مسرح «عبدالحسين عبدالرضا» استضاف الفرقة الهنغارية

«فيشغراد 4» ... غنَّت للحب والماء والسلام

تصغير
تكبير

 ليلا هاراستي:
 إذا استطعنا أن نغني  معاً فسيمكننا العيش معاً

 الفرقة اجتذبت  إعجاب وتفاعل الجمهور  منذ المقطوعة الأولى


 ما أجمل أن يتحول السلام والحب والماء إلى أنشودات رقيقة تترنم بها فرقة موسيقية وسط جمهور متذوق، ليحلِّق المسرح برمته في أجواء إبداعية عذبة.
 هذه هي ملامح الحفل الذي قدَّمته، فرقة «فيشغراد 4»، أول من أمس على خشبة مسرح عبدالحسين عبدالرضا في السالمية، في أول مرة تغني فيها الفرقة على أرض المحبة والسلام... الكويت.
 جاء الحفل ثمرةً للتعاون بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والسفارة الهنغارية لدى دولة الكويت، حيث حضر جمهور غفير من محبي الثقافات الموسيقية المتنوعة، يتقدمه السفير الهنغاري ميهالي باير.


 تتكون الفرقة من أربعة أشخاص أساسيين بجانب بعض مشاركات المغنين والعازفين في بعض الأغاني... وهم جيتكا سورانسكا على آلة الكمان، سزبان بوسبسزلسكي على الساكسفون، كورنيل هورفاز على آلات الإيقاع، زولتان ميزسي على الأورج، ومغنية الفرقة إيرين لوفاسز.
 «الراي» التقت السفير الهنغاري باير، على هامش الحفل، فقال «إن الفن والموسيقى الهنغارية تمتزج فيها ثقافات أربع دول، وهو ما ينعكس على انتماءات أعضاء الفرقة، فهي تضم ثلاثة هنغاريين، وواحداً سلوفاكياً وآخر تشيكياً، وعضوة من دولة بولندا، لذا أطلقنا على الفرقة اسم: فيشغراد 4».
 وعن تسمية الفرقة بهذا الاسم، أوضح السفير الهنغاري «إن الاسم نسبة إلى مدينة صغيرة في هنغاريا أسست كمنظمة غير رسمية في العام 1991 في تلك المنطقة... لذا نحن لدينا تاريخ مشترك وتقاليد وحضارة مشتركة تربط بيننا جميعاً، نحن شعوب هذه الدول».
وأضاف السفير: «هذه هي الزيارة الأولى التي تقوم بها الفرقة للكويت، بل للمنطقة كلها، وهذا الجدول سيُعزف أيضاً لأول مرة، وهو برنامج معد خصيصاً للحفل الجديد».
وتابع «أن أعضاء الفرقة يطمحون إلى التجوال خليجياً لنشر هذا الفن، خصوصاً أن الفرقة كانت لها زيارات عدة، تجولوا خلالها في عدد من الدول.. وأماكن متعددة حول العالم».
وأكمل موضحاً: «غير أن الحضور سوف يكتشفون أن هنالك تشابهاً بين طبيعة الإيقاع الهنغاري والإيقاع الخليجي، خاصة مع وجود (الطبل) ضمن آلات العزف في بعض الأحيان»، ومعرباً عن سعادته بوجوده في هذه الليلة... وبين الجمهور الحاضرين.
وقبل البدء في الحفل، أطلت نائبة السفير الهنغاري ليلا هاراستي، على خشبة المسرح، إذ ألقت بكلمة قصيرة، رحبت خلالها بالحضور، وقدمت أعضاء الفرقة بأسمائهم للجمهور، قبل أن تقول: «بالنيابة عن السفارة الهنغارية أرحب بكم في هذه المناسبة المميزة... وصوت وفرقة فيشغارد 4، ليقدموا موسيقاهم للمرة الأولى في دولة الكويت».
 وتابعت «أن فناني هذه الليلة من أفضل الموسيقيين في بلدانهم، ولذلك نحن نأمل من تعاونهم الموسيقي أن يبث إمكانية التعايش السلمي، وكذلك الترابط بين شعوبنا، وأيضا قوة اللغة العالمية للموسيقى.. وهذه الليلة سوف تستمعون إلى التقاليد الموسيقية، كما أن أعضاء الفرقة من أفضل الموسيقيين في بلدانهم... ونحن نعتقد أن إذا استطعنا أن نغني معا، فسوف يمكننا العيش معاً»، متمنية أن يحوز الحفل قبول الجمهور، وأن نستمتع بهذا الفن معاً.
 وحين جاء أوان الموسيقى، دخل أعضاء الفرقة، ورحبت المغنية بالحضور، وعبَّرت عن سعادتها هي وزملاؤها بوجودهم في الكويت، ومنذ المقطوعة الأولى استطــــــاعت الفرقة انتــزاع إعــجاب الجمهور، ومـــن ثـــم غــــنوا أغاني تقليدية شهيرة في هنغاريا، ومخـلف الدول، وكان الانسجــام في ما بينهم واضحــاً، كما كانت هناك مشاركات تبـــادليـــة بين العازفين خلال بعض الأغاني، كما ظهرت مغنية أخرى لتشاركهم في عدد من الأغاني.
للوهلة الأولى شعر الحضور بالتنوع في موسيقى الفرقة وأغنياتها، وكان لافتاً أنهم يستعينون أحياناً بأصوات منهم كدبيب الأرجل بالتداخل مع الموسيقى، واجتذبت المغنية إيرين لوفاسز قبولاً ملحوظاً من الجمهور، وهيمنت على الأغاني موضوعات الحب والسلام والماء والنار.
 يُذكر أن الموسيقى الهنغارية تتميز بخصوصيتها واختلافها في نشأتها وأصولها عن نظيرتها الأوروبية، بسبب التباين بين تاريخ الشعب الهنغاري وغـيره من بقية الشعوب التي استوطنت القارة العجوز بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية القديمة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي