شدد على تأصيل مفهوم الأمن الفكري كأداة مساندة للحل الأمني
اللواء المهنا: منهجية علمية أدّت إلى تلاشي العمليات الإرهابية التخريبية
حمود القشعان:
99 في المئة من شباب وشابات الكويت ليس لديهم فكر متطرف
أكد وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المؤسسات الإصلاحية وتنفيذ الأحكام اللواء عبدالله المهنا، ان الكويت لم تدخر جهدا لتقويم الامن الفكري في المجتمع، فاتخذت مجموعة حلول، منها الحل الامني مقرونا بتأصيل مفهوم الامن الفكري كأداة مساندة للحل الامني، ثم برنامج المناصحة والرعاية كأسلوب لمكافحة الفكر المنحرف، وفقا لمنهجية علمية، ما ادى الى تلاشي العمليات الارهابية التخريبية.
وقال المهنا في كلمته في افتتاح برنامج الملتقى السنوي الرابع في كلية العلوم الاجتماعية، بالتعاون مع وزارة الداخلية تحت شعار (الامن الفكري في المجتمع الخليجي: المنظور الاجتماعي والاعلامي)، برعاية وكيل وزارة الداخلية الفريق محمود الدوسري امس على مسرح الشيخ عبدالله الجابر في جامعة الكويت «يعتبر الامن نعمة من الله منّ بها على عباده، وقد وردت كلمة الامن كثيرا خلال الفترة الماضية في جميع انحاء العالم، منذ ان انتشر الارهاب وأعمال العنف في الدول. فالامن أحد المفاهيم التي تتشعب دلالاتها، لان العمل لا يثمر والحضارة لا تزدهر الا بالامن، وان الامن هو الاساس بالطمأنينة والشعور بالسلم والامان، وهو مقياس تقدم الأمم والشعوب وبدون الأمن لا تستقيم الحياة ولا تقر العيون ولا تهدأ القلوب».
واعتبر انه لم يعد دور اجهزة الشرطة في عصرنا الحديث مقتصرا على توفير الامن بمفهومه الكلاسيكي، اذ تجاوز ذلك ليشمل جميع جوانب الحياة السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية والفكرية كذلك، مؤكدا ان «الأمن يحتل مكانا بارزا في المجتمع المعاصر لاتصاله بالحياة اليومية، بما يوفره من طمأنينة النفوس وسلامة التصرف».
ولفت الى ان «سجل التاريخ سيظل شاهدا على ما اقترفته تلك الفئة المنحرفة فكريا، من جرائم ارهابية تخرج عن نطاق ديننا الحنيف وتخالف الفطرة الانسانية السليمة، وما هذا الا نتيجة لقلة المعرفة وتكبيل العقل بأفكار سيئة ناتجة عن قصور في الفهم الصحيح لمبادئ الشريعة الاسلامية الغراء، ومنهجنا الذي يحثنا على الاستفادة من الطاقات الخلاقة للفكر في رؤية الحقيقة على نحو موحد».
وأشار المهنا الى ان «المتغيرات السريعة التي يشهدها عالمنا المعاصر، تفرض علينا ان يكون لدينا من الفكر الواعي ما يساعدنا على مواكبة التطور والتقدم، انطلاقا من فلسفة ورؤية ترتبط بالمجتمع وتعكس مصالحه العليا وتستجيب لاحتياجاته وتطلعاته للوصول الى غد افضل وأكثر تطورا وتقدما».
وبدوره، قال عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت الدكتور حمود القشعان، انه «عند التحضير لهذا الملتقى كان التوجه عند الناس، ان الفكر يتعلق فقط في الدين، بل انا في نظري كمختص اجتماعي ان زراعة الفكر الايجابي هو محصل الفكر الديني والفكر المدني»، مبينا ان «دراسة من جامعة الكويت نشرها الزميل الدكتور عثمان الخضر، حول التطرف في الكويت، واخبركم اننا ولله الحمد في هذا البلد محصنون، وهناك اغلبية نفسية وليست ميدانية تعارض الفكر المتطرف، وان هناك أقلية نفسية ولكنها ميدانية تميل الى التطرف، كما اشارت الدراسة».
وأضاف «لو تطرف فيها شاب واحد ثم ذهب لا قدر الله في عمل ارهابي خارج الكويت لاساء لكل المجتمع، في حين ان هناك 99 في المئة من الشباب والشابات في الكويت ليس لديهم هذا الفكر المتطرف»، موضحا ان «الاشكالية في الدراسة وكذلك في الميدان، ان هناك تطرفاً مدنياً نعيشه في دول الخليج».
ولفت القشعان إلى «اننا لم نأت هنا لنجامل بعضنا، بل اتينا لنكمل مسيرة صاحب السمو امير البلاد امير الانسانية الذي نحتفل في هذا الشهر بمناسبة توليه الثانية عشرة وتولي سمو ولي عهده الامين، ونحن في هذا الملتقى نريد ان نكمل سياسة سمو الامير وان نكون وسطيين ومعتدلين، فنحن في الكويت سنكون المحضن لدول الخليج والدول العربية، بل ومحضنا للانسانية».
وتابع ان «الدراسة التي نشرتها جامعة الكويت كشفت عن نوعين من التطرف، وهما تطرف ديني يكفر كل من في القاعة، وهؤلاء ولله الحمد انحسروا، وكلما زاد الوعي والتعليم انحسر هذا الفكر السلبي، ولكن التحدي امامنا اليوم هو التطرف المدني الاجتماعي والاعلامي».
وأشار القشعان الى ان «الملتقى يأتي ليؤكد ان حماية المجتمعات تبدأ من داخل البيت ثم تنتقل الى المدرسة، ثم تنتقل الى الشارع ثم يأتي دور وزارة الداخلية، فنحن مكملون لدور وزارة الداخلية التي تطبق القانون».