لقاء / استشاري جراحة العيون في «المواساة» أكد أنها جراحة معقدة وأن نسبة نجاحها تفوق 90 في المئة
إصلاح: الجراحات اللا اختراقية علاج ناجح للماء الأزرق في العين
التشخيص المبكر وقياس ضغط العين بشكل دوري أفضل وسيلة لاكتشاف الجلوكوما
وسائل العلاج هدفها خفض ضغط العين عن طريق تقليل إفراز السائل أو زيادة تصريفه من العين
القطرات الحديثة علاج جيد للمراحل الابتدائية للجلوكوما وفي حالة عدم الاستجابة يتم اللجوء إلى الليزر
أكد استشاري طب وجراحة العيون في مستشفى المواساة الجديد الدكتور إسماعيل إصلاح، أن التشخيص المبكر وقياس ضغط العين بشكل دوري يعد أفضل وسيلة لاكتشاف وجود الجلوكوما «الماء الأزرق» في مراحلها المبكرة، لافتاً إلى أن وسائل العلاج هدفها خفض ضغط العين عن طريق تقليل إفراز السائل، أو زيادة تصريفه من العين.
وأوضح إصلاح، في لقاء مع «الراي»، أن القطرات الحديثة تعتبر علاجاً جيداً في المراحل الإبتدائية للجلوكوما، وفي حال عدم استجابة المريض لعلاج القطرات، يتم اللجوء الى عمليات الليزر، مشيرا إلى أن «من العمليات الجراحية الشائعة في حال عدم الاستجابة لعلاج الليزر ما يطلق عليها الترابكيلكتومي وجراحات زرع الصمام، لتصريف السائل الزائد، فضلاً عما انتشر حديثاً في العالم، وهو ما أطلق عليه الجراحات اللا اختراقية، معتبراً إياها من أهم العلاجات الناجعة للجلوكوما، وهي من الانواع المعقدة الأكثر أمانا والأقل مضاعفات والأصعب تقنية، مؤكدا أن نتائجها بعد عشر سنوات تضاهي جميع العمليات الجراحية السابقة.
وحول قيامه بإجراء عملية الجراحات اللا اختراقية، بين أنه عندما عاد من مستشفى مورفيلدز في لندن عام 2002 كان أول مختص في علاج مرض الجلوكوما في الكويت، فضلا عن أنه كان أول مختص في الكويت حصل على دورات في الجراحات اللا اختراقية، وقد حصل عليها من سويسرا وألمانيا. ومنذ عام 2009 يقوم بتلك النوعية من الجراحات وهي جراحة معقدة وصعبة لكنها تتميز بأنها ناجحة وتحقق نسبة نجاح عالية تفوق الـ90 في المئة مع مضاعفات أقل مقارنة بالجراحات التقليدية. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
• في البداية ماذا عن نسب الإصابة بالجلوكوما «الماء الأزرق» مقارنة بالماء الأبيض؟
- الجلوكوما تصيب ما بين 3 و8 في المئة من السكان، بينما الماء الأبيض يمكن أن يصيب الكل مع تقدم العمر، فعلى سبيل المثال يمكن أن تجد جميع الأشخاص للشريحة العمرية 80 سنة وما فوق عندهم الماء الأبيض.
• هل هناك أنواع من الجلوكوما؟
- نعم، فهناك الجلوكوما المزمنة، وهي من أكثر الأنواع شيوعا، وهي مرض مزمن بطيء يمكن للسائل المائي فيه الوصول لقنوات التصريف «الزاوية المفتوحة» والتي تضيق تدريجيا على مدى سنوات عديدة، ويرتفع معها ضغط العين ببطء شديد دون الشعور بألم يكفي لإظهار المشكلة، مع ضعف مجال الرؤية بشكل تدريجي.
• وماذا عن الأنواع الأخرى؟
-هناك نوع آخر من الجلوكوما، الحادة، وهي أقل شيوعاً وتحدث بفعل انسداد مفاجئ يحول دون تدفق السائل المائي إلى خارج العين وذلك لانغلاق الزاوية الضيقة التي تعوق السائل من الوصول إلى قنوات التصريف وهذا النوع مؤلم جداً ويتسبب بضرر بليغ في النظر إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب.
• هل للماء الأزرق أنواع أخرى يمكن تسليط الضوء عليها؟
- نعم، هناك الجلوكوما التي تحدث نتيجة ارتفاع ضغط العين بسبب مرض آخر في العين، ولذا تسمى بالثانوية وهناك أيضاً الجلوكوما الخلقية أو الجلوكوما النامية وتنجم بسبب تشوه خلقي في العين وهي خطيرة لكنها نادرة وتصيب الأطفال الرضع.
وهنا أريد أن أنوه أن مرضى الكورتيزون سواء يتم أخذ الدواء بالفم أو بالحقن أو كريمات الجلد معرضون لارتفاع في ضغط العين وبالتالي الإصابة بالجلوكوما. لذا يجب عليهم الفحص الدوري عند الطبيب المختص.
• ما أفضل طرق العلاج من المرض؟
- نؤكد أن التشخيص المبكر من أهم وسائل تفادي المرض، حتى يسهل علاجه في المراحل الإبتدائية عن طريق قياس ضغط العين بشكل دوري أو من خلال الفحص المنتظم والذي يعد أفضل وسيلة لاكتشاف وجود الجلوكوما في مراحلها المبكرة، كما نشير إلى أن وسائل العلاج للجلوكوما هدفها خفض ضغط العين، وقد تكون بتقليل إفراز السائل أو زيادة تصريف سائل العين، وهناك عدة طرق للعلاج على حسب حالة المريض، فالقطرات الحديثة تعتبر علاجاً جيداً في المراحل الإبتدائية للمرض، خصوصاً أن مضاعفاتها قليلة جدا على أن يستعملها المريض دون انقطاع مدى الحياة.
• هل من مضاعفات يمكن ان يسببها العلاج عبر القطرات الحديثة؟
- عادة ما تكون هناك حكة بسيطة أو إحمرار في العين أو حساسية غير ملحوظة، ولكنها لا يمكن أن ترقى لتكون مضاعفات خطيرة.
• وفي حال تأخرت حالة المريض، هل هناك طرق علاج أخرى؟
- في حالة عدم استجابة المريض لعلاج القطرات نلجأ إلى الليزر، وهنا يجب على المريض أن يفرق بين الليزر المعالج للجلوكوما والليزر المعالج لتصحيح النظر، ونتائج ذلك شبه مضمونة ومضاعفاتها قليلة.
• ذكرت أنه يتم إجراء عمليات الليزر في حال عدم الاستجابة لعلاج القطرات، فهل هناك أنواع من عمليات الليزر؟
- في البداية دعني أؤكد على حقيقة أن الليزر المستخدم في عمليات الماء الأزرق ليس له علاقة فى الليزك أو التخلص من النظارة أو تحسين مستوى النظر. ونلجأ إليه بعد مرحلة القطرات، وهو ينقسم الى 3 أنواع رئيسية، في النوع الأول منه نقوم بعمل ليزر على الجسم الهدبي الذى يفرز الماء السائل في العين، لتقليل من إفرازه ومن ثم التقليل من ضغط العين.
• وماذا عن النوع الثاني من الليزر؟
- النوع الثاني من الليزر يتعلق بالماء الأزرق من نوع الزاوية المغلقة، حيث نقوم بعمل فتحة على طرف القزحية، حيث ينصرف السائل من الخزانة الخلفية الى الأمامية، ومن ثم إلى الزاوية والأوعية الدموية ويصاحب ذلك انخفاض ضغط العين والنوع الثاني هو بمثابة وقاية أكثر من كونه علاج، فبعض المرضى لديهم زاوية حادة بالعين دون أن يعرفوا ذلك، ويتضح ذلك بالفحص الإكلينكي، وفي حال عدم وجود ضغط بالعين لديهم، فإنهم يحتاجون الى الليزر لعمل فتحة في القزحية لتصريف السائل
• وبالنسبة للنوع الثالث من الليزر؟
- في النوع الثالث نوجه اشعة الليزر الى قنوات التصريف في زاوية العين وهذا النوع لمرضى الماء الازرق من نوع الزاوية المفتوحة، وعليه كل نوع من أنواع الليزر يرتبط بنوع معين من أنواع الجلوكوما وكل العمليات موجودة في مستشفى المواساة.
• هل نجاح عمليات الليزر الخاص بالماء الازرق يرتبط بعمر المريض؟
-هناك عوامل عدة تتحكم في ذلك، فالمسألة معقدة جدا ونجاح العملية يعتمد بشكل أكبر على خبرة الجراح أكثر من عمر المريض، وهناك فئات من المرضى نسبة النجاح لديهم أقل من شرائح أخرى، فمثلا عمليات الأطفال ناجحة جدا لكن نسبتها أقل من الكبار بشكل عام، وكذلك المرضى الذين يعانون المرض في مراحله المتقدمة فهؤلاء أيضا نسبة النجاح لديهم عالية لكنها أقل من الطبيعي.
• في حال عدم الاستجابة لعلاج الليزر هل من حلول أخرى يمكن اللجوء إليها لتصريف سائل العين ؟
- قد يضطر المريض الى إجراء عملية جراحية تساعد على تصريف سائل العين حتى ينخفض ضغطها إلى المعدل الطبيعي في حال عدم الاستجابة لعلاج الليزر، ومن العمليات الجراحية الشائعة ما يطلق عليها الترابكيلكتومي والتي تصرف السائل الزائد من داخل العين إلى سطحها. وهناك أيضا جراحات زرع الصمام لتصريف السائل الزائد، فضلًا عما انتشر حديثاً في العالم ما يطلق عليه الجراحات
اللا اختراقية وأجدها من الانواع المعقدة الأكثر أمانا والأقل مضاعفات والأصعب تقنية فنتائجها بعد عشر سنوات تضاهي جميع العمليات الجراحية السابقة.
• هل تقوم بإجراء عملية الجراحات اللاختراقية؟
- عندما عدت من لندن من مستشفى مورفيلدز عام 2002 كنت أول مختص في علاج مرض الجلوكوما في تاريخ الكويت فضلا عن أني كنت أول مختص في الكويت حصل على دورات في الجراحات اللااختراقية، وقد حصلت عليها من سويسرا وألمانيا تلك الجراحات التي تعد من أهم علاجات الجلوكوما.ومنذ عام 2009 أقوم بتلك النوعية من الجراحات وهي جراحة معقدة وصعبة لكنها تتميز بأنها ناجحة وتحقق نسبة نجاح عالية تفوق الـ90 في المئة مع مضاعفات أقل مقارنة بالجراحات التقليدية.
«السكّر» ومرض العيون
خطر يهدد الشبكية
بسؤاله إن كان هناك علاقة بين مرض السكر وأمراض العيون، قال إصلاح: مرض السكر النوع الثاني من الأمراض الشائعة بالكويت، وتقريبًا نحو 30 في المئة من سكان الكويت مصابون به بسبب النمط الحياتي وقلة الحركة وغيرها من الأسباب، ومرضى السكر بحكم أنه يؤثر على الأوعية الدموية فإنه يؤثر على جميع أعضاء الجسم، ومنها العيون حيث يمكن أن تحدث لدى مرضى السكر مشاكل في العيون وخصوصاً بالشبكية دون أن يشعروا بأعراض إلا في مرحلة متقدمة وعليه لا بد من فحص دوري مرة كل 6 أشهر عند طبيب مختص.
انسداد الأوعية وارتشاح البلازما
وحول التأثيرات الصحية لمرض السكر على عيون المصاب به، ذكر أن مرض السكر يمكن ان يسبب انسدادا في الأوعية الدموية لشرايين العين وارتشاح البلازما من الأوعية الدموية داخل شبكية العين ما يتسبب في مشاكل منها عدم اتضاح الرؤية ونزيف حاد في الجسم الزجاجي للعين وهذا بسبب نمو أوعية دموية جديدة بتركيب ومكان غير صحيح.
العلاج بالحقن داخل المقلة
تطرق إصلاح لعلاج المشاكل التي تصيب عيون المصاب بداء السكر، قائلا: علاجات اختلال شبكية العين بسبب السكر تطورت كثيرا خلال العشر سنوات الأخيرة حيث كان العلاج المستخدم في السابق هو الليزر، لكن الآن هناك حقن جديدة تحقن داخل مقلة العين تحت تخدير موضعي وهي عملية بسيطة، وتحقق نتائج ممتازة وتؤدي في نسبة كثيرة من المرض إلى تحسين النظر وامتصاص الارتشاح من العين والعمل على اختفائه، وليس هناك أي خوف منها لدرجة مأمونيتها العالية ولكن نسبة ضئيلة من المرضى قد تحصل عندهم مضاعفات بشكل نزيف أو التهاب حاد.
«المواساة» يوفر كل العلاجات
وبسؤال هل هناك مدة علاج معينة عبر تلك الحقن؟ أجاب: هناك بروتوكولات علاجية عالمية نطبقها، ووفقا لها فإنه خلال السنة الأولى من العلاج نعطي بعض المرضى 9 حقن، وبين كل حقنة وأخرى يجب مرور على الأقل مدة 4 أسابيع، ومن ثم تقييم النتيجة عبر جهاز معين لقياس سمك الشبكية OCT والذي يدل على مقدار الارتشاح، وبناء على ذلك تحدد مدى استفادة المريض وعليه تقرر مدى حاجة المريض لحقن أخرى. وأود الإشارة إلى أن جميع تلك الحقن متوافرة في مستشفى المواساة فضلا عن توافر كل العلاجات الخاصة بمشاكل العين لدى مصاب السكر.