قبل الجراحة

تعريف الفساد

تصغير
تكبير

يبدو أن شهية الشعب في قرية خابوخي مفتوحة للحديث عن الفساد، أو أنها زادت في الأسبوع الماضي... وللعلم، فإن شهية الشعب الخابوخي تختلف باختلاف الأوقات... وإن كان حب الحديث عن الفساد لا يهدأ.
إنه الفساد... ذلك الشيء الذي يسهل الحديث عنه، وتسهل حياكة القصص والحكايات عنه، ويعتبر من المواضيع المحببة لرواد أي ديوانية في القرية... وهو الموضوع المفضل لأي مرشح... حتى في انتخابات المدارس، تجد أن الحديث عن الفساد له مكان.
إنه الفساد الذي يجيد المتعلم الحديث عنه... ويجيد المثقف الخوض فيه... ويجيد الجاهل الكلام عنه... ويتقن الفاسد الحديث والخوض والكلام عنه.


ولكي تتضح الأمور... نعم، لكي تبدأ القرية بالطريقة الصحيحة، يجب أن تضع تعريفات واضحة لكل شيء... لكي لا يتم الخلط بين الأمور، ويُتهم البعض بالفساد وهم أبرياء.
فهناك خلط كبير يقع فيه أغلبية الشعب الخابوخي!
فالشعب لا يستطيع التفريق بين الفساد، وبين شراء الولاءات وشراء الذمم...
فحكومة قرية خابوخي استطاعت أن تجد الفرق بين تعريف الفساد وتعريف شراء الولاءات وشراء الذمم.
فالفساد شيء مكروه وغير محبب ويعاقب عليه القانون... ويتم اتخاذ أشد الإجراءات ضد الفاسدين، والأهم هو تقديمهم للنيابة... وإن كانت قرية خابوخي لا تقدم للنيابة قضية كاملة، وإنما تقدم الأوراق التي تبرّئ من اتهمتهم بالفساد... وتخفي عن النيابة كل ما يدينهم.
أما شراء الولاءات وشراء الذمم، فله تعريف مختلف عن الفساد... وقرية خابوخي تعتبر شراء الولاءات من الأمور المحببة.
شكلت حكومة خابوخي كعادتها لجنة من أجل الوصول إلى أفضل تعريف للفساد وتعريف شراء الولاءات.
أوصت اللجنة برصد ميزانية لحملة إعلامية كبيرة...
حملة إعلامية هدفها توضيح التعريف الصحيح للفساد وتعريف شراء الولاءات... فالفساد يعتبر محرّماً في قرية خابوخي... أما شراء الولاءات وشراء الذمم، فهو ليس كذلك!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي