نسمات

لا خيار لنا إلا بدعم العراق

تصغير
تكبير

دار لغطٌ شديد حول مؤتمر إعادة إعمار العراق في الدواوين ومواقع التواصل الاجتماعي، فمن قائل: «مالنا ومال العراق لنتصدى لإعادة إعماره، يكفي ما عانيناه من احتلاله لبلادنا وقتل أطفالنا ونسائنا، هل نسيتم دم أسرار القبندي ودم الدكتور هشام العبيدان وغيرهما الكثير؟!».
وقال آخرون: «إن العراق بلد غني ولا يحتاج إلى مساعداتنا، ومشكلته الأساسية هي مشكلة فساد سياسي ومالي التهم أكثر من 900 مليار دولار، وما زال بعض رؤوس الفساد في العراق يحكمون ويفتكون به ويسرقون أمواله»!
لكن اللغط الأكبر والاحتجاجات قد أصابت جمعيات النفع العام في الكويت التي شاركت في المؤتمر، وتلقى رؤساء تلك الجمعيات رسائل احتجاج كثيرة من المواطنين حول احتمال تحويل أموالهم التي دفعوها لتلك الجمعيات إلى مشروع إعمار العراق من دون موافقتهم!


وتمثلت الاحتجاجات في السؤال: «ما الضمان لئلا يتخلص العراق من مشاكله ثم يعود إلى احتلال الكويت وتشريد شعبه، وهل يلدغ المؤمن من جحر مرتين؟!».
لا شك أن هذه المخاوف التي أبداها كثير من المواطنين مشروعة ويجب عدم القفز عليها، ولكن يجب علينا أن نزن الأمور بدقة بعيداً عن العاطفة الجياشة التي تجنح بنا إلى الخلل في التصور، وبالتالي الانحراف في التفكير.
أولاً: نحن أمة واحدة، وكل ما يصيب جزءاً منها يؤثر على بقيتها، وقدرنا أن نتكاتف ونتعاون في السراء والضراء حتى على حساب مشاعرنا.
ثانياً: واجبنا تجاه إخواننا في العراق شيء مقدس لا يمكن القفز عليه ولا إلغاؤه، ولا بد أن نبذل وسعنا للوقوف مع إخواننا بجميع ما نملك، وشعب الكويت هو الأقرب إلى العراق والأقدر على مساعدته ومد يد العون له، فإذا كنا نسافر إلى أقصى بقاع الأرض لنجدة المحتاجين والمعوزين ومد يد العون لهم، فهل نتوقف عن مساعدة أقرب الناس لنا؟!
ثالثاً: المصائب التي تصيب العراق اليوم، هي بفعل «قوى الشر» التي سعت سابقاً لتمزيقنا، ولا يمكن تحميلها لشعب العراق فهو ضحية مثلنا! وهؤلاء ينفذون أجندات خارجية لتمزيق وحدة الأمة وتفكيك صفوفها، وهم لا يمثلون أهل العراق الأصيلين!
رابعاً: إن بناء عراق قوي ومستقر هو سند لنا، بينما الإبقاء عليه ضعيفاً سيقود حتماً إلى تمزيق الأمة وسنكون نحن أول ضحاياه. ولعل جهود الكويت في تناسي الماضي ومد اليد العون للعراق تساهم في تغلب محور الخير على محور الشر الذي لن يرضيه إلا تفكك العراق والصراع بين أبنائه.
خامساً: مؤتمر إعادة إعمار العراق لا يهدف إلى جمع الأموال والتبرعات لتقديمها إلى العراق، ولكن لإقامة مشاريع حيوية تنفع الشعب العراقي وتساعده في النهوض من كبوته، والكويت من أكبر المستفيدين من تلك المشاريع، سواء بضمان استرداد ديونها على العراق، أو باستيراد الغاز والماء التي نحتاجها أشد الاحتياج!
سادساً: أما الجمعيات الخيرية التي كسبت ثقة المواطنين والمقيمين في الكويت، فلا يمكن أن تخدع المواطنين أو أن تحوّل أموالهم التي دفعوها لأعمال الخير إلى غير مصارفها التي يطلبونها، لذا فليطمئن أهل الكويت إلى أن أموالهم بيد أمينة ولا يمكن أن تجرأ الجمعيات الخيرية على سرقتها أو تحويلها لغير مستحقيها!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي