في الفيلم الأميركي الجديد Death Wish ـ «أمنية الموت»، يفجع البطل بروس ويليس، الذي يقوم بدور طبيب من مدينة شيكاغو، بوفاة زوجته ودخول ابنته في غيبوبة بعد هجوم مسلح على منزله بقصد السرقة. يذهب للبحث عن المتسبب مع رجال الشرطة، ويقال له بأن هناك حالات كثيرة لم يعثر فيها على الجاني... فيضطر للبحث عن القتلة، ويحاول وقف الاعتداءات بنفسه، وهنا تختلف وسائل الإعلام في تصنيفه، منها من يرفض سلوكه في ظل وجود القانون، وبعضها يشيد به بعد بلوغه حالة من اليأس من عدم تطبيق القانون ولقّبه بـ «الملاك».
كنت أتمنى أن يقوم أحد المؤلفين بكتابة فيلم كويتي، يروي قصة معاناة تفشي الفساد في مؤسسات الدولة، العام منها والخاص، ويحاول نقل ما يثار في الدواوين. فمن غير المعقول أنه لا يوجد فاسد قد تمت محاسبته... والجميع يعلم بأن جميع المؤشرات الدولية تؤكد اننا نمر في منعطف خطير تستدعي معه الضرورة، وقف غول الفساد.
الجميع ينادي بتطبيق القانون واحترامه وأن يكون الجميع سواسية، وفق ما نصت عليه المواد الدستورية. وفي المقابل نلاحظ أخطاء ترتكب ولا يحاسب عليها أحد. وفي بعض الأحيان نجد البيروقراطية أو «المفاضلة» أحد أسبابها، ووصل الحال بأن تكون «الواسطة فوق القانون».
إذا كان لدينا قصور تشريعي يعالج الإخفاقات، فلم لا تتم معالجته؟
نريد فيلما آخر يروي قصص تردي التعليم ومستوى الخدمات الصحية والطرق وخلافها ووفق القانون... فنحن وإن رأينا إننا نرغب في توفير تعليم جيد فنحن لا نملك «المال الكافي» ولا يسمح لنا بإقامة مدارس جيدة المستوى.
ونحن لا نملك «المال الكافي» لجلب أفضل المراكز الطبية العالمية لتقديم خدمات أشبه بما يقدم في أميركا... وعلى الأقل نريد فيلما يروي حكاية النهوض بالتعليم في سنغافورة وإسقاط التجربة على الكويت ووضع تصورات تنتشل التعليم من حالات التيه الذي تعيشه مدارسنا.
الزبدة:
لقد وضّح المشرع الكويتي في كثير من المواد الدستورية، أهمية توفير رعاية صحية وتعليم ومساواة وتكافؤ فرص، وحدد القانون الأطر المتبعة في القبض على سراق المال العام، وحددت قوانين الخدمة المدنية وإن كانت بحاجة إلى تعديلات الأطر والمعايير في التعيين بالمناصب الإشرافية والقيادية... لكن أين التطبيق؟
لنترك الفيلم الأميركي جانبا ونتساءل: ما الذي يعاني منه المواطن البسيط؟ وماذا يشعر إزاء التجاوزات التي لم يحاسب مرتكبيها؟
لذلك? نطالب أصحاب القرار بالبحث ورصد ما يذكر في الدواوين وما تعرضه وسائل التواصل الاجتماعي... إنها تنقل ما يعاني منه الشعب وهو مثبت في تقارير دولية، وهم ونحن مع تطبيق القانون والعمل على إزاحة كل القيادات المقصرة واستبدالها بالكفاءات ومحاسبة كل متجاوز على المال العام أو من كان له يد في العبث بالوحدة الوطنية وهذا يحتاج إلى فيلم طويل... الله المستعان.
[email protected] Twitter: @Terki_ALazmi