حوار / تحدّث عن رأيه في برامج الهواة وتعاونه مع وسّوف وغناء مغنية لـ «بعدو الحليوة»
وليد توفيق لـ «الراي»: أحببتُ «ذا فويس كيدز»... ولا مقارنة بين الساهر وحماقي!
لا أحب أن أكون راكداً...
مع أنني لو عشتُ
على قديمي فلن أحتاج
إلى الجديد
أعتبر سعاد محمد
أهمّ صوت في العالم العربي
بعد وديع الصافي
كنتُ أظنّ أن باسم مغنية
سيغني «بعدو الحليوة»
لزوجته ولم أعتقد
أنه سيطرحها على الهواء
جورج وسوف أَحبّ
أغنية «يا عمر»
ونحن بانتظار شفائه
ليدخل الاستوديو ليغنيها
«النجم العربي» وليد توفيق يعيش حالة لافتة من النشاط الفني على صعيدين، ففيما يطرح أغنيات جديدة في فترات متقاربة، أعاد أخيراً قطف زهراتٍ من رصيده القديم وقدمها في قالب موسيقي حديث!
«الراي» التقت توفيق، وسألته عن السبب وراء معاودته صبَّ شرابه القديم في أكواب جديدة، ولماذا ما دامت جعبته ممتلئة بالجديد أصلاً؟
الفنان وليد توفيق لم يتحدث عن فنه فقط، بل تطرق إلى المشهد الفني بعموميته، وخصوصاً برامج الفنانين الهواة، وصراع الأجيال على الساحة الغنائية.
«أحببتُ (ذا فويس كيدز)... وهناك فارق بين كاظم الساهر ومحمد حماقي».
هكذا يعبِّر توفيق عن إعجابه ببرنامج مسابقات المطربين الأطفال، منتقداً بعض برامج الهواة التي تقسم الشعب العربي إلى جماعات متنافسة من أجل ربحية البرامج، بدلاً من أن يكون هدفها هو توحيد هذا الشعب، ومشيداً بدور الفن في هذا الجانب... وفي نقطة أخرى، تطرق إلى الأغنية التي لحنها للفنان جورج وسوف، مشيراً إلى أنه ينتظر حتى يتماثل الأخير للشفاء كي يسجلها بصوته، كما عرج على أغنيته «بعدو الحليوة» التي غناها باسم مغنية، ثم طرحها في فيديو كليب... مدلياً بآرائه في قضايا أخرى تأتي تفاصيلها هنا:
• طرحتَ أخيراً مجموعة أغنيات قديمة لك بتوزيع جديد، فما الأسباب التي دفعتْك للاستعانة بقديمك ومعاودة تقديمه؟
- إلى جانب تجديد أغنياتي القديمة، أنا أطرح دائماً أغنيات «سنغل» جديدة.
وقد طرحتُ أخيراً «عاشق أنا»، وقبلها بشهرين أغنية «الدنيا ماشية» وقبْلهما «حبينا». ولكنني، كما كل الناس، لدينا حنين للأغنيات القديمة، وأنا أُطالَب دائماً في حفلاتي بتقديم أغنياتي القديمة إلى جانب الجديد منها، ولذلك قررتُ اعتماد طريقة جديدة هي تقديم مقطع من كل أغنية قديمة كي ألبي طلب الناس وأقوم بإرضائهم. من هذا المنطلق فكرتُ بيني وبين نفسي: لماذا لا أعيد تسجيل أغنياتي القديمة وأطرحها بطريقة جديدة كي تظل مستمرة وحيّة في قلوب الناس.
• أليس من الممكن أن يقول البعض إنك تعاود صَبّ شرابك القديم في أكواب جديدة؟
- الحقيقة أنني لجأت إلى تسجيل أغنياتي مع الموسيقى التي ترافق غنائي لها على المسرح هذه الأيام، وهي طريقة جديدة ومعتمَدة حالياً. وقد اعتمدتُ هذه الطريقة خلال ظهوري في برنامج «ديو المشاهير» وحصدت صدى إيجابياً جداً. والمسألة لا تتعلق بمجرد الاستعانة بأعمالي القديمة وحسب، فأنا في الأساس لا يمكنني أن أستغني عنها، بل أنا أفاخر بها لأنها كلها ناجحة والحمد لله، ومع ذلك نحن ماضون في التجديد دائماً، وأنا لا أحب أن أكون كالمياه الراكدة، مع أنني إذا عشتُ على أغنياتي القديمة، فلن أكون في حاجة إلى تقديم أي جديد.
• في رأيك، لماذا هناك يُقبل الجمهور على الأغنيات القديمة للفنان أكثر من أغنياته الجديدة، هل لأن مستواها الفني أعلى؟
- لا شك في أن مستواها الفني كبير، ولكن كي أكون صريحاً وحقيقياً، أجد أن لهذا الأمر تفسيراً يتعلق باختلاف الأجيال. فالجيل القديم يحب الأغنيات القديمة لأنه تربى عليها ويشعر بالحنين حيالها لأنها ترتبط عنده بذكريات معينة، ولذلك من الصعب جداً أن يتقبل الأغنيات الجديدة. مثلاً والدي لم يكن يسمع عبدالحليم بل كان يفضّل أغنيات عبدالوهاب، لأنه من الجيل الأقدم من جيل عبدالحليم، ووالدتي كانت تسمع أم كلثوم وأسمهان، وشقيقتي كانت تحبّ وردة. وكما أن هناك جيلاً تربى على الأغنيات القديمة، فهناك جيل جديد يفضّل الأغنيات الجديدة. في المقابل لا يمكن التعميم والقول إن كل الناس يحبون الأعمال القديمة، ولكن عندما يطلّ فنان صاعد ويقدم أغنية لوردة أو لعبدالحليم مثلاً فإنه يذكّر الناس بهما. هناك صراع دائم بين الأجيال.
• تريد القول إنها سُنة الفن، كما أنها سُنة الحياة؟
- بالفعل، والدليل أنني قبل فترة استرجعتُ عبر الإنترنت مقابلة للفنان الراحل فريد الأطرش مع المذيعة ليلى رستم، ووجدتُ أنه يشكو مما نشكو منه نحن اليوم، كما أنني سمعتُ مقابلة لزكريا أحمد كان يمتدح فيها صوت كارم محمود الذي كان صوتاً صاعداً حينها، وقال أتمنى ألا يصيبه الغرور، وأشاد أيضاً بصوت سعاد محمد التي كانت يومها في بداياتها - وبالمناسبة أنا أعتبرها أهمّ صوت في العالم العربي من بعد وديع الصافي - وقال أتمنى ألا تتغيّر وتقدم أغنيات هابطة كما فعل غيرها. أي أن صراع الأجيال لطالما كان موجوداً وهذا أمر طبيعي.
• طرح الفنان باسم مغنية أغنيتك المعروفة «بعدو الحليوة» بتوزيع جديد، وصوّرها مع زوجته بطريقة الفيديو كليب. فهل تفضّلها بالتوزيع الجديد الذي قدّمه المطرب، أو أنك تفضّلها بالنسخة القديمة؟
- الأخ باسم مغنية صديق، وكلّمني بشأن الأغنية، وأنا اعتقدتُ أنه يريد أن يهديها كأغنية خاصة لزوجته وليس أن يغنّيها. وعندما طرحها استغربتُ لأنني أعرف أنه لا يغني، ولو قال لي إنه يريد أن يغنيها لكنتُ قلت له الأغنية موجودة في السينما والناس يحبونها مني ومن صباح الجزائري. حتى انني كنتُ قد أعدتُ تسجيلها مع الفنانة فلّة، وهي غنّتها باللغة «الأمازيغية» وأنا بالعربي، ولكن الناس لم يحبوها كما أحبوا النسخة الأصلية التي غنيتُها في فيلم «سمك بلا حسك». باسم طرح الأغنية على شكل فيديو كليب وهو مشكور. عبد الوهاب وبليغ حمدي قالا لي: بمجرّد أن تطرح الأغنية فإنها لا تعود ملكنا بل تصبح ملكاً للناس.
• هل نفهم أنك انزعجتَ، لأن ظنّك لم يكن في محله، وخصوصاً أنك فوجئت بأن باسم مغنية طرحها بطريقة الفيديو كليب؟
- أبداً لم أنزعج على الإطلاق، حتى أن هناك مَن يرقص على أغنية «دقوا الطبل مع المزامير». وعندما يقع الاختيار على هاتين الأغنيتين فهذا مردّه أنهما جيدتان ومحبوبتان، وإلا لكانت تمت الاستعانة بغيرهما من الأغنيات. ولكن المستفيد من وراء إعادة تقديم أي أغنية هما الشاعر والملحن لأنها ملكهما، وعند إعادة طرحها مرة ثانية فإنهما يستفيدان مادياً.
• ثمة عمل مرتقب من ألحانك بصوت جورج وسوف من خلال أغنية «يا عُمُر». كيف تتحدث عن هذا التعاون؟
- أنا وجورج وسوف في حال تواصل مستمرة منذ نحو عامين. وكنتُ قد سجّلتُ لحن «دار الزمان» ووضع الوسوف صوته عليها، ولكنه عندما سمع «يا عمر»، وهي أغنية كنت قد لحّنتُها لي وهي من كلمات نادين أسعد أحبها كثيراً، ونحن في انتظار أن يصبح في وضع صحي أفضل كي يدخل الأستديو ويتحفنا بصوته.
• نحن اليوم نعيش زمن برامج الهواة. فهل أنت من محبيها؟
- أحببتُ «ذا فويس كيدز» كثيراً.
• وماذا عن «ذا فويس» (للكبار) وبرامج الهواة الأخرى، وما موقفك مما قاله أحد الملحنين المصريين من أن أصوات المشتركين أهمّ من أصوات بعض أعضاء لجنة التحكيم، وأنه لا يحق لهم أن يقيّموا أصواتاً؟
- كنجوم، هُم لا غبار عليهم، أما كبرامج فهي برامج ترفيهية، والنجوم هم مَن يستفيدون منها أكثر من المشتركين، لأنهم بفضلها أصبحوا أكثر حضوراً على الساحة منّا، بينما نحن نعمل ليلاً ونهاراً من أجل الظهور. كل العالم العربي يتابع هذه البرامج التي أَوْجدتْ نوعاً من التنافس بين الدول، ولذلك أصبح النجوم المشارِكون فيها محط أنظار كل الناس، وربما «يزمط» أحد المشتركين. أين الفنانون الذين تخرّجوا في برامج الهواة؟
• البعض منهم حصلوا على الشهرة بالفعل، وصاروا نجوماً؟
- ربما حصل على الشهرة اثنان أو ثلاثة لأسباب نعرفها، مع أن الجميع يملكون أصواتاً جميلة. أما الفنانون الذين يشاركون كأعضاء في لجان التحكيم في برامج الهواة فكلهم نجوم، ولكن لا يمكن أن نقارن كاظم الساهر مثلاً بمحمد حماقي. فهم استعانوا بحماقي لأنه نجم يجذب الشباب، أما كاظم الساهر فهو يمثّل ثقلاً فنياً وموسيقياً، فهو درس الموسيقى مثلنا ويحق له أن يقيّم أصواتاً.
• ألمح في كلامك تحفظاً عن لجان التحكيم، فهل الأمر كذلك؟
- ليس تحفظاً، بل هي رؤية موضوعية، فأعضاء لجان التحكيم نوعان: الأول مثقف موسيقياً ويقوم بدوره في تقييم الأصوات على أفضل وجه، ولا يمكن إلا أن نحترمه، والثاني يغنّي ودوره جذْب المشاهد في الوطن العربي لمتابعة البرنامج. برامج الهواة عبارة عن «لعبة تجارية» فنية، يتابعها الناس ويصوّتون للأفضل في نظرهم.
• تقصد أن الربح في هذه اللعبة يطغى على الفن؟
- أريد الإشارة هنا إلى أن النسخة الأميركية من «ذا فويس» تحقّق 50 مليون دولار، بينما تحقّق نسخته العربية 150 مليون دولار. والكارثة في العالم العربي أنهم يرفعون أعلاماً، وأنا أتحدى أن يفعلوا ذلك في النسخ الأجنبية من برامج الهواة، فهم لا يُقدِمون على ذلك كي لا يكونوا سبباً في تقسيم الناس. ما يحصل سبّب كارثة في العالم العربي، في حين أننا نبذل كل ما في وسعنا كي نكون أمة عربية واحدة. برامج الهواة كرّستْ نوعاً من التقسيم، لأن الجزائر تصوّت للمشترك الجزائري والعراقي للمشترك العراقي... الخ. نحن نعيش كارثة سببها بعض المسؤولين في الإعلام.
• وما رأيك في مستوى إليسا وأحلام في تقييم الأصوات؟
- هما نجمتان وموجودتان على الساحة، ولهما جمهورهما. كل واحدة منهما تعبّر عن رأيها ووجودها في البرنامج. كل ما يمكن أن أقوله إن النجوم هم المستفيدون من برامج الهواة. أنا لا أهاجم برامج الهواة، ولا مانع عندي من المشاركة فيها، ولكنني أحببتُ أن أقول الحقيقة للناس.