ينتهز العالم العربي مناسبة اليوم العالمي للمرأة للكشف عن تناقضاته، التي كلما أراد إخفاءها، فضحها.
ففي هذا اليوم، ينقسم رجال العرب بين مهاجم لها ومدافع عنها. أما المهاجمون، وهم الأكثر وضوحاً على الأقل، يستكثرون على المرأة يوماً ولا يستكثرون على الرجل 364 يوماً في السنة... يعتبرون يومها بسنة، من شدة كرههم لها، وهذا الكره تفسره المغردة الشهيرة خالدة المخلد ببساطة بمقولة تستحق أن تُخلّد: «وراء كل كاره للنساء وحدة (مسطرته) في البيت». و«مسطرته» لفظة محلية تعني تصفعه، وهو تعبير مجازي لقمع امرأة واحدة تترجمها رغبته في قمع كل النساء.
هذه حال المهاجمين إذاً، فماذا عن المدافعين؟... بعضهم يحتفلون بيوم المرأة ويستكثرون عليها قرع جرس بورصة، حالهم حال الفنان الراحل خالد النفيسي حين وقف مدافعاً عن المرأة في خطبة عصماء في مسرحيته الشهيرة «حامي الديار» وفق حملته الانتخابية التي اقترح فيها للحامل صوتين، وما إن فرغ من خطبته العصماء، حتى ختمها بعبارته الأصدق «أيتهن النسوة... على مطابخكن».