من طبيعتي، لا أحب العزومات والحفلات والأعراس بسبب الزحام البشري والضجيج الذي يكون فيها، وأحاول جاهداً لدى تلبية أي دعوة، ألا أطيل المكوث فيها، بل أحرص على أن أدخل بوضوح وبروز، وأن أنصرف منها بخِفية وخِفة، وأنا أسرق نفسي منها سرقاً بعد أن أكون جاملت وشاركت أهل الدعوة الكريمة مناسبتهم.
لكن بعض الدعوات تضطرك أن تتواجد فيها كل الوقت أو معظمه، خصوصاً إن كانت المناسبة لأحد الأقارب أو أحد الأصدقاء أو الجيران، حيث إن لهم حقاً واهتماماً من الطبيعي أن يكون أكبر وأكثر من غيرهم من أصحاب الدعوات الأخرى.
من هو أبو قفشة، الذي جاء عنواناً لهذا المقال؟ أبو قفشة هو شخصية حقيقية تتواجد تقريباً في كل مناسباتنا السعيدة، وبالذات التي تكون فيها بوفيهات العشاء في صالات وقاعات الاحتفالات. يكون أبو قفشة متواجداً مثله مثل بقية المدعوين، متهندماً متعطرا مرتدياً الغترة والعقال، ويتناول بيمينه فنجان القهوة ويتحدث مع من هم حوله حتى يحين وقت العشاء، ويأذن أهل المناسبة للمعازيم بالاتجاه نحو البوفيه.