«الراي» زارت القرية بعد احتفالية المصالحة... والعائلتان تلقتا العزاء
«أولاد عليو» سعيدة بإنهاء الخلافات بين «العلالسة والشوافع»
لـ «اليوم» الثاني على التوالي، عاش أبناء قرية أولاد عليو، في محافظة سوهاج، وسط صعيد مصر، حالة مختلفة عن السنوات السابقة، تمثلت بالسعادة بـ «الصلح التاريخي» بين أبناء العمومة من «العلالسة والشوافع»... حالة بهجة بإخماد نيران الثأر، فعادت الحركة إلى الشوارع من دون التقسيمات القديمة، وإن ظهر التواجد الأمني فللحفاظ على الأمن العام، وهذا ما شاهدته «الراي»، في شوارع القرية، التي باتت تعيش أجواء هادئة.
وقال وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، والذي قاد احتفالية المصالحة، نيابة عن الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لـ «الراي»، «إن المصالحة وإخماد نيران الثأر، وانتشار الأمن والأمان، هو هدف تحرك مشيخة الأزهر، ومن هنا، كانت لجنة المصالحات التابعة للمشيخة»، مشدداً على أن «مصر تواجه تحديات كبرى ولا يمكن أن نحقق التنمية التي ننشدها إلا إذا تكاتفنا معاً وواجهنا كافة المشكلات التي تعوق تقدمنا، ومنها تحقيق الأمن المجتمعي الذي لا يمكن للتنمية أن تتحقق من دونه».
وطالب شومان المواطنين بمساندة جهود الجيش والشرطة في تحقيق الأمن والقضاء على الإرهاب، ودعم تلك الجهود من خلال الإخلاص في العمل لتحقيق التنمية الشاملة وتجنب المشاحنات. كما قدم التحية إلى كبار العائلات في سوهاج وقيادات الأمن وقيادات المصالحات وكبار عائلتي «العلالسة والشوافع»، على التوافق وحقن الدماء.
من جهته، قال كبير آل علاس الحاج عزت العلاس إن «مساعي الصلح تمت في أجواء أسرية وودية بفضل الله ثم جهود أهل الخير، ونشكر كل من ساهم في هذا الصلح ونخص بالشكر قيادات وزارة الداخلية في مديرية أمن سوهاج والعميد نور أبو استيت والعمدة محمد علي ابو استيت والنائب السابق حشمت أبو الهادي، والنائب السابق خليفة رضوان». واضاف: «نشكر مدير مباحث مديرية أمن سوهاج اللواء خالد الشاذلي
ورئيس مباحث مديرية سوهاج العميد محمود حسن والنقيب خيري الشرقاوي والمهندس محمد يحيى ابوستيت على الجهود الحثيثة التي بذلت من قبلهم، متمنياً أن يمن الله على الجميع بنعمة الأمن والأمان».
من جهة أخرى، قال عدد من أبناء العائلتين إن «النائبين رأفت ومحمود أبوالخير، ورغم دماثة خلقهما، غير أنه لم يكن لهما أي دور بارز في إجراء مراسم الصلح بين العائلتين، بل على العكس كان دورهما سلبياً للغاية».
وأضافوا أن «نائب المركز يجب أن يمثل كل أبناء دائرته ومركزه، وهذا عتبنا عليهما، لأنهما من بداية المشكلة آثرا الابتعاد»، معتبرين أنه من السلبية عدم مبادرة النائبين في التدخل لإنهاء المشكلة التي اندلعت منذ 3 سنوات.
وفي جولة لـ «الراي» في القرية، شاهدت إقامة أفراد عائلتي «العلالسة والشوافع»، سرادقات العزاء في دواوينهم، عقب الانتهاء من مراسم الصلح التاريخي، الذي عقد أول من أمس في مجمع المدارس بالقرية وشهده أكثر من 8 آلاف لإنهاء الخصومة، وقد شوهد إقبال كبير على تقديم واجب العزاء.
وقال عبدالله عبدالعزيز مهران، رئيس الوحدة المحلية لقرية أولاد عليو لـ «الراي» إن القرية شهدت صلحاً تاريخياً بمعنى الكلمة، حيث توافد على الصلح أكثر من 8 آلاف مواطن من جميع أنحاء الجمهورية، ودولة الكويت، وتقدم الصلح الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف نائباً عن فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ومدير أمن سوهاج اللواء عمر عبدالعال واتفق أفراد الشوافع على أن يكون العزاء في دوارين، أما العلالسة فحدّدوا «دواراً واحداً» لاستقبال المعزين ولمدة 3 أيام.
وتوجه وكيل الأزهر ومدير الأمن ومدير المباحث اللواء خالد الشاذلي عقب الصلح إلى دواوين العائلتين وقدموا واجب العزاء، كما توجه رئيس الوحدة المحلية لمركز البلينا علي رفاعي أمس نائباً عن محافظ سوهاج لتقديم واجب العزاء للعائلتين. وأشار عبدالله مهران إلى أن القرية شهدت هدوءاً طبيعياً عقب مراسم الصلح وعادت المياه إلى مجاريها بين العائلتين وسط فرحة وسعادة. وقال كمال السيد، من العلالسة لـ «الراي»: «الحمد لله، ان الله منّ علينا بنعمة الصلح، لأن الصلح خير ونعمة كبيرة لأنها تحفظ الأرواح وتنمي البلاد».
وقال أحد ابناء الشوافع الذي قدم من الكويت خصيصاً للمشاركة في الصلح أحمد محمد علي لـ «الراي»، إنه يحمد الله أن الصلح ثم بين العائلتين إنهاء للخصام بينهما «لأن العائلتين ترتبطان بعلاقات قرابة ونسب ومصاهرة».