No Script

الفرقة قدَّمت حفلها «التاريخي» على خشبة «اليرموك الثقافي»

«مقام أوكسفورد»... الغناء في مصر الخديوية!

تصغير
تكبير

نحن لا نستطيع العودة إلى مرحلة تاريخية سابقة!
 لكن فرقة «مقام أوكسفورد» تملك هذه القدرة، بل إنها نفذتها على أرض الواقع بالفعل، عندما اصطحبت الجمهور، في مسرح «اليرموك الثقافي»، في رحلة عكس اتجاه الزمن إلى مصر في الحقبة الخديوية، عن طريق استحضار الغناء المصري في تلك المرحلة التاريخية، انطلاقاً من قاعدة أن «الغناء مرآة المجتمع»!
 ففي أمسيةٍ غنائية استثنائية استضافت دار الآثار الإسلامية، ضمن موسمها الثقافي الـ 23، فرقة «مقام أوكسفورد»، التي تزور الكويت للمرة الثانية، لتستحضر أمام الجمهور ملامح «مصر الخديوية»، عن طريق الشدو بالأغاني التي كانت تنتشر في «المحروسة» بين العامين 1860 و1930، وعلى أجنحة الطرب سافر الحضور الحاشد إلى عصر غير العصر، وناس خلاف الناس، فيما بقي الفن هو الفن، وإن تباينت ملامحه!
 بدأ الحفل الذي حمل عنوان «الغناء في مصر الخديوية»، وحضر بين جمهوره مدير إدارة البرامج الإعلامية والتقنية والعلاقات العامة في دار الآثار الإسلامية أسامة البلهان وعضو ديوانية الموسيقى صباح الريس والفنان البحريني القدير سليمان زيمان، بكلمة قصيرة لصباح الريس، رحب فيها بالجمهور «في هذه الأمسية الغريبة» (وفقاً لتعبيره)، مقدماً فرقة «مقام أوكسفورد»، لافتاً إلى «أن هذه هي المرة الثانية التي تحيي فيها حفلاً على أرض الكويت، وكان الأول في مركز الشيخ جابر الثقافي»، شاكراً الفنان أحمد الصالحي على حضور الفرقة في دار الآثار الإسلامية.
 الريس كشف النقاب للجمهور عن «أن أعضاء الفرقة مزيج ما بين العرب والأوروبيين، وجميعهم يعيشون في لندن ويتقنون العزف على الآلات الموسيقية العربية، وتتكون الفرقة من المطرب وعازف العود الفنان طارق بشير، والمطربة يارا صلاح الدين، ومارتن ستوك (القانون)، وأحمد الصالحي (الكمان)، وسالار أسيد (الفيولا)، ومالاكي أونيل (كونترباص)، وإيريك ساموثراكيس (الإيقاع)، وشريف زكي (الرق)».
 بدوره تحدث الفنان طارق بشير شاكراً الريس «على هذه الدعوة الكريمة، لكي نكون ضمن أنشطة برامج دار الآثار الإسلامية، حيث قدمنا في العام الماضي حفلنا الأول في مركز الشيخ جابر الثقافي وهي من أجمل الحفلات التي قدمناها»، متوجهاً بالشكر للجمهور على الحضور، مكملاً: «الليلة سنقدم موسيقى عصر النهضة في مصر الخديوية من الفترة 1860 إلى 1930، حيث ستكون هناك ثلاث وصلات غنائية: وصلة نهاوند، ووصلة سيكاه، ووصلة طرب المقاهي».
 بعد ذلك استهلت الفرقة «حالتها الطربية الخديوية» التي أطلقت عبقها عبر المسرح، وسرعان ما وجدت طريقها إلى الحضور، فقدمت الجزء الأول «بشرف نهاوند» لعثمان بك الطنبوري، أعقبتها بموشح «رشيق القد» لمحمد المسلوب، وبعدها موشح «رماني بسهم هواه» لداوود حسني، وآخر وصلة النهاوند كانت دور «في زمان الوصل» لمحمد المسلوب.
 وبعد ذلك حان وقت الجزء الثاني، لتقدم الفرقة باقةً من الأغاني، والبداية كانت مع «بشرف قرة بطك سيكاه» لخضر أغا الكماني، ثم موشح «بنت كرم» لزكريا أحمد، وبعدها قدمت موال «قم في دجى الليل» وقصيدة «غيري على السلوان»، وهي من النوع المرتجل.
 أما وصلة الحفل الختامية فكانت «طرب المقاهي»، وقدمت خلالها الفرقة ثلاث أغاني تنافست في روعتها، الأولى بعنوان «صبرت ونلت»، والثانية «اسمع أغاني المهدية»، والثالثة «تعال بنا يلا نتفسح»... وعندما توقفت الموسيقى والغناء، أفاق الجمهور عائداً من رحلته الاستثنائية عبْر الزمن، التي لا شك أنه سيظل يتذكرها لفترة طويلة آتية!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي