تصعيدٌ ليلي بعد «تسامح» عون وعدم اعتذار باسيل

مأزق سياسي كبير في لبنان والأزمة تتمدد في... الشارع

تصغير
تكبير

دخل لبنان في «عنق» أزمة سياسية يصعب التكهّن بمآلها في ضوء حال «التمتْرس» بين «أقطابها» وانفلاشها إلى الشارع والخشية من انفلاتها، بعدما انتهى يوم أمس إلى «لا مَخْرَج» لـ «الحريق» الذي اشتعل نتيجة تسريب كلام بالصورة والصوت لرئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل يصف فيه رئيس البرلمان نبيه بري بـ «البلطجي» متوعّداً بـ«تكسير رأسه».
وعلى وهج هذه التحركات التي كادت أن تنزلق إلى صِدامٍ أمام مقر «التيار الحر» ورافقتْها حربٌ سياسية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وُضع رئيس الجمهورية وعائلته في مرماها مع رسْم فريق بري معادلة «ليعتذر باسيل علناً وعلى الشاشات أو يستقِل»، شهد يوم أمس محاولاتٍ لترتيب حلّ يجنّب البلاد فتنةً لاحت في الأفق مع اكتساب الأزمة أبعاداً طائفية أضيفت إلى خلفيّتها السياسية والدستورية المتصلة بـ «المعركة» القديمة - الجديدة الدائرة بين الرئيسيْن عون وبري.
على أن هذه المساعي لم تُفْضِ إلى «دخان أبيض» في ضوء عدم اعتذار باسيل، الأمر الذي أطلق مخاوف من سيناريوات داكنة قد تنزلق إليها البلاد، لا سيما مع تلويح فريق رئيس البرلمان بأن «لا حكومة ولا عهد» في حال لم تتم استجابة رئيس «التيار الحر» لـ «دفتر شروط الاعتذار»، وعودة التحركات الاحتجاجية مساءً إلى بيروت التي دخلتْها ليلاً عشرات الدراجات النارية والسيارات التابعة لمناصري «أمل» الذين بلغوا وسط العاصمة، في ظل قطْع طريق كفرشيما - الحدث بالإطارات المشتعلة لساعات، بعدما كان النهار شهد تحركاتٍ في الجنوب والبقاع.


وبدا التصعيد الليلي بمثابة ردّ على بيان «التسامح» الذي أصدره عون واعتبر فيه «أن ما حصل على الأرض خطأ كبير بُني على خطأ، ولذلك من موقعي الدستوري والأبوي أسامح جميع الذين تعرضوا لي ولعائلتي، وأتطلع إلى أن يتسامح أيضاً الذين أساؤوا إلى بعضهم البعض»، وهو البيان الذي شكّل السقف الذي تفيأه بيان «تكتل التغيير والإصلاح» الذي اجتمع برئاسة باسيل في المقرّ العام لـ «التيار الحر» (ميرنا الشالوحي) ليوجّه بعدها النائب ابرهيم كنعان باسم التكتل «رسالة إلى اللبنانيين الحريصين على مشروع بناء الدولة والاستقرار للقول لا تخافوا فنحن أمناء على الاستقرار ولن نتراجع عن مسيرة بناء الدولة»، مؤكداً «ان الكرامات متساوية ونتجاوب مع مطلب فخامة الرئيس عون بالتسامح مع الاعتداء الذي حصل على مركز التيار هنا»، ومذكّراً بأن وزير الخارجية سبق أن تدارك وقبل أن يطلب أحد ما سُرّب من كلام له حين أعرب عن أسفه «وتَسامَحنا بعد موقف فخامة الرئيس، ويعني بالنسبة لنا أن الملف انتهى».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي