زارني الأسبوع الماضي أحد الأكارم من الإخوة الأردنيين المقيمين في الكويت، وحينما تجاذبنا أطراف الحديث عن أحواله أخبرني أنه اضطر لتغيير محل سكنه وسكن عائلته واستئجار شقة جديدة أغلى ثمناً بسبب ممارسات شائنة تصدر من مرتادي شقة في البناية العائلية التي كان يقطنها، تبيّن لاحقاً أن المستأجر لها يؤجرها بالباطن بشكل يومي لراغبي المتعة الحرام وسماسرة الأعراض من دون وازع من دين ولا رادع من ضمير ولا محاسبة قانونية!
كلام ضيفي أرجعني إلى نحو 17 عاماً حينما سلّطت الصفحة الدينية في «الراي» آنذاك الضوء على هذه الفاجعة الأخلاقية المروعة، وانتفضت حينها وزارة الداخلية لتخليص البلاد من شرور المفسدين ودعاة الانحلال ومروجي الرذائل، وجال في خاطري أن الأمر انتهى وأن المفسدين نالوا عقابهم المستحق وأنهم لن يعودوا إلى هذا السلوك الدخيل على الكويت وأهلها، والذي تحرمه الشرائع السماوية وتحاسب عليه القوانين المحلية... حتى صدمت بما سمعته من ضيفي الكريم وقلت لعلها حادثة فردية ستنتهي حتماً إذا تنبه صاحب البناية لهذا المستأجر الذي لم يراع حقوق الجيرة ولم يلتفت إلى بنود العقد الذي يمنع تصرفه بالعقار لأغراض محرمة ومجرمة.
وقبل يومين، وأنا أتصفح «الراي»، شدني موضوع التأجير اليومي للشقق المفروشة والتي قال أصحابها لمحرر الجريدة - حسب ما هو منشور - إن كل الخدمات فيها متوافرة بدءاً من الفرش، مروراً بالبقالة وانتهاء بالسرية والخصوصية والأمان!