في ندوة «كتاب الشهر» ضمن فعاليات «القرين الـ 24»

علي الرئيس: الشيخ عبدالله السالم... تميز بالإنسانية وحب الشِّعر

تصغير
تكبير

احتفاء بالمعرفة وبدورها المهم في التنوير، ومن أجل تسليط الضوء على إصدارات كتب لمؤلفين كويتيين متميزين، اختارت مكتبة الكويت الوطنية ضمن ندوتها الشهرية «كتاب الشهر» الحديث عن كتاب «الشيخ عبدالله السالم الصباح... وثائق وصور من حياته»، للباحث علي غلوم الرئيس، في سياق فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ24.
وتناول مؤلف الكتاب في الندوة - التي أدارتها الكاتبة والباحثة أبرار ملك - الدوافع التي ساهمت في إعداده وجمع مواد هذا الإصدار القيم من خلال المصادر التاريخية النادرة، ومن ثم عرج إلى الظروف التي واكبت الإعداد والتأليف والتوثيق، مؤكدا أن الكتاب يعد الأشمل والأدق في تناوله سيرة أمير البلاد الراجل الشيخ عبد الله السالم الصباح طيب الله ثراه، كما عرض جوانب كثيرة في حياة الراحل، وفترة حكمه، والمناسبات والأحداث العديدة التي جرت موثقة بالصور والمراسلات والبيانات الرسمية.
وفي الاستهلال تحدث مدير عام مكتبة الكويت الوطنية الدكتور كامل العبدالجليل عن انتظام ندوة الشهر التي تنظمها المكتبة منذ فترة من أجل تسليط الأضواء على الكتب ذات القيمة المعرفية الكبيرة، لتشجيع المؤلفين ودور النشر ومراكز البحوث والدراسات على القيام بأدوارها الوطنية والمعرفية في نشر الثقافة. وأكد أن كتاب هذا الشهر من أهم الكتب التي أصدرها مركز الدراسات والبحوث في الكويت لما يحتويه من مخطوطات وصور ومعلومات نادرة ومهمة، متقدما بالشكر لمؤلف الكتاب الذي أخذنا إلى حقبة مهمة من تاريخ الكويت القديمة، من خلال مسيرة الشيخ عبدالله السالم الصباح.
وأفاض الرئيس في حديثه، مشيرا إلى إصداره لكتب سابقة، ثم تطرق إلى هوايته في جمع الوثائق والصور والمجلات والصحف القديمة، مما ساعده على تجميع مادة كتابه، الذي يسجل جانبا مهما من تاريخ الكويت الاجتماعي والسياسي، وأنه عرض الفكرة على رئيس مركز الدراسات والبحوث الدكتور عبدالله يوسف الغنيم الذي شجعه على تنفيذها وقدم له الدعم الكافي.
كما تحدث عن الخطوات التي من خلالها تمكن من إصدار كتابه واستعانته بالمجلات والصحف الكويتية والعراقية لتغطية مادة الإصدار، وتقسيمه الكتاب إلى أبواب عدة بتصدير الدكتور الغنيم، وأنه استعان بالأخبار التي غطتها صحيفة «كويت اليوم»، وغيرها من المجلات والصحف التي رافقت حياة المغفور له الشيخ عبدالله السالم.
وأوضح المؤلف أن كتابه غطى فترات وأحداث كثيرة مرت بها الكويت مثل الفترة الانتقالية والتي يطلق عليها «الاستقلال»، والأزمة التي اختلقها عبدالكريم قاسم مع الكويت، وشجاعة الشيخ عبدالله السالم في مواجهة هذه الأزمة، متحدثا عن مواقف إنسانية للمغفور له، ومنها حينما أبلغ بخبر وفاة قاسم لم يشمت فيه، بل قال: «رحمه الله».
ثم تحدث الرئيس عن موضوع الديموقراطية والمجلس التأسيسي وصدور الدستور والملاحظات التي قدمت فيه وموقف الشيخ عبدالسالم منها.
وانتقل في حديثه عن كتابه إلى الإدارة والاقتصاد وزيارته للشخصيات، موضحا أن الصور لديه كانت متوافرة ولكن ينقصه المواد والأخبار، ما جعله يتجه للصحف العراقية التي وجد فيها بعض ما يطمح، خصوصا في زيارة الشيخ عبدالله السالم للعراق ولندن لحضور حفل تتويج الملكة. وكشف عن دور المغفور له في التدخل لحل الأزمة بين شاه إيران وجمال عبدالناصر، وقال الرئيس: «انبنت الكويت على سياسة الحياد وأن تكون علاقتها طيبة مع كل الدول».
وشدد المؤلف على القيمة التي تحملها «كويت اليوم» في الحصول على الأخبار المهمة، كما نوّه إلى قلة المصادر القديمة التي غطت رحلات الشخصيات الكويتية القديمة التي لها دور في بناء دولة الكويت. وأشار إلى الوثائق التاريخية المهمة مثل وثيقة بناء قصر الشعب، ووثيقة من شركة كهرباء الكويت، عبارة عن فاتورة كهرباء تطالب المغفور له بالتسديد أو قطع الكهرباء عنه، ووثيقة أخرى من مكتب البريد باسمه وهي من مقتنيات مركز البحوث تطالبه بتسديد اشتراكه في الخدمة البريدية وغير ذلك من الوثائق التي تؤكد على تواضع الشيخ عبدالله السالم.
ثم طرحت مديرة الجلسة أبرار ملك على المحاضر سؤالا يتعلق بحب الشيخ عبدالله السالم للشعر قراءة وكتابة، كي يؤكد الرئيس أن المغفور له كان يحب مجالس الأدب والشعر ودائرة المعارف وقتها نشرت روائع الأدب، وكان الشعراء يقولون فيه الشعر وكان يرد عليهم أيضا بالشعر، ولم يكن يعطي المال للذين يمدحونه، ولكنه كان يجاريهم بالشعر، كما تغنى بقصائده مطربون كبار مثل عودة المهنا وشادي الخليج.
وفي مداخلته عبّر الدكتور الغنيم عن سعادته بإصدار «الشيخ عبد الله السالم الصباح... وثائق وصور من حياته» للباحث الرئيس، مؤكدا تقديره للرئيس ولصديقه الباحث خالدالعبد المغني، لأنهما كانا يتحفانه دائما بالجديد من الوثائق والصور، وأن الكتاب يوثق بالصور والوثائق والمخطوطات لفترة مهمة في تاريخ الكويت وازدهارها ونهضتها، وهو مجهود يحسب لصاحبه الرئيس.
كما تحدث الباحث محمد كمال في مداخلته عن حبه لجمع الوثائق بفضل تشجيع الرئيس له لدرجة أنه يمتلك الآن ما يزيد على مليون وثيقة. وأشار الدكتور كامل العبدالجليل إلى الطموح الذي تسعى مكتبة الكويت الوطنية لتحقيقه ويتمثل في موسوعة شاملة لدولة الكويت، وأبدى سعادته بإصدار الرئيس الذي يغطي فترة مهمة في تاريخ الكويت.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي