أصبوحة

المال المتوحش

تصغير
تكبير

يصف خبراء الاقتصاد، انهيار بورصة وول ستريت، والتي تبعتها متأثرة بها بورصات العالم، بأنها أزمة اقتصادية جديدة تصيب العالم الرأسمالي، حيث انحدرت مؤشرات داو جونز وناسدك إلى مستويات أدنى وبشكل ملموس عن مستوياتها في بداية العام.
ويعلق بعض الخبراء على هذه الأزمة، بأن أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة والمهيمنة على أسواق المال في العالم، قد افتعلوا هذه الأزمة، مستفيدين من فروقات الأسعار، لكي يجنوا أرباحاً هائلة وسريعة.
فهؤلاء لا يهتمون بالاقتصاد ولا بالأحوال المعيشية للناس، التي تتأثر سلباً بهذا التلاعب، بل كل ما يهمهم هو الربح السريع من خلال القطاع المالي، وهو القطاع الأكثر توحشاً في النظام الرأسمالي، حيث من المعروف أنه منزوع الوطنية، وقد انفصل هذا القطاع في السنوات الأخيرة، حسب رأي الاقتصاديين عن بقية القطاعات الاقتصادية، وهو القوة المهيمنة في الاقتصاد الرأسمالي.


وتشير دلائل هؤلاء الخبراء إلى أن العملة الالكترونية «البتكوين»، التي انهارت قبل هذه الأزمة بأيام، هي من اختراع رجال المال أو الرأسمالية المالية، فهي التي تملك إمكانات الكترونية ضخمة، وهي عبارة عن مضاربة في الفضاء على عملة ليس لها سند، وإن ارتفعت بعد ذلك فستكون تلك رغبة هذه الفئة المتلاعبة بالثروات والمدخرات، ويعرف الاقتصاديون أيضاً أن الصين مستفيد أكبر من العملة الالكترونية ، لأنها تملك إمكانات الكترونية ضخمة، وفئات واسعة من الفنيين الخبراء الذين يعملون لديها.
وأغلب الناس تريد أن تزيد دخلها، ولذا انتشرت شركات المضاربة والوساطة حتى في وسائل التواصل الاجتماعي، مع تسهيلات وخدمات ومستشارين لجر أرجل المضاربين الصغار، ومن اصحاب الدخول الصغيرة، مستغلين أحلامهم بالرخاء.
وقد لاحظ الجميع تأثر البورصات في منطقتنا بما فيها البورصة الكويتية بانهيار بورصة نيويورك، فانهارت الأسهم بما فيها أسهم شركات النفط، ولو كان في مقدور الرأسمالية المالية أن تضارب على الهواء، لفعلت.
لدى النظام الرأسمالي القدرة الكبيرة على المناورة وإطالة عمره، رغم الأزمات الخانقة والمتلاحقة العامة منها والدورية، لكن هذه الأزمات ستنتهي بانهيار هذا النظام الاقتصادي عاجلاً أم آجلاً، والذي أدى إلى تمركز رؤوس الأموال بيد حفنة قليلة من البشر في العالم، وليس الاقتصاد وحده الذي يتعرض إلى أزمة، فقد باتت هناك أزمات أخلاقية ولا إنسانية وغيرهما.

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي