ولي رأي

الحياد لا يعني الضعف

تصغير
تكبير

ليس من عادتي تأييد طرح النائب الدكتور عبدالكريم الكندري، لأنه عالي الصوت والتشدد دائماً على الصغيرة والكبيرة. ولكنني وفي مداخلته الأخيرة مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، معه بكل كلمة قالها، فالحياد والضعف أمران مختلفان تماماً.
قبلنا بالصمت مع دول الأزمة الخليجية لأننا نقوم بالوساطة بينها بدعم من العالم، ولها علينا حق وجميل وإن كانت لنا عليها جمايل أيضاً، ولكن ما يقوم به رئيس الفيلبين هو نوع من الاستفزاز والابتزاز والتشويه المنظم لسمعة الكويت، وقد يكون ذلك لمواقفنا القومية، أو بإغراء من دول تسعى إلى الاستفادة من العمالة الفيلبينية حسنة التدريب الموجودة في الكويت للعمل في بلادها. فنحن دولة وشعب وصفنا بالإنسانية والتسامح، ولم تظهر أي تظاهرة أو احتجاج للجالية الفيلبينية في الكويت من قبل.
ومع أن الكويت تقوم اليوم بدور إنساني متناسية جراح الماضي بالدعوة إلى إعمار العراق واستضافة مؤتمر دولي لذلك، إلا أننا نسمع نائبة في أكبر تشكيل نيابي تشكك وتسيء للكويت وأعمالها وأهدافها... وفي كلتا الحالتين العراقية والفيلبينية نحن لا نطالب بقطع العلاقات، أو رد السيئة بمثلها، بل على الأقل تقديم احتجاجات عبر سفرائنا عندهم وسفرائهم عندنا على هذه الأعمال والأقوال، أو أن تقوم سفاراتنا برفع قضايا على كل من يسيء لنا من أفراد ومنظمات، وهو ما يحدث لدينا وترفع قضايا ضدنا كمواطنين لمن نسيء إليه من الخارج. والعلاقة بين الدول صغيرها وكبيرها مبنية على أساس واحد، وهو التعامل بالمثل، وإن كانت الدولة تتحرج من ذلك فليسمح لنا كمواطنين أن نرد على ما يوجه لنا من إساءات كشعب أو شخصيات سياسية عامة.


يقول زهير بن أبي سُلمى في مُعلقتِه:
وَمَنْ لَمْ يَـذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِهِ يُهَدَّمْ
 وَمَنْ لا يَظْلِمِ النَّاسَ يُظْلَمِ

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي