مساحة من الروحانية يتمتع بها العاقل الراغب في معاينة الحدث دون انفعال.
نسكت عن تصرف سلبي شاذ، ونهجر تداعياته لأن الدخول في المهاترات يعني الانسياق وراء العاطفة وهوى النفس، لاسيما عندما يكون التصرف مندرجاً تحت اللامعقول اجتماعياً، أخلاقياً وسياسياً.
شهدت الساحة تجاذبا، ومصطلحات، ونبرة صوت غاضبة، وهي مستجدات دخيلة على المجتمع الحضاري المتمسك بعادات وقيم الجيل السابق الذي اتسم بالحكمة والروية.

إننا ننبذ كل ما يثير عواطف عامة المجتمع، ونشكو أمرنا للمولى عز وجل فهو المسير لأمور انقلب فيها السحر على الساحر، وظهرت علامات تعجب شقت جدار كان حتى الأمس القريب من أطيب الجدران، ولمعان أخلاقه لوحة فنية رسمت عليها صفات المجتمع الكويتي الطيب المتآخي المتحاب.
وصفنا العنوان «البساط الأحمدي» رغبة منا في إيقاف العوامل السيكولوجية السلبية التي تدفع بالأنفس إلى خانة الانفعال غير المسؤول، وتدخلت حتى في النوايا. كنا نطالع ونراقب ونشعر بضيق داخل مخيلتنا، ولا حول لنا ولا قوة إلا بالمولى العزيز الكريم.
نعم... فنحن نريد عامل التهدئة، وعدم المساس بالدستور، وعدم خدش الجوانب الحساسة في مجتمع جبل أهله على عادات في غاية الروعة. نريد أن يتغلب العقل على دوافع العاطفة الشخصانية لنجلس حول الطاولة المستديرة الكبيرة، أو المستطيلة، التي تستطيع ضم الأطراف المختلفة، ويبسط على سطحها بساط أحمدي تقذف الأطراف المختلفة عليه شوائب الأنفس، ويأتي الحكماء بأيديهم الطيبة لتسحب البساط عن المختلفين.
بعد هذا، يطرح الحكام العقلاء تصوراتهم، وحينئذ تكون الأنفس فرغت من محتواها الغاضب المختلف لتتم معالجة الأمور بشكل يرضي جميع الأطراف، ويرسم الابتسامة على محيا الجميع.
أيها «الزعلان»، «الغاضب»، المستثار، هون من روعك وتماسك فأنت أمام اخوتك فيهم البدوي، الحضري، السني، الشيعي، وجميع الحاضرين المتابعين للأحداث قد ضمهم ولاء لهذا الوطن المعطاء.
أعطونا دولة المركز الاقتصادي والتجاري الذي نحلم به، وفروا لنا الخدمات الطبية، الإسكانية، التعليمية، الاقتصادية، حسب ما هو متبع في الدول النامية التي لا تدخل الدوافع الشخصية في رسم خططها الاستراتيجية... إنه العقل يا سادة وسيدات المجتمع فتمسكوا بعاداتنا وقيمنا واتركوا عنكم العاطفة. والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي