«ضباط عراقيون أقرّوا بصلابة الشعب الكويتي ورفضه للاحتلال»

محمد الصباح: الوثائق العراقية كشفت أن عملية احتلال الكويت «حنشل»

تصغير
تكبير

كانت المقاومة الكويتية والعصيان المدني هاجس الجيش العراقي «الجبار»

ساسون: كان على السفيرة الأميركية القول «إنك يا صدام إن تعرضت للكويت سنبيدك ونسحق جيشك»

مترجم صدام عن اللقاء مع السفيرة الأميركية: «في حياتي كلها لم أرَ هذا الأمر مترجمان يترجمان وهؤلاء لا يفهمون أي شيء»


أكد وزير الخارجية السابق الدكتور الشيخ محمد الصباح، انه للمرة الأولى يستمع للمعلومات التي طرحها الدكتور جوزيف ساسون، من خلال وثائق الجيش العراقي، مبينا ان الرواية التي اعتدنا سماعها هي رواية اهل الكويت وما عانوه من الظلم والقتل والارهاب العراقي، مشيرا الى ان هذه الوثائق تدحض الادعاءات التي ساقها النظام العراقي البائد حول دواعي الغزو الغاشم، وتبين جليا ان دواعي الاحتلال هي نهب ثروات الكويت وهي عملية «حنشل» (في لغة اهل البادية تعني السرقة).
وقال الصباح على هامش المحاضرة التي اقامتها وحدة الدراسات الاميركية واميركا اللاتينية اول من امس في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت، بعنوان «غزو الكويت عبر الوثائق العراقية»، ان المحاضرة القيمة للدكتور جوزيف ساسون من جامعة جورج تاون، تكمن اهميتها في نقاط عدة، منها ان موقع المحاضرة في جامعة الكويت وامام طلبة لم يكن احد منهم مولودا في ذلك الحين، ليذكرهم بما تعنيه احتفالاتنا في هذه الايام.
وأشار إلى ان اهمية المحاضرة تكمن ايضا في الرواية التي رواها علينا الدكتور ساسون، أنها «من فحوى الوثائق العراقية الخاصة بالجيش العراقي ابان فترة الاحتلال، عندما يتحدث الضباط العراقيون في ما بينهم عن صلابة الشعب الكويتي ومدى رفضه لهذا الاحتلال والعصيان المدني، وكيف كانت المقاومة الكويتية هاجساً للجيش العراقي الجبار، الذي احتل الكويت في ذلك الوقت».


وتابع أن «الدكتور ساسون بيَّن من خلال الوثائق الرفض الكويتي لهذا الاحتلال كان هماً كبيراً جدا للقيادة العراقية الغابرة، متمنيا ان يظهر هذا الكتاب الذي اعده الدكتور ساسون في اسرع وقت، ليطلع العالم على أحداث الاحتلال من واقع الرواية العراقية العسكرية الرسمية لما حدث في الكويت عام 1990».
وبدورها قالت استاذة العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتورة حنان الهاجري، ان «الدراسة التي قام بها الدكتور ساسون مهمة جدا، خاصة انها تعرض وجهة نظر الجانب العراقي وتوثق الاحتلال العراقي للكويت، من واقع وثائق الجيش العراقي في ذلك الوقت»، مبينة انه «امر نطلع عليه للمرة الاولى».
وفي محاضرته، قال ساسون ان «القيادة العراقية أعلنت في اليوم الاول من الغزو استعادة ما هو حق لها كما تدعي، ولكن انا اعتقد انه بعد شهر من الاحتلال بدأ التحول في التفكير»، مبينا ان «القيادة العراقية بعد ان انتهت الحرب العراقية - الايرانية، وكان لديهم ما يربو على مليون جندي فائض دون عمل، فخوفا من توجههم للعمل في الداخل اتجه لاشغالهم في حرب جديدة لنهب الموارد من الكويت».
وأضاف ان «الرسائل التي بعث بها الجنود العراقيون لاهاليهم في شهر يوليو، كانت تبين استياء الجنود العراقيين من ارسالهم للصحراء في شمسها الحارقة، مع قلة المياه والمؤن، فكان لابد من اشغالهم عن الداخل بحرب جديدة»، موضحا ان «علي حسن المجيد ذكر في عدد من الوثائق بعد ان اعترض عليه عدد من قادة الجيش على تدمير البنى التحتية لدولة الكويت، بحجة انها جزء من العراق، فرد عليهم انهم لا يهتمون بما فوق الارض، بل نحن نريد ما تحت الارض».
وذكر ساسون ان «صدام حسين لم تكن لديه ايديولوجية محددة فهو يتجه للامور العملية مباشرة، فعندما كنت اعمل على اعداد كتاب عن صدام حسين وحزب البعث العراقي، قابلت مترجم صدام، وهو الوحيد من الجانب العراقي كان مع صدام والسفيرة الاميركية (أبريل غلاسبي) ومترجمها قبل الغزو بأيام، فيقول المترجم (في حياتي كلها لم أرَ هذا الامر مترجمان يترجمان وهؤلاء لا يفهمون اي شيء)».
وتابع «فصدام كان يتكلم عن الغزو والاحتلال والسفيرة الاميركية كانت تتكلم بلغة ديبلوماسية لا يفهمها صدام، حيث كانت تؤكد على اهمية استقلال الدول وعدم تعطيل انتاج النفط وغيرها من الامور، التي اعتقد صدام بانها اشارة خضراء له من الجانب الاميركي لاحتلال الكويت»، مبينا ان «اللغة التي يفهمها صدام في ذلك الوقت والتي كان يجب ان تتحدث بها السفيرة الاميركية هي (إنك يا صدام إن تعرضت للكويت سنبيدك ونسحق جيشك)، ولكن هذا لم يحدث وخرج صدام من الاجتماع مبتسما ويقول لاتباعه ان (اميركا لا شأن لها في ما نتطلع إليه)».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي