حوار / «أخذت عن والدي الفزعة والبعد عن الحقد وعدم الاكتراث بالمال»

أحمد صالح الحريبي لـ «الراي»: أوافق على أي عمل للكويت... وببلاش!

u0623u062du0645u062f u0635u0627u0644u062d u0627u0644u062du0631u064au0628u064at (u062au0635u0648u064au0631 u0633u0639u062f u0647u0646u062fu0627u0648u064a)
أحمد صالح الحريبي (تصوير سعد هنداوي)
تصغير
تكبير

غالبية الأغاني المطروحة للرقص فقط لكنها منتشرة كثيراً رغم بعدها عن الفن

السوق الغنائية تسيطر عليها شركة إنتاج واحدة...  وهذه مشكلة كبيرة

اجتهدتُ كثيراً لإنجاح  «محمل الفنون»...  وأطالب تلفزيون الكويت ببعض الاهتمام!

فهد الناصر رشحني  للمشاركة في «خليجي 23»... وخلال 10 أيام «فزع»  الجميع لحبيبتنا الكويت


 «لو طُلب مني أي عمل من أجل الكويت فسأوافق عليه... وببلاش»!
 إنه الفنان أحمد صالح الحريبي، نافياً أن يكون «مقصراً في حق البلد»، ومكملاً: «لكن بصراحة، لا أحد دعاني للمشاركة في حفلة أو مهرجان بالكويت»!
 «الراي» تحاورت مع الحريبي، فتطرق إلى مشاركته الأخيرة في الغناء ببطولة «كأس خليجي 23» والتي رشحه إليها الملحن فهد الناصر، موضحاً أنه لم يتردد لحظة في الغناء لأنه عمل وطني يخصّ الكويت، ومشدداً على أنه في ما يتعلق بالأعمال الوطنية لا يفكر في الشأن المادي.
 الحريبي تحدث، عن إكماله لمسيرة والده الراحل بتقديم برنامج «محمل الفنون» الذي يبث على تلفزيون الكويت، كاشفاً الغطاء عن «سنغل» جديد يُجمِّع خيوطه الآن، مستبعداً فكرة الألبوم لأسباب إنتاجية، مُدلياً بآرائه في قضايا فنية أخرى... وفيما يلي التفاصيل:

• حدثنا في البداية عن تجربتك الأخيرة: الغناء في افتتاح بطولة «كأس خليجي 23» التي أقيمت بالكويت؟
- كان يوماً رائعاً، وأجمل ما فيه أنني تشرفت بالسلام على سيدي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وأيضاً على سمو ولي عهده الشيخ نواف الأحمد، وفعلاً كانت تجربة جميلة ورائعة أعتز بها وأفتخر لأنني غنيت لبلدي الغالي الكويت، وإلى أميري وتاج رأسي وكل الشعب الكويتي، وهذا وسام على الصدر طوال العمر، فهذه المشاركات الوطنية لا تُنسى وتبقى خالدة في أرشيف كل فنان.
• مَن الشخص الذي عمل على وجودك في يوم الافتتاح؟
- مَن رشحني هو الملحن فهد الناصر الذي أعتبره أخاً وعضيداً، ومعرفتي به لا تقتصر بيننا فحسب، بل هي علاقة أهل وإخوان أوفياء لبعض، وأنا شخصياً أطلقت عليه لقب «ملحن الوطن». وعندما اتصل بي الناصر وأخبرني عن المشاركة وافقت من دون تفكير أو تردد، والحق أنني رأيت الفزعة من جميع الزملاء بلا استثناء من مغنين وملحنين وموزعين وشعراء من أجل حبيبتنا الكويت، وهذا أقل واجب نقدمه لها، وخلال عشرة أيام فقط - وهو وقت قياسي جداً - أنجزنا هذا العمل الضخم، وكما ذكرت سلفاً أنني لا يمكنني التأخر عن أي عمل يخصّ الكويت.
• ما رأيك في الفنان الذي يطلب مبلغاً مالياً مقابل تقديم عمل وطني؟
- حقيقة لا أعرف ماذا يمكنني أن أقول لك، لكنني سأتكلم عن نفسي بهذا الشأن، أنا شخص أحب بلدي الكويت، ولذلك الموضوع المادي في الأعمال الوطنية لا أفكر فيه البتّة ولا أسأل عنه.
• كانت لك تجربة أخيراً في التقديم التلفزيوني ببرنامج «محمل الفنون»... حدثنا عنها؟
- قبل فترة قدمتُ برنامجاً تلفزيونياً بعنوان «محمل الفنون»، استكمالاً لمسيرة والدي - رحمه الله - بعد أربع دورات ناجحة منه، والذي كان يُبَث على شاشة تلفزيون الكويت، وحاولت أن أجتهد فيه قدر المستطاع، والحمد لله أنه ظهر بصورة جميلة، لكنني للأمانة كنت سأعطي فيه أكثر، لكن لأنني كنت واقعاً تحت تأثير ضغط كبير، وبسبب غياب الاهتمام والتشجيع وعدم توافر عناصر ضرورية للبرنامج من إضاءة وديكور ومصورين وغيرها، لذلك اعتمدت على نفسي في ذلك، وفي كثير من الأحيان كنتُ أدفع من جيبي الخاص فقط في سبيل ظهور البرنامج بالصورة الجميلة، وكما تعلم «إيد وحدة ما تصفّق». ولا أخفي أنني قد واجهت بعض الانتقادات في شأن بعض الأمور، فكان ردّي عليهم «أنتم لا تعلمون عن الكواليس والأمور التي كانت تنقصنا والصعاب التي مررنا بها وتعرضنا لها في سبيل ظهور ما شاهدتموه».
• هل تفكر في تكرار التجربة بجزء ثاني من البرنامج، أو آخر شبيه؟
- بإذن الله سأعمل على تقديم جزء ثانٍ من برنامج «محمل الفنون» بحلّة جديدة وتطور أكبر من سابقه، ومن خلال «الراي» أرجو وأتمنى من القائمين على تلفزيون الكويت منحه الاهتمام الكبير وعدم تعطيله بمسألة الحصول على الموافقات الروتينية القاتلة، لأنه برنامج تراثي يهتم ويوثق تاريخ الفن الكويتي، وزوّد أرشيف تلفزيون الكويت بمخزون لا ينضب من الثقافة الفنية.
• ألم تفكر في تقديم الفكرة ذاتها على قناة أخرى خاصة؟
- تلفزيون الكويت هو الأولى والأجدر بأن يحتضن هذا البرنامج الخاص بتراث فن بلدي الكويت، ومن المستحيل أن أوافق على تقديمه من خلال شاشة أخرى بتاتاً.
• لكنك بصورة عامة ليس لديك حضور مكثف في الساحة الغنائية، فما السبب؟
- مشكلتي الحقيقية تتلخص بالوقوف أمام خيارين: فإما تقديم عمل غنائي يستحق وإما لا، لأنني لا أريد طرح عمل لمجرد الحضور من دون أن يكون مساره صحيحاً ورسالته واضحة.
• هل يعني كلامك عدم وجود اللحن المختلف والكلمة القوية اللذين يجذبانك إلى الساحة؟
- ليس الأمر كذلك، فكما تعلم أنني في الفترة الماضية كنت منشغلاً مع مرض والدي ومن ثم وفاته - الله يرحمه - حيث دخلت في مرحلة من الحزن عليه، بعدها بدأت للانطلاق مجدداً في عملي، وكانت عودتي من خلال برنامج «محمل الفنون» الذي أخذ من وقتي الكثير في التحضيرات، ثم جاءت أخيراً مشاركتي في افتتاح كأس «خليجي 23».
• متى سنشهد لك أغنية «سنغل» جديدة، أو ألبوماً غنائياً؟
- مسألة الألبوم صعبة هذه الأيام، لأنها تحتاج إلى مال وفير، ولو فرضنا أنني أنتجت الألبوم فمن سيتولى تسويقه لي حينها؟ فأنت تعلم أن السوق الغنائية حالياً تسيطر عليها شركة إنتاج واحدة تنتج وتسوّق لفنانيها، وبالتالي لا يمكننا التعامل معهم، ولا هم بالمقابل يريدوننا. وأضيف أيضاً أنني في حال أنتجت الألبوم وسوقته قد يتعرض للسرقة من خلال الإنترنت حينها أكون الخاسر الوحيد. أما مسألة «السنغل» فهي فكرة مطروحة، وسأعمل على اختيار الكلمة واللحن الجديرين بأن أتقدم بهما إلى الساحة.
• وماذا وراء عدم مشاركتك في الحفلات الغنائية والمهرجانات؟
- ليس تقصيراً مني أبداً، لكن بكل أمانة وصراحة «محد دعاني عشان أشارك»، وعلى سبيل المثال أذكر مهرجان «هلا فبراير» في حال كان المسؤول عنه وزارة الإعلام أو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أو جهة حكومية أخرى، لم أتناقش معهم في مسألة أجري المادي، «فأي شيء وطني أنا موافق عليه، وببلاش»، لأنني أعتبره حينها عملاً وطنياً وواجباً، أما في حال تلقيت الدعوة من شركة إنتاج خاصة فسيكون الوضع مختلفاً وسأضع أجري الذي أستحقه.
• ما الصفات التي تتشابه فيها مع الراحل والدك الفنان صالح الحريبي؟
- آاااااخ... كل شيء فيّ أخذته عن والدي (رحمة الله عليه)، فقد زرع فيّ النقاوة وعدم الحقد والحسد، وعدم الاكتراث بجمع المال، لأنه كان كذلك أيضاً لا يكترث بأجره المادي أو الغيرة من زملائه الفنانين بتاتاً، بل كان إنساناً نظيفاً صافياً ونقياً، يحب الفن من أجل الفن، وهذا ما ورثته عنه، كذلك كان راعي فزعة ونخوة ويتصف بالرجولة وغيرها الكثير من الصفات الحميدة جميعها ورثتها عنه بحمد الله. وللعلم كان من الأشخاص الذين قد يزعلون بسرعة ويرضون بسرعة أيضاً من كلمة حلوة، وكذلك أنا أيضاً.
• هل تلك الصفات نجدها في فناني اليوم، أم أنها اندثرت؟
- «لو خَلَت خربت»، لذلك لا يمكنني القول إن جميع من يعمل في المجال الفني قد اندثرت منه هذه الصفات، لأن هناك كثيرين يحملون الصفات ذاتها، وربما أكثر أيضاً، وبالمقابل نجد أشخاصاً يحملون الصفات المناقضة.
• من وجهة نظرك... ما الذي يحتاج إليه الفن والفنان اليوم؟
- لصناعة الفن بصورة حقيقية وجميلة نحتاج - بلا مجاملة - إلى دعم مادي قوي ودعم معنوي أيضاً، وبذلك فالمسألة ليست سهلة.
• كيف ترى مستوى الكلمة اليوم؟
- متى ما ارتقى الإنسان أصبح فناناً، فإن كان شاعراً فسيقدم شعراً جميلاً، وإن كان ملحناً فسيطرح لحناً رائعاً، وإن كان مغنياً فسيشدو بإحساس دافئ وطرب أصيل، وفي حال كان العكس ستكون هذه هي المشكلة، ومع الأسف نحن نعاني بسبب هذا الموضوع، والفن لم يعد كما عهدناه في السابق، وغالبية الأغاني التي تُطرح في السوق هي للرقص فقط من دون أن تحتوي على كلمة جميلة أو نغمة رصينة، وهذه النوعية - مع الأسف - تحقق نجاحاً كبيراً على رغم أنها لا تمت إلى الفن أو الذوق بصلة بتاتاً، بالمقابل هناك عدد قليل من الأغاني ما زالت تحافظ على الطرب والكلمة الراقية.

 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي