حوار / «انبهرت بزيارتي الأولى للكويت... وشعبها راقٍ وطيب ويخشّ القلب بسرعة»
أبو لـ «الراي»: «ثلاث دقات»... ستبقى عالقة في «القلوب»!
بعد ظهور النسخة الإسبانية من أغنيتي اتُّهمتُ بالسرقة... وسخر مني كثيرون
لم أتوقَّع هذا الانتشار الهائل للأغنية في العالم وليس الوطن العربي فقط
ما دُمتَ تضحي من أجل شيء تحبه فـ «الأمر طبعاً يستاهل التضحية»!
«أبو» ليس لقباً اخترتُه
بل هو اسمي الفعلي
منذ السابعة اختصاراً
لاسم عائلتي أبو العينين
جديدي أغنية «شربات»
من تأليفي وألحاني
سأطلقها خلال أيام
بكلمات بسيطة
ولحن هادئ
«أبو»... في الكويت!
و«أبو» هو المغني الظاهرة الذي صنع «ثلاث دقات» صارت تدق على وقعها قلوب ملايين الشباب!
ففجأةً، وفي غضون بضعة أيام، أثار عاصفة غنائية تحمل اسم «ثلاث دقات»، وتحمل على أجنحتها اسمه الشخصي «أبو»، فهو مغنيها وملحنها وكاتب كلماتها في الوقت نفسه. وبرغم أنه لم يكن معروفاً للكثيرين، فإن الأغنية العاصفة التي اجتاحت مصر والعالم العربي، وأكثر من أربعين بلداً في أركان العالم الأربعة، وضعته في عين الشهرة، ليصبح ملء السمع والبصر، وتدق على «دقاته الثلاث في بضعة أيام!».
«انبهرتُ تماماً بالكويت، بلد منفتح وحضاري، وشعبه طيب وراقٍ».
هكذا بادر «أبو» مجيباً عن السؤال الأول في هذا الحوار الذي أجرته معه «الراي»، بمناسبة زيارته الأولى للبلاد، وبلهجته المصرية وصف الكويتيين بأنهم «شعب يخش القلب بسرعة»، واصفاً الطعام الكويتي باللهجة ذاتها: «أكلهم ما حصلش».
«الراي» سألت «أبو» عن أغنيته (الاستثنائية)، وكيف استطاعت أن تحقق كل هذا النجاح؟ وهل يتوقع لها البقاء طويلاً؟ وما الخطوة التالية غنائياً؟ وهل ينتوي الدخول في مجال التمثيل؟ وأسئلة أخرى كثيرة، أجاب عنها «أبو» بتلقائية واضحة، وبلا تحفظ... أما التفاصيل فتأتي في السطور الآتية:
• بدايةً، كيف رأيتَ الكويت في زيارتك الأولى لها؟
- بكل أمانة، أقل ما يمكنني قوله إنني انبهرت تماماً في زيارتي الأولى، فقد كنت دائماً أتخيل أنها بلد عادي أقرب إلى الانغلاق، لكن كل ذلك قد تغير في لمحة بصر، واكتشفت أن تصوراتي كانت خاطئة، عندما رأيت أنها بلد منفتح وحضاري وشعبها مثقف وراقٍ وطيب «ويخشّ القلب بسرعة»، كما أن أماكنها رائعة وطعامها «محصلش».
• ما قصة أغنية «ثلاث دقات» التي منحتك هذه الشهرة الكبيرة؟
- «ثلاث دقات» لم تُصنع لمهرجان «الجونة السينمائي»، وما حصل أنني كتبتها مع الكاتب والسيناريست تامر حبيب ولحنتها خلال وجودنا في منطقة الجونة، واكتملت الأغنية في شهر أغسطس الماضي، بعدها عدتُ إلى القاهرة وسجلتها، وفي المقطع الأخير كنتُ أتمنى أن تغنيه الفنانة يسرا بصوتها، وفعلاً اتصلت بها وأرسلت إليها الأغنية، فنالت إعجابها وسجلتها. بعدها أرسلتُها إلى صديقي المهندس نجيب ساويرس، وعندما سمعها قال لي: «أبو، لما سمعت الأغنية دي دمّعت من كتر ما هي رومانسية وبسيطة، وعايز أدعمك بأي طريقة»، فأخبرته برغبتي في تصويرها كفيديو كليب، وتم الاتفاق على تصويرها في الجونة، وخلال حضوري لمهرجان «الجونة السينمائي» وسط حضور العديد من النجوم، اقترحت على المخرجة مريم أبوعوف ان أصورها في تلك اللحظة، وأن تكون بعفوية وبمشاركة هؤلاء الفنانين، وحينها الجميع تطوّع للمشاركة.
• هل كنتَ تتوقع أن تحقق كل هذا الانتشار وتمنحك شهرة واسعة؟
- على الإطلاق، لم أكن أتخيل أن تحقق «ثلاث دقات» هذا الانتشار الكبير بل الهائل على مستوى العالم، وليس الوطن العربي فقط، حيث إنها وصلت إلى إسبانيا والولايات المتحدة الأميركية واليابان وأستراليا وغيرها من الدول وبالطبع «أنا مبسوط بهذا النجاح والحمد لله».
• لكن بعد ذلك «النجاح الهائل» وُجهت إليك الاتهامات بسرقة اللحن من أغنية إسبانية؟
- الحقيقة نقيض ما يقال تماماً، فأنا ملحن أغنية «ثلاث دقات»، لكن من غناها باللغة الإسبانية هو الفنان اللبناني جوني عوّاد، وهو مدرس لغة إسبانية استأذن مني بأن يعمل على ترجمتها وغنائها، ووافقت على الأمر «وهي أحلى نسخة عجبتني»، وفعلاً مستغرب كثيراً لأن «ثلاث دقات» غناها مطربون بأكثر من 40 لغة ولهجة منها الروسية واليونانية والأميركية واللبنانية والهندية، لكن عندما ظهرت باللغة الإسبانية فوجئتُ بأنني «اتهزأت في كل حتّة»، وقالوا إنني سارق اللحن وإن الأغنية قديمة، لكن في النهاية الناس عرفوا الحق.
• هل تعني أن هناك من يحاول تحطيم ما حققته من نجاح؟
- لا يمكنني أن أجزم بهذا الأمر، لكن عادة كما يقال «الشجرة المثمرة تقذف بالحجارة»، إذ عندما يحقق شخص جديد في المجال الفني نجاحاً كبيراً غالباً ما يصير عُرضة للمحاربة من الكثيرين، وبكل صراحة منذ أن أطلقت أغنيتي «ثلاث دقات» في السوق، وأنا أتلقى التهاني والإشادة من الفنانين الكبار مثل عمرو دياب ومحمد حماقي وإليسا وأصالة نصري وغيرهم.
• الأغاني القديمة التي قدمتها أم كلثوم وغيرها من النجوم بقيت راسخة في أذهان الكثيرين... فهل تتوقع لـ «ثلاث دقات» البقاء ذاته أيضاً؟
- بكل صراحة «نعم»، أتوقع لهذه الأغنية أن تبقى عالقة في أذهان وذاكرة ووجدان الجمهور عقوداً طويلة، «لأنها طالعة مصرية أوي» وتمثل الفن المصري.
• ومن أين تستمد كل هذه الثقة؟
- من أن الأغنية بسيطة في ألحانها وتوزيعها، وقد ابتعدتُ فيها عن التكنولوجيا التي غزت الفن العربي والعالمي، ففي السابق كنا نستمتع بالفن سواء عربياً أو غربياً، أما اليوم ومع دخول كل عوامل التكنولوجيا من «البيز» وغيرها من المؤثرات ضاعت جمالية الموسيقى، وشخصياً عندما قمت بتقليل ذلك خلال توزيع «ثلاث دقات» أصبحت بسيطة فنجحت، وأتمنى أن ينتشر هذا النهج الفني مجدداً.
• ما الخطوة الغنائية التي تعتزم اتخاذها في القريب؟
- جديدي سيكون أغنية بعنوان «شربات» من كلماتي وألحاني وغنائي، وسأُطلقها في السوق خلال شهر مارس، وقد اعتمدت فيها على الكلمة البسيطة واللحن الهادئ، لأنني كمتلقٍّ لا أحب «الفزلكة الزايدة في المزيكة ولا التوزيع»، وأنا على اقتناع بأنك كلما كنتَ بسيطاً ساعدك هذا على أن تحقق النجاح، وتضيف إلى أي عمل تصنعه، وهذه الأغنية أيضاً ستكون ذات طابع مصري بحت، وموضوعها عن المرأة المصرية، إذ يقول مطلعها: «آه وحشاني، وواحشني حاجات فيكي كتير/ زعلان منك وتعب بالي من التفكير».
• مع الكمّ الكبير من النجوم الشباب الموجودين في الساحة المصرية... هل تعتقد أنك تمتلك القدرة لإثبات نفسك؟
- لا أؤمن بشيء اسمه المنافسة خصوصاً في الفن، لأنك - على سبيل المثال - عندما تستمع إلى الإذاعة سيتم عرض أغنية لـ «أبو»، وتعقبها أخرى لعمرو دياب، وبعدها لأنغام... وهكذا، وبالتالي ستستمع للجميع والأجدر هو من سيفرض نفسه، وهو ما يحصل في سباق الجري ترى المتسابق يركز على خطواته من دون أن يتلفت إلى يمينه أو شماله كي لا يفقد مركزه المتقدم، وهذا ما أتبعه في مجالي الفني «أبص على آخر خط واجري، مش هاممني اللي حواليا».
• قدمتَ استقالتك من عملك في إحدى الشركات الخاصة من أجل التفرغ للفن... هل تشعر بالندم؟
- ما دمتَ تضحي من أجل شيء تحبه، بصرف النظر عما إذا نجحتَ أو فشلت، حينها تأكد تماماً أن الأمر «يستاهل التضحية دي طبعاً تستاهل». صديق حكيم في إحدى المرات أخبرني حكمة: «إن هناك نوعين من الندم، الأول هو شعورك بالندم على شيء فعلته، والنوع الثاني تشعر به في حال عدم قيامك بشيء تحبه، وهذا هو الأصعب»، لذلك استقلت من عملي في العام 2011.
• هل يعجبك مستوى الأغنية الشبابية المصرية اليوم؟
- كثيراً، ويمكنني القول إنه يصعد يوماً بعد يوم، لأن الأغنية الشبابية المصرية انتقلت من قالب واحد إلى أكثر من قالب، منها «البوب» والطربي وما يعرف بأغاني المهرجانات، التي على الصعيد الشخصي لا أحبها ولا أفضلها، لكن في الوقت ذاته لا أنكر أنها وصلت إلى الشارع بسرعة.
• هل تتقن الغناء بلهجة غير المصرية؟
- الفن لا حدود له، لكنني لا أُتقن الغناء بغير المصري، وأحب خوض تجربة الغناء باللهجة اللبنانية، لأنها الأقرب في النطق، أما اللهجة الخليجية فهي صعبة بالنسبة إليّ «في النطق»، لكن برغم هذا أعتزم أن أتدرب حتى أتقنها جيداً.
• هل من الممكن أن تقتحم عالم التمثيل؟
- قد أخوض هذا العالم في حال حصولي على تجربة جميلة وجيدة ومناسبة إلي، وفي الوقت نفسه لا يمكنني القول إنني أمتلك الموهبة التي تؤهلني لأصبح ممثلاً كبيراً، لكن في المجمل أنا لست من الأشخاص الذين يشعرون بالخجل لدى الوقوف أمام الكاميرا، وربما يعود ذلك إلى أنني في وقت سابق كنت قد التحقت بدورات خاصة بالتمثيل.
• لماذا اخترت لقب «أبو»؟
- في الواقع أن «أبو» ليس لقباً فنياً اخترته، بل هو اسمي الفعلي، وقد أطلقه علي مجموعة من الأصدقاء وأنا في عمر السابعة، خلال أيام المدرسة، اختصاراً لاسم عائلتي «أبو العينين»، ومنذ ذلك الحين بات أبو هو الاسم الذي يناديني به الجميع. وللعلم في كثير من الأحيان عندما يناديني الناس باسمي محمد لا ألتفت إليهم، ولكن عندما يقولون «أبو» ألبي النداء بسرعة.