اجتهادات

القنفذ والثعلب!

تصغير
تكبير

هناك فرق شاسع بين القنفذ والثعلب... فالثعلب حيوان ماكر وذكي ومتمرس على الهجوم وسريع الحركة والبديهة، أما القنفذ فهو حيوان كسول خامل وبطيء الحركة، يمارس يومه ببساطة وهدوء باحثاً عن غذائه ومعتنياً بمكان معيشته فقط!
كل يوم كان الثعلب ينتظر حتى تحين له الفرصة للهجوم على القنفذ... وعندما يبدأ بالهجوم، يتساءل القنفذ صغير الحجم بينه وبين نفسه: «ها نحن نفعل ذلك مجدداً، ألا يتعلم الثعلب أبداً»؟
فكل ما يفعله القنفذ هو أن يتحول، كما هو معروف، ككرة صغيره كاملة، ليُخرج من جسده المسامير الحادة في الاتجاهات كافة، وما أن يلحظ الثعلب هذه الوسيلة الدفاعية، يعود إلى الوراء ويبدأ في التفكير بطريقة جديدة للهجوم.


وعلى الرغم من مكر الثعلب وبحثه المستمر عن وسيلة جديدة، فقد كان القنفذ يفوز كل يوم في المعركة!
ولعل هذه القصة البسيطة جداً التي أثارها الكاتب جيم كولينز في كتابه «من جيد إلى عظيم» مستوحاة من المقولة اليونانية القديمة: «الثعلب يعرف أشياء كثيرة، لكن القنفذ يعرف شيئاً واحدا كبيراً»... تعطي لنا دلائل كثيرة ومفيدة في تسيير أمور الحياة.
يقول مارفن بريسلر الاستاذ في جامعة برينستون، كل عظماء العالم، كفرويد وداروين وآينشتاين، الذين تركوا أثراً كبيراً على الآخرين وحتى على من يعادلونهم في مستوى الذكاء، كان جل اهتمامهم يقوم على التركيز والعمل على هدف كبير واحد فقط! ببساطة وكما يقول الاستاذ الجامعي، هم قنافذ والبقية ثعالب!
فليس من المهم أن نعرف كل شيء، ولكن ما نحتاجه هو التعرف على ما هو مهم. وليس من الضروري أن نرى كل الأشياء، ولكن يجب علينا أن نركز على ما هو أساسي. وليس من المنطقي أن نؤمن بكل المبادئ والنظريات، ولكن يمكننا التثبت بمبدأ ومفهوم أساسي يوحد ويرشد إلى كل شيء. كل ذلك وأكثر، حتى ربما نصل ونحصل على ما نريد!
***
لمناسبة العام الجديد، وصلني كتاب «من جيد إلى عظيم» من مكتب مواثيق للاستشارات القانونية وتحديداً من الأخ فيصل اليحيى، في زمن ضاع فيه معنى الكتاب وفائدة القراءة وأهمية التعلم الذاتي وما هو مفيد على وجه العموم، لذلك كان الإهداء مميزاً بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، كيف لا وباقي الإهداءات كانت عبارة عن رسائل عن طريق «الواتساب» أو ورود أو رزنامات أو علب الكاكاو وغيرها من وسائل الإهداء المملة التي اعتدناها سنوياً.
فكل الشكر والتقدير على هذه الهدية الأكثر من رائعة التي استوحيت منها فكرة هذا المقال!

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي