ديرة طيبة تنفسنا هواءها الجميل ودرجنا في أحضانها آمنين، أفقها زاهر بالخير وهي عامرة بأصالة طيبة، أهلها متحدون من أجل الحفاظ عليها وهم يجدّون من أجلها.
ما أجمل تلك الجباه السمراء التي تقطر عرقاً وأهلها يجدّون ويكدحون من أجل لقمة العيش والكويت لقلوبهم اطمئنان وفي أعينهم جذوات من نور لنعوت مختلفة، كلما أصاب هذه الديرة ريح عاتية هبوا جميعاً في وجه تلك الريح، فها هي حناجرهم تدوي وهم يهتفون: يا بوسالم عطنا سلاح،
وهم يمسكون بنادقهم ويطوفون بالسكك والبرايح والفرجان يحمون أهلهم ويبثون في قلوبهم الطمأنينة.
ها هم يستمعون لقول أميرهم:
كلي بكلك ممزوج ومتصلُ
والنائبات التي تؤذيك تؤذيني
كتلة من الوحدة وحزمة لا تتفرق
تأبى الرماح إذا اجتمعنا تفرقاً
وإذا افترقن تكسرت آحادا
نموت وتحيا الكويت
هذا قولهم عندما هبت أتون البغي والعدوان على الكويت المطمئنة، فقتلت الأبرياء وروت دماء الشهداء تربة هذا الوطن فأنبتت عزيمة وإصراراً وصموداً من أجل الحفاظ على هذه الديرة ووضعها في القلوب والعمل من أجل تنميتها وتطورها وتقدمها وازدهارها.
أحب الكويت لأن الكويت وجودي والكويتيون كلهم سور منيع لأمهم الكويت.
فها نحن اليوم نحتفل بالعيد الوطني السابع والخمسين والذكرى السابعة والعشرين للتحرير والكويت متألقة شامخة.
كويت الكويتيين تمضي سفينة
وقد أصبحت كل البحار لها مجرى
لقد صهرتها النار حتى توقدت
ومن تحت أكوام اللظى نهضت صقرا
سيخرج من تحت الرماد محلقاً
لآفاق آتٍ نحن في سره أدرى
لقد علمته الريح سر اختلافها
وسر غيوم تحمل المزن والقطرا
هنيئاً للكويت أعيادها الوطنية وهنيئاً لشعبها الأبي الذي جعل من علمها شعاراً يرفع في كل بيت ويزين كل صدر ويرفرف على كل هامة ليعلن للعالم كله بأن الكويت باقية يقودها ربان محمل الإنسانية، وهو يشير إلى نشر الخير في جميع ربوع الدنيا.
فلا بد لأهل هذه الديرة العزيزة أن يتحدوا ويتعاونوا ويجدّوا من أجل تنمية ونماء أمهم الكويت ويضعوها في أفئدتهم.
يقولون لي لماذا تحب الكويت؟ لماذا أغانيك مسكونة بحب الكويت وأهل الكويت؟
فقلت اسألوا: الطير عن وكره
وقلت اسألوا: البحر عن موجه
وقلت اسألوا: الفجر عن نوره
وقلت اسألوا: الورد عن عطره
إذا ما عرفتم لهذا جواباً،
عرفتم لماذا أحب الكويت...