رواق

المرحوم المشهور

تصغير
تكبير

ظاهرتان تتكرران كلما تكرر موت مشهور، الأولى أن يتفق الجميع على معرفته، والثانية أن يختلف هؤلاء الجميع بينهم حول الترحّم عليه من عدمه، منقسمين بين معسكري يجوز ولا يجوز.
 وظهرت الظاهرتان مع ظهور «السوشيال ميديا» التي غيّرت حتى ظاهرتي الموت والولادة، وكأن قبل ظهورها لم يمت أحد... فحتى الموت ناله من التطور جانباً عندما أقدم مصمم الأزياء البريطاني الكسندر ماكوين على الانتحار في العام 2010، إذ اقتصر خبر موته حينها على فجيعة كم «فاشينستا» لا تعرف سبب الوفاة، واستغراب كم ناشط في «السوشيال ميديا» يسألون عن هوية المتوفي. بعد أربع سنوات، فارق الروائي الكولومبي الحائز على جائزة «نوبل» غابريل غارسيا ماركيز الحياة عن 87 عاماً، فالتبس خبر الوفاة على البعض بينه وبين لاعب برشلونة، ليكشف الفرق بين من يفكر بعقله ومن يفكر بقدمه.
 وقبل أيام، عندما رحل ستيفن هوكينغ، تحولت وفاة عالم الفيزياء إلى ظاهرة فيزيائية بمعرفة الجميع به، والفضل للمواقع البحثية والأجهزة الذكية. وبعد اتفاق الجميع على معرفته، اختلفوا حول الترحّم عليه... هو الذي لو أتيح له الاختيار، لاختار ألا يترحّم عليه أحد. وتحوّلت الرحمة إلى عبادة، يستفتى فيها أهل الإفتاء منذ ستيف جوبز الذي شغل البرامج الدينية باتصالات تستفسر عن جواز الرحمة عليه، مروراً بسرديفي كابور عندما دخلت الفنانة أحلام على خط الفتاوى لتستنكر قيام الزميل عبدالله النعيمي بالترحم عليه، وانتهاء بهوكينغ الذي ترحّم عليه البعض نكاية بالبعض الآخر، ومن رحمة الله علينا أنه احتفظ بالرحمة لنفسه ولم يتركها لبعض البشر الله... يرحمنا منهم.


 reemalmee@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي