«التربية» شخّصت الظاهرة في دراسة تربوية شملت 1200 طالب وطالبة في المدارس الثانوية
«التعليم المسائي»... هروب الطلبة من الالتزام!
- من الأسباب الأسرية الانزعاج والتوتر من كثرة اختبارات الصباحي وعدم متابعة ولي الأمر
- مبررات الطلبة أن المسائي يلبي احتياجاتهم وفرصة للخروج إلى سوق العمل صباحاً
- من الأسباب الصباحية الطاردة الالتزام بالواجبات المدرسية وصعوبة المناهج والزي المدرسي
- الدراسة رأت أنه إذا كان الشباب جهلة فسيشكلون خطراً كبيراً على الأمة ويتفشى الفساد والسرقة
- الانتقال ظاهرة أقلقت كثيراً من المربين والمثقفين لأنها تؤدي الى زيادة تكلفة التعليم
- بعض الطلبة ليس لديهم استعداد للتعلم ومغريات العصر أشغلتهم بأعمال أخرى
- الطلاق من أسباب انتقال الأبناء وبعض الأسر تعتقد أن التربية من اختصاص المدرسة فقط
خلصت دراسة لوزارة التربية عن انتقال الطلاب والطالبات من التعليم الصباحي الى مراكز تعليم الكبار المسائية، إلى أن أسباب الظاهرة متشعبة، وتشمل الطالب والبيت والمدرسة، وأن مجمل تلك الأسباب تؤدي إلى أن ذلك الانتقال مبعثه هروب الطلبة من الضوابط والالتزامات التي يفرضها عليهم التزامهم بالدوام الصباحي والذي أدى في كثير من الحالات إلى تكرار الرسوب.
الدراسة التربوية التي شملت 1200 طالب وطالبة في المدارس الثانوية، خلصت إلى أن الرسوب المتكرر ادى الى كثرة اقبال الطلبة على التعليم المسائي، فيما رأى الطلبة ان التعليم المسائي يلبي احتياجاتهم، اضافة الى اسباب اخرى منها انخفاض مستواهم التحصيلي في التعليم الصباحي وفرصة الخروج الى سوق العمل صباحا، والتفرغ للدراسة مساء وعدم وجود طابور في التعليم المسائي.
وبينت الدراسة الاسباب التي تعود الى الاسرة، ومنها «رغبة الاسرة في تحسين مستوى ابنائها التعليمي، وضعف التواصل بين ولي الامر وادارة المدرسة وانزعاج الاسرة وتوترها من كثر الاختبارات في التعليم الصباحي، وعدم متابعة ولي الامر ما يؤثر على المستوى التحصيلي، فيما اشارت الى الاسباب التي تعود الى المدرسة، ومنها ان الالتزام بالواجبات المدرسية في التعليم المسائي اقل من الصباحي وصعوبة المناهج وعدم الزام المتعلمين بالتعليم المسائي بزي مدرسي موحد وكثرة الواجبات المدرسية.
واوضحت الدراسة اهميتها في بيان اسباب الانتقال الدراسي من التعليم الصباحي الى التعليم المسائي في المدارس الثانوية بدولة الكويت، وبيان حرص وزارة التربية على انجاح الخطط والغايات والاهداف الموضوعة للمرحلة الثانوية، وحرصها على تحسين اداء المتعلمين وانعكاس ذلك بصورة مباشرة على جودة وفاعلية العملية التعليمية، مؤكدة انها قد تسهم في تقديم بعض التوصيات والمقترحات لمتخذي القرار لمواجهة ظاهرة الانتقال الدراسي.
واشارت الدراسة الى ان ظاهرة الانتقال الدراسي على الرغم من كونها عملية تربوية فانها في نهاية الامر لها اضرار في كل مجالات الحياة كالمجالات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية الى غير ذلك من المجالات الحيوية في حياتنا، حيث ان الشباب هم الثروة الحقيقية للأمة، فاذا كانوا جهلة سيشكلون خطرا كبيرا على الامة، فتتفشى ظاهرة الفساد والسرقة خصوصا المنتقلين منهم من المرحلة الثانوية.
الا ان انظمة التعليم في اي دولة من دول العالم مهما بلغت درجة تقدمها، قد تعاني بعضا من التحديات والمشكلات التي تؤثر في مستوى العملية التعليمية، وان اختلفت بالطبع درجة تأثير هذه التحديات والمشكلات من دولة الى اخرى، فاحيانا تكون اقتصادية واحيانا اجتماعية ،واحيانا اعداد المتعلمين المتزايدة وتتنوع اسباب انتقال الطلبة من المدارس ،فالمعلم اذا كان محبا لطلبته ومحبوبا منهم فهذا له دور فعال في تقبلهم للدراسة وزيادة حبهم للمدرسة، اما اذا كان قاسيا فسيؤدي بالطلبة الى كره المادة والمدرسة والتقاعس عن الذهاب اليها، والكذب على اسرهم، وادعاء الانتظام في الدراسة، والاسرة لها دور في تشجيع ابنائها على التعليم بمتابعتهم ورعايتهم، وقد تؤدي المادة الدراسية وكثرة الاختبارات الى كره المدرسة، اضافة لتكدس المناهج المدرسية وتركيز الكتاب المدرسي على النواحي المعرفية دون الوجدانية ما يجعله مملا، وبالتالي يؤدي الى انتقال الطلبة من المدرسة ،وكذلك وضع الطلبة الاذكياء والاقل ذكاء في فصل واحد دون مراعاة للفروق الفردية، وكذلك رفقاء السوء الذين يعوضون جوانب النقص من خلال تعاطي المخدرات والانحلال الاخلاقي وادمان السجائر والخمور.
واضافت ،في الدول العربية تحاط الثانوية العامة برعاية خاصة من الدول والشعوب فتعتبر ازمة في حياة كل متعلم ،وتظل الاسر في حالة توتر في انتظار النتائج والتنسيق.
وركزت الدراسة على بعض نتائج الانتقال ومنها مشاكل نفسية ناتجة عن ابتعاد الطالب عن اصدقائه بالمدرسة وشعوره بالوحدة والصعوبة في ايجاد عمل ما يناسبه، وعدم توفير الرعاية والاهتمام والمتابعة من جانب الاهالي والانسياق الى تصرفات وأعمال قد تكون منحرفة، وذلك لقضاء وقت الفراغ الكبير وخاصة ان لم يجد عملا ،فيما تطرقت الى اسباب الانتقال ومنها «هناك عوامل كثيرة تتسبب في انتقال الطالب من المدرسة، وبعض هذه الاسباب متداخلة اذ انه لا يمكن ان نجزم بان هذا الطالب ترك المدرسة لسبب بعينه دون الاسباب او المؤثرات الاخرى التي ساهمت في انقاطعه عن المدرسة ،فمثلا قد يترك الطالب المدرسة لشعوره بانه اكبر سنا من زملائه على الرغم من انه لم يرسب او يعيد اي سنة، وليس هذا هو السبب الوحيد بل قد ينتقل الطلبة لاسباب كثيرة ومختلفة».
وتناولت الدراسة بعض اسباب الانتقال ومنها ما يتعلق بالمنهج الدراسي حيث صعوبة بعض الموضوعات في المنهج وكثرة المواد المقررة وصعوبتها وعدم ارتباط المنهج ببيئة الطالب، وعدم تلبية احتياجات الطلبة ومراعاة ميولهم الشخصية اضافة الى اسباب تتعلق بطرق التدريس ومنها عدم استعمال الوسائل التعليمية التي تجذب الطلبة واقتصاد بعض المعلمين على طريقة تدريس واحدة تفتقر لعنصر التشويق ،ويعتمد بعض المعلمين على طرق تدريس مملة لا تجذب المتعلمين، وعدم التزام بعض المعلمين بالخطة الدراسية.
واشارت الدراسة الى اسباب ترتبط بالمعلم ومنها قلة خبرة بعض المعلمين في التدريس، وعدم مراعاة الفروق الفردية للمتعلم من قبل بعض المعلمين، وعدم قدرة بعض المعلمين على فهم مشاكل الطلبة التعليمية والتعامل معها بطريقة صحيحة واستعمال الشدة على الطلبة من قبل بعض المعلمين ما يسبب نفورهم من الدراسة ،اضافة لاسباب اخرى تتعلق بالطالب نفسه ومنها ان بعض الطلاب قدراتهم محدودة.
وبعض الطلاب ليس لديهم الاستعداد التام للتعلم واللامبالاة باعمال المدرسة وانظمتها والانشغال باعمال اخرى خارج المدرسة ،والرسوب المتكرر للطالب وكثرة المغريات في هذا العصر التي تشد الطالب وتجذبه اليها ،فيما حددت اسباب اخرى تتعلق بالمرشد التعليمي ومنها عدم المتابعة الدقيقة من المرشد التعليمي، والقصور في العمل الارشادي والتوجيه وضعف التنسيق بين المرشد التعليمي وادارة المدرسة والمنزل وضعف اعداد وتأهيل بعض المرشدين.
وفيما اكدت الدراسة ان صعوبة بعض الامتحانات ينتج عنه الرسوب المتكرر للطالب ،وبالتالي ترك المدرسة والانتقال لاخرى ،ذكرت اسباب عائلية للانتقال ومنها اعتقاد بعض اولياء الامور ان التربية والتعليم هما من اختصاص المدرسة فقط ،وانشغال الاسرة وعدم متابعة دراسة ابنهم لمعرفة ادائه الدراسي، ووجود مشاكل وظروف عائلية اخرى كالطلاق.
ولفتت الدراسة الى اسباب الانتقال من المدارس بصفة خاصة ومنها اسباب شخصية اهمها تدني نسبة الطموح بسبب ظروف قاهرة، وضعف التكيف مع نظام الدراسة وتعارض مواعيد العمل مع مواعيد الدراسة ،وقلة وجود وقت فراغ للدراسة والنظرة المتشائمة الى المستقبل العلمي والوظيفي وعدم تحقيق رغبة الطالب في التخصص الذي يختاره ،اضافة الى اسباب تعليمية ومنها ضعف العلاقة التربوية بين الطالب ومعلميه ،وصعوبة نظام الاختبارات في المدرسة وطرق التدريس غير مناسبة وضعف التوجيه والارشاد الاكاديمي وضعف مستوى بعض المعلمين، وصعوبة المناهج وافتقارها الى عنصر التشويق، وسوء معاملة المعلمين للطلبة وكثرة الواجبات المطلوبة من الطلبة وقلة مصادر المعلومات في المدرسة ،وتدني مستوى مهارات البحث العلمي لدى الطالب وضعف الدافعية نحو الاستمرار في الدراسة.
وحددت ايضا بعض المشكلات الاجتماعية ومنها انشغال الطالب بتحسين وضعه المعيشي وكثرة المشكلات الاسرية والاجتماعية المحيطة ،وبعد مكان الدراسة عن مسكن الطالب وعدم توافر الجو المناسب للدراسة والبحث داخل الاسرة، وعدم التشجيع المعنوي من قبل الأهل للطالب، وغياب وعي الاسرة باهمية التعليم وقصور دور وسائل الاعلام في رفع الوعي الثقافي لدى افراد المجتمع، وانخفاض المستوى المعيشي لبعض الاسر في بعض المناطق والبيئات، مرافقة اصدقاء لا يشجعون على التوجه نحو الدراسة والنجاح وغياب التنافس الاجتماعي في الحصول على المرتبة الاولى في الدراسة، الزواج وتحمل مسؤولية البيت ،فيما ذكرت ايضا اسبابا اقتصادية اهمها:
- ضعف الجدوى نتيجة تفشي البطالة، وانخفاض المستوى المعيشي للاسرة والتكاليف المالية للكتب والمذكرات والمراجعات ،وتوافر فرص عمل للطالب يصعب توافرها في المستقبل وعدم توافر الدعم المادي للطلاب من قبل المؤسسات الاجتماعية.
وبينت الدراسة بعض الاسباب التي تحد من ظاهرة الانتقال الدراسي ومنها المادة الدراسية والامتحانات حيث «قد تكون سببا ايضا في كره المدرسة والتغيب عنها أو الانتقال منها ،فكلما كثرت الامتحانات كانت مرضا يؤرق التلميذ، فبعض المعلمين لا يبالي من هذه الناحية فيضع على كاهل المتعلمين مذاكرة نصف كتاب، ويأتي آخر في اليوم نفسه ، ليضع امتحانا آخر، فيجب على المعلمين تقنين وقت للاختبارات، وتقنين المادة الامتحانية واسئلتها، فالهدف من التعليم قياس الفهم والاستيعاب لا التعجيز وكره المادة والدراسة، لذلك على المعلم شرح المادة العلمية باتقان وتوصيلها لاذهان التلاميذ بدقة ،اضافة الى رفقاء السوء «قد يكونون سببا رئيسا في انتقال التلميذ من المدرسة، فهنا يجب على الاب والمعلم ان يوفرا ما يحتاج اليه الطالب من نصائح وارشادات، وغرس في نفسه مخالفة الله وحبه وطاعة الوالدين وأولي الامر وحبه العلم وتشجيعه على تلقيه، واللجوء الى القراءة عن الاحساس بالضيق، وتهيئة الجو المناسب له.
وشرحت الدراسة نظام التعليم المسائي حيث تشير خطة التعليم المسائي إلى نظام الدراسة بدءا من الصف الاول الابتدائي وحتى الصف الثاني عشر وفق معايير المناهج الوطنية الكويتية، ووفق فئات مسموح لها بالتسجيل حيث انها تشمل جميع الجنسيات، وللطلبة الذين لا تسمح لهم ظروفهم بالاستمرار في الدراسة الصباحية بسبب ظروفهم الصحية والمتعلمين.
واوضحت الدراسة ان تحويل الطلبة الى «المسائي» يثير اهتمام اولياء الامور ،حيث ذكر عدد منهم ان تحويل بعض المدارس من الدوام الصباحي الى المسائي خاصة ان غالبيتها للبنات، لا يؤثر على التعليم حيث ان الطالبات في حاجة الى تأسيس قوي للتعليم رغم اعطاء الدروس لهن، ولكن ليس بالوقت الكافي فيما اكأت ان المعلمين لا يعانون من ضيق الوقت وكبر المنهج وكثرة اختبارات التقويم والتحصيل، اذ يقول احد المعلمين لا توجد مشكلة حيث ان زمن الحصة يختصر الى 30 دقيقة بدلا من 45 دقيقة خاصة اذا كان المبنى يجمع مدرسة صباحية ومسائية، وهذا بحد ذاته لا يعد ارهاقا لولي الامر وتغييرا لنظام الاسرة في فترات الافطار او الغداء او النوم والراحة والمذاكرة، وزمن الحصة يختصر لضيق الوقت كما ان استيعاب المتعلم لا يقل مع تقدم ساعات النهار او الجو الحار وزحمة المواصلات ،علاوة على ان هذا الامر لا يؤثر على اداء المعلمين والمعلمات في متابعة ابنائهم وبناتهم ومستوى تحصيلهم الدراسي.
نتائج الدراسة
مقترحات للتنفيذ
• عمل دورات تدريبية للمعلمين حول طرق التدريس الحديثة واستخدام التقنيات الحديثة.
• توعية اولياء الامور بدورهم التربوي المكمل لدور المدرسة.
• توعية الطلبة باللوائح والقوانين وآلية تطبيقها منعا لظهور المشكلات في الصف.
• حث المعلمين على الحد من العقاب واستخدام اساليب تربوية حديثة.
• دراسة المشكلات السلوكية في الصفوف وايجاد الحلول المناسبة لها.
• تفعيل دور مجلس الآباء لمناقشة المشكلات التي تحدث في الصف بكل صراحة ووضح.
• توجيه الطلبة الى الانضباط الذاتي في المدرسة والالتزام بالدوام اليومي وعدم التأخر والغياب.
ما بين المعلم والتوجيه
• توجيه المعلم الى استخدام طرق تدريس تناسب الفروق الفردية بين الطلبة.
• تزويد المعلم بمهارات جديدة في مجالات توجيه الاسئلة للطلبة وزيادة تفاعلهم.
• ارشاد المعلم الى طرق ادارة الصف وحل المشكلات الصفية.
• تقديم الحلول المناسبة للمشكلات التعليمية التي تواجه المعلم.
• ان يكون ملما بالمادة التي يدرسها للطلبة.
• التقليل من الاعباء والواجبات المدرسية التي تؤدي الى كراهية الطالب للمدرسة.
• ان يلتزم المعلم بالاخلاقيات المهنية.
• ان يدير الصف بفعالية ويستخدم طرق التدريس المناسبة.
• ان يسير المناهج وفقا للخطط الموضوعة.
• ان يراعي الفروق الفردية بين الطلبة.
• ان يحرص على المشاركة الفعالة لجميع المتعلمين في الانشطة المدرسية.
الاختصاصي الاجتماعي
• مساعدة الطلبة على تحقيق التوافق النفسي.
• مساعدة الطلبة على تكوين اتجاهات وقيم ايجابية نحو المدرسة والمجتمع.
• مساعدة الطلبة على المشاركة في الانشطة المدرسية.
• مساعدة الطلبة على التخطيط للمستقبل.
• العمل على تقوية الروابط والصلات بين المدرسة والمنزل والمجتمع.
• تعريف الطلبة بحقوقهم الانسانية واحترام قيمهم وسبل صيانة كرامتهم.
• مساعدة الطلبة في حل المشكلات المدرسية التي تواجههم.
• مساعدة الطلبة نحو اختيار التخصص المناسب لقدراتهم.
دور الأسرة
• تشجيع الابناء على التفكير والتخطيط لمستقبلهم.
• مساعدة الابناء في تنظيم اوقاتهم.
• توعية الابناء باهمية التعليم ودوره في المجتمع.
• عمل زيارات للمدرسة بصورة مستمرة لمتابعة الابناء دراسيا.
• التعاون مع مجالس الاباء لحل مشكلات الطلبة.
• متابعة الابناء في استذكار دروسهم.
التوصيات
• توعية الطلبة بالنظم والقرارات المدرسية واخطار الانتقال من المدرسة.
• التقليل من الاعباء والواجبات المدرسية التي تؤدي لكره الطلبة للمدرسة والانتقال منها.
• ضرورة توعية اولياء الامور بدورهم التربوي المكمل لدورس المدرسة.
• تفعيل دور مجلس الآباء، لمناقشة المشكلات التي تحدث في الصف بكل صراحة ووضوح.
• ضرورة مساعدة الابناء في تنظيم اوقاتهم «الواجبات المدرسية، اللعب، مشاهدة التلفاز».