لا يوجد حل دستوري، ولا غير دستوري، فهناك حل واحد يفك عقدة لازمتنا في الأعوام الأخيرة... إنها عقد «الأنا»، وعقدة التخوف من الغائب الحاضر، فنحن لم نتمكن من الاعتراف بخطئنا في التعامل مع الأحداث وهذا ما ترك لنا الساحة تشتعل حريقاً، ووقودها أحياناً يكون مصنفاً سياسياً، وأحياناً يأخذ صفة الفردية في الحكم على الأحداث.
إن العمل الجماعي هو الخيار الوحيد للخروج من الأزمات، والعمل الجماعي يجب أن يضم خيرة من الشباب والشابات من الأسر الكويتية بغض النظر عن انتماءاتها.
والعمل الجماعي أسلوب تنتهجه المجتمعات المتحضرة النامية والمتطورة، فهو مزيج من الأفكار النيرة يضيء المسارات أمام أصحاب القرار لتعود الفائدة للجميع، وينعم مجتمع العمل الجماعي المحايد بصفات طيبة، فلا مجال للمعالجة الفردية لأي قضية كانت.
القوانين بحاجة إلى مراجعة، والفساد بحاجة إلى قوانين جديدة تردعه، وتجنب شياطينه عن الدورة التشغيلية في مؤسسات الدولة العام منها والخاص.
هذا هو الانقلاب المشروع الذي نتطلع له، وأي هاجس آخر مرفوض جملة وتفصيلاً.
ولي الأمر يتابع أمر أسرته، ويعايش بصيص الأمل في عيون الأطفال الصغار الذين هم بأمس الحاجة لمستقبل آمن.
إننا نريد مستقبلا زاهراً للأجيال القادمة لا على المستوى المالي فحسب بل حتى العادات والتقاليد بحاجة إلى محافظة، وواجب علينا الآن مواجهة التدني والتدهور الحاصل في محيط المجتمع الذي انقلب أفراده على الثوابت التي ورثها لنا جيل الأجداد.
نحن وأنتم مطالبون بالحفاظ على الحق المشروع لكل فرد كويتي، وحاجة المجتمع إلى عطاءات الأعضاء الصالحين باتت ملحة: فهل تستدرك خطورة الأوضاع ونقف في وجه المعضلات، أم تبقى الأمور ماضية نحو المجهول، بعد أن لعبت فيها الأهواء دوراً فعالاً؟ نريد مساحة من الحرية للتعبير عن الرأي المسؤول، ونريد أن تعينوننا على أنفسنا، وأن تبعدوا عنا ما يعكر صفو العلاقة بين فئات المجتمع وجهتيه التشريعية والتنفيذية. والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]