قبل الجراحة

ماراثون العمل

تصغير
تكبير

في سباق الماراثون يتجمع الجمهور، وكاميرات التصوير تعمل بهمة ونشاط، ورجال الإعلام الكل يتابع، والجميع ينتظر النتيجة...
في سباق الأربعين كيلو متراً من يكون الأول في أول عشرة كيلو مترات لا أحد يتذكره، ومن يكون الأول عند الكيلو العشرين لا أحد يتذكره، ومن يكون الأول عند الكيلو الثلاثين أيضاً لا أحد يتذكره وليس له أي ذكر في التاريخ، حتى من يكون الأول عند الكيلو التاسع والثلاثين أيضاً لا أحد يتذكره.  
لكن من يكون الأول في نهاية السباق الكل يتذكره، والتاريخ يذكره وقد لاينساه، لكن الذي لم يذكره الجميع أن غالبية من شارك في الماراثون كان هدفهم هو المشاركة من أجل إنجاح الماراثون، و أن معظم من شارك لم يكن هدفهم الفوز في الماراثون، لكن هدفهم الأساسي هو إكمال الماراثون من أجل إرضاء شيء في داخلهم، وبمجرد وصولهم إلى خط النهاية يعتبر إنجازاً شخصياً لهم، إنجازاً يتفاخرون به، إنجازاً سيحفر في ذاكرتهم، فهل من شارك ولم يصل إلى خط النهاية هو واهم؟


وهل من شارك ووصل إلى خط النهاية لكنه لم يكن الأول أو من العشرة الأوائل يعتبر فاشلاً؟ بالطبع لا، وإن كنت تعتبره من الفاشلين فعليك مراجعة أفكارك.
فمن شارك واستطاع إكمال الماراثون ولم يكن الأول فبالتأكيد استفاد، وهو سيعمل على تطوير نفسه لكي يكون الأول في المرة المقبلة. ومن شارك وظروفه لم تسمح له بإنهاء الماراثون فبالتأكيد استفاد، وقد يكون استفاد أكثر من الجميع، وهو سيعمل على الاستفادة من هذه التجربة... و قد يكون هو الأول في المرة المقبلة إن امتلك العزيمة اللازمة للفوز.
لكن أنت لم تشارك ولم تحاول أن تشارك، إنما اكتفيت بالمشاهدة، إذاً لا يسعنا إلا أن نشكر كل من شارك، فمشاركتكم كانت أهم أسباب نجاح هذا العمل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي